تحت عنوان (نورا) صدر مؤخرا ديوان الشاعر اليمني أحمد على عبداللاه عن دار أزمنة للطباعة والنشر – عمّان جاء الكتاب في 155 صفحة من القطاع المتوسط ويتكون من خمسين نص شعري ينتمي لنص التفعيلة .
تناول فيها الشاعر همه الذاتي محبة وحزنا وفرحا ؛ محاولا تحليل الحب على معشوقته عدن التي يتغنى بها في معظم مقاطع النصوص موعزا كل هذا الحب للوطن والأرض على ابنته ( نورا ) التي احتلت صدر الكتاب ومفتاحه وقد أوشى بسره الدفين هذا في مقطع اجتزأه من قصيدته نورا لينقشه على خاتمة الكتاب (الغلاف الخلفي ) :
الليل يتركني وحيدا
كلما أغفو يفيض دمي
أصحو قليلاً كي أقبِّلَ وجهَ نورا
وتمرّ كفي فوق خدّيها
لأدرك أنني ما زلتُ حيّاً
كم احبك يابنتي
وأزيد من مطري عليك
كي ينبت الريحان فوق صباحك الآتي
كم احبك
يفتتح الشاعر ديوانه بهذا الابتهال الذي يصدم المتلقي او القارئ بكم الصدق والمشاعر الذي يحتويه هذا المقطع وبحالة الحب ذاتها وبنفس الكم يسقطه على عدن معشوقته التي يوحي للمتلقي أنها الوجه الآخر لنورا مدركا وشاعر بوجعها وألمها (همس شتوي لعدن ):
يا عدَنَ العمر
كأسي فارغة
صُبّي حزنكِ كي أنجو
من عطش الروح
وأحمل عنك كثيرَ الصبر
كي تغربَ عنك الأنّات
تعددت مواضيع النصوص وتنوعت من حيث الموضوع أو الزمكان والحالة أيضا وكما أشار مقدم الديوان حبيب عبد الرب السروري في مقدمته : (كان بإمكان صديقي الأثير، أحمد علي عبداللاه، أن يُفتِّت هذا الديوان في دواوين عديدة، حسب مراحل كتاباتها، أو مواضيعها، أو سقوفِها الشعريّة المختلفة. لكنه لم يفعل.
فضّل (هو الخبير الدوليّ في الجيولوجيا) أن يكون ديواناً “كُليّاً” يتنقّلُ عبره في مختلف الطبقات الجيولوجية لِوَعيه ولاوعيه، لحياته الخاصة والعامة...
باختصار: صمّم ديوانَهُ ليكونَ صورةَ سكانير لأحمد علي عبد أللاه)
الديوان يحتوي على الكثير من الأغوار والمناجم الشعرية المستفزة لفكر المتلقي وللبحث عن مفاتيحها وقد انهى الشاعر احمد على عبداللاه نصوصه بخاتمة (لأنسي الحاج):
سنابل تسيل حتى الينابيع الأخيرة
فتمضي بعد ان اكتملت خرائبنا
تاركا موئلا نقصده لنرى ((شقائق نثرك)) فينا
يافارس (( البرق المبصر))
وداعا
وداعا
سأترك البحث عن أغوار النص وبقية النصوص لذائقة القارئ الكريم ربما يكتشف انسي الحاج من جديد على يد احمد على عبداللاه.
مجلة الاستثمار العدد 52 نوفمبر 2014م
الإصدار البكر عن دار أزمنة .. نورا واحمد عبداللاه في لقاء متجدد
كتب : خالد السياغي