ثقافة وفنون نُشر

السوريين .. أعطني قميصاً وخذ كتاباً

Imageقال سوري لصديقه أثناء تجوالهما في معرض دمشق للكتاب أنه جاء ليعرف ان كانت دور النشر مازالت تصدر الكتب! القراءة التي كانت عادة عند السوريين أصبحت مملة وغير مجدية.
هذا الحديث في معرض الكتاب يعكس تراجع دور النشر السورية من حيث التعامل مع القراء اللذين تخلوا عن الكتاب لصالح الإنترنت في هذه الأيام.
وقال وائل كيوان "نشعر بخيبة امل، كل عام ونحن نحاول تحسين قدرتنا لكننا في نهاية الأمر نواجه المزيد من المشاكل".
وأضاف كيوان، الذي يدير دار كيوان السورية للنشر التي تركز على كتب الدين والتاريخ والأساطير"سنة بعد أخرى تتفاقم مشاكل الناشرين الامر الذي يجعلهم يصدرون كتباً اقل".
وتجتهد دور النشر السورية البالغ عددها 250 دارا الى اصدار ثلاثة كتب سنويا بغية الحفاظ على اجازتها التجارية الممنوحة لها من قبل السلطات الحكومية، والقليل منها تصدر 10 كتب سنوياً، فيما تقوم دار الفكر مثلا بنشر 20 كتابا في العام. ولا يزيد طبع أكثر من الف نسخة لاي كتاب يصدر في سوريا هذه الايام.
 واضطر الناشرون الى التكيف مع انخفاض عدد القراء الجادين، عن طريق إصدار المزيد من الكتب السطحية أو التي تحمل مواصفات شعبية سائدة ومربحة نسبيا، مثل كتب التعاليم الدينية والصحية والطبخ. واحد من الكتب الاكثر شعبية لهذا العام هو "الحب في القرآن الكريم" الذي كتبه رجل الدين الشيعي محمد البوطي ونشرته دار الفكر، المتخصصة في كتب الدين والأطفال.
وقال كيوان "لا أحد يشتري كتبا للمعرفة والثقافة بعد الآن".

 وأضاف "ان الدار التي يملكها ركزت، في العامين الماضيين، على نشر الكتب الدراسية للمدارس والجامعات على حساب كتب الابداع في الشعر والرواية من أجل التكيف مع احتياجات السوق".
 وأوضح "تضاءل عدد النخبة المثقفة وتحول القراء الى ان يستمدوا المعرفة والمعلومات من التلفزيون والانترنت، انهم لا يحتاجون الى الكتب بعد الآن". واشار الى دعوة بعض الخبراء في صناعة الكتاب الى الحاجة الماسة لدعم الدولة والمؤسسات المستقلة لنشر الكتاب.
وقال صهيب الشريف المسؤول في دار الفكر "لا توجد أرخص من الكتب في سوريا، الا ان الشباب اليوم يفضلون تناول وجبة في مطعم أو اقتناء قميص على شراء كتاب".
واضاف الشريف "ان تكلفة الكتاب الذي ينشر في سوريا اليوم تتراوح ما بين 2- 10 دولارات أميركية". وأكد على حاجة دور النشر لتحسين طرق التسويق واختيار نوعية العناوين والموضوعات بعناية أكبر.

ولا تجد معظم دورالنشر في سوريا عناية من شركات الاستثمار أو دعم وزارة الثقافة السورية.
وقال الناشر حسين عودات "ان دعم نشر مجموعة جيدة من الكتب لايكلف الدولة مبالغ كبيرة بغية بث الروح في المعرفة الثقافية وعودة الهيبة الى الكتاب". وتحاول دور النشر السورية البقاء على نشاطها عبر توزيع الكتب العربية لسد دخلها الواطئ.
وقال الناشر مجدي حيدر "أن غالبية دور النشر السورية لجأت إلى ترجمة كتب ناجحة عالمياً، أو إعادة طبع كتب أخرى لقيت النجاح لدى القارئ العربي من دون الحصول على موافقة الناشر الأصلي".
ومن الكتب الأكثر مبيعا روايات البرازيلي باولو كويلهو وغالبا ما تترجم وتنشر من دون إذن مسبق أو اتفاق مع المؤلف.
 ولاتحمي القوانين السورية حقوق الملكية الفكرية، والعقوبات على المتجاوزين شكلية.
 وقال عمر تاراس مالك دار نشر الرواد" حصل أكثر من مرة بعد ان نشرنا كتابا متميزا بالاتفاق مع المؤلف أو المترجم، ان تنشره دار أخرى من دون اتفاق مسبق الامر الذي يسبب لنا الخسائر المادية".
 وتواجه عملية النشر في سوريا الرقابة الحكومية الصارمة.
 وقال كيوان "لا توجد معايير واضحة للرقابة، لكن الدين والسياسة لا تزال أكثر المواضيع حساسية".
وأضاف "الرقابة متقلبة، انها قد تسمح لنا بنشر كتاب هذه السنة وبعد عام تقرر منع توزيعه وسحبه من الاسواق". وأكد ان الرقابة في بعض الأحيان حظرت نشر كتاب كامل من أجل فكرة واحدة فيه.
 وطالب لجنة الرقابة في وزارة الاعلام بدلا من حظر نشر الكتاب ان تدعو المؤلف الى حذف أو تغيير بعض الفقرات فيه".
وقال "اوقف نشر كتاب ينتقد ارتداء الحجاب لمدة ثلاث سنوات من قبل السلطات خوفا من أن يؤجج مشاعرالمجتمع السوري المحافظ".

المصدر : ميدل أيست


 

مواضيع ذات صلة :