بدأ مسرح الشارقة الوطني تحويل أرشيفه الثقافي إلى التقنية الرقمية لمواكبة التطورات التكنولوجية والحفاظ على موروثه الثقافي من التلف.
وتضم مكتبة مسرح الشارقة نحو 3000 شريط توثق لمهرجانات ثقافية ومسرحية وندوات ومحاضرات وأمسيات شعرية نظمها المسرح أو قام بتغطيتها منذ نشأته في 1969، إضافة إلى أرشيف من الصور يتعدى عشرة آلاف صورة فوتوغرافية، إلى جانب قصاصات الصحف.
وقال رئيس مجلس إدارة مسرح الشارقة الوطني الفنان الإماراتي أحمد الجسمي للجزيرة نت، إن ما استدعى تنفيذ المشروع هو الخوف على هذا الموروث الثقافي من الهلاك بفعل الزمن، وكذلك عدم توافر أجهزة العرض لهذه الشرائط بفعل التطور التكنولوجي.
توثيق
وذكر الجسمي أن الأرشيف يضم متابعات ثقافية من اللجنة الثقافية للمسرح "التى كانت نشطة جدا بحكم الفترة الزمنية التي رافقت نشأة المسرح وشهدت نشاطا ثقافيا عربيا وقوميا".
ومن بين ما يوثقه الأرشيف عروض مسرحية واكبت انطلاق مهرجان "قرطاج المسرحي"، وفعاليات بمناسبة صدور مجلة "الأزمنة العربية"، إلى جانب الأمسيات الشعرية لشعراء كبار كمحمد مهدي الجواهري، والمهرجان الوطني الأول بالشارقة الذي انبثق عنه مهرجان أيام الشارقة ومهرجان الطفل، وكذلك الندوات والمحاضرات الخاصة بالقضايا العربية والقومية.
واعتبر الجسمي هذا الأرشيف "توثيقا للحركة الفنية والثقافية بالدولة، حيث كان المسرح مؤسسة ثقافية شبه رسمية سبقت في فتراته الأولى العديد من المؤسسات الثقافية الإماراتية الأخرى سواء في نشأتها أو نشاطها".
وعن الخطوات التنفيذية قال الجسمي إن المشروع دخل مرحلة النسخ منذ نحو شهرين، تليها مرحلة المعالجة والترميم، على أن ينتقل بعد ذلك إلى إعداد أرشيف رقمي للصور وقصاصات الصحف التي يمتلكها المسرح.
ونوه الجسمي بمكانة المسرح الإماراتي الذي وصفه بأنه "من أفضل المسارح الخليجية بسبب مهرجان أيام الشارقة الذي وضع المسرح الإماراتي في مصاف المسارح المتقدمة، وأيضا لاهتمام المسؤولين بدعم المسرح الإماراتي".
واجب وطني
أما المدير العام لمجموعة مسارح الشارقة محمد حمدان بن جرش، فاعتبر مشاركة المجموعة بالدعم المادي لتنفيذ مشروع الأرشفة الرقمية "واجب وطني" لدعم الحركة الثقافية الإماراتية.
وعدد بن جرش للجزيرة نت فوائد المشروع وأهمية التوثيق للباحثين في المجال الثقافي، وللتعريف بالمنجزات الإماراتية الثقافية، والمشاركة في الفعاليات الثقافية الدولية والعربية، ومعرفة ما أنجز، ووضع الخطط الإستراتيجية لتغطية مواضع التقصير.
يذكر أن مجموعة مسارح الشارقة أنشئت منذ نحو عام، وتعنى بنشر الوعي المسرحي بين أبناء المجتمع بأهمية المسرح ودوره في الحوار الحضاري والثقافي داخل الدولة وتنشيط الحراك الثقافي عامة.
وذكر بن جرش أن المجموعة تعتمد في عملها على مبدأ الشراكة، سواء مع الفرق الأهلية المسرحية أو المؤسسات الثقافية الأخرى، أو للخروج بمشاريع ثقافية وأعمال مسرحية لها رسالتها وأهميتها للمجتمع.
وأكد بن جرش ضرورة العمل على إلغاء الطابع المهرجاني والموسمي للمسرح الإماراتي عبر تقديم أعمال جيدة ومتنوعة لجميع فئات الجمهور، إضافة إلى التخطيط العلمي واستبيان آراء الجمهور ومعرفة ردود أفعالهم وما يحتاجونه من أعمال.
المصدر: الجزيرة