وحثت كل البوستات على أهمية توطين الصناعة في اليمن في سبيل تحقيق الاكتفاء الذاتي وتقليص عملية الاستيراد التي تستنزف الكثير من العملة الصعبة في استيراد العديد من السلع يمكن تصنيعها محليا.
من يعارض التوطين لا يدافع عن "حرية السوق"...
بل يدافع عن فوضى تُبقي الوطن هشًّا، والمزارع خاسرًا، والمصنع مغلقًا، والمستهلك تابعًا!
ما يطلبونه ليس "انفتاحًا اقتصاديًا"، بل استباحة للسيادة.
أي حديث عن حرية استيراد غير مقنّنة في بلد هش مثل اليمن،
هو حديث مشبوه يجب أن يُواجَه بالرفض الكامل.
لأن السوق المفتوحة بلا إنتاج محلي، ليست حرية… بل عبودية اقتصادية.
مَن يهاجم التوطين بدعوى "حماية المستهلك"،
هو نفسه من يستورد أردأ السلع، ويغش في السعر والجودة،
ثم يرفع شعار الوطنية إذا مُسّت أرباحه!
التوطين لا يعني الانغلاق، بل التنظيم والتمييز بين المفيد والمدمّر…
لا يعارض التوطين إلا من تضر مصالحه من وجود صناعة يمنية محترمة ومزارع يربح من تعبه.
تخيل أن بلدك يستورد القمح، والدقيق، والطماطم، والحليب، والسمك، وحتى الثوم والبصل…
ثم يأتي من يقول لك: لا داعي للإنتاج، فالسوق مليء بالبضائع!
هذا ليس رأيًا اقتصاديًا… بل عبث علني.
احذروا من شلة مصالح اقتصادية تُحرك بعض "الغرف التجارية" كالدمى!
يريدون وأد أي مشروع وطني ينتصر للفلاح، وللعامل، وللمصنّع، وللمستهلك الشريف.
من يرفض التوطين لأنه "يُقلق المستثمر الأجنبي"،
هو في الحقيقة لا يريد مستثمرًا حقيقيًا… بل يريد أن يبقى هو المستثمر الوحيد في سوق بلا منافسين ولا قوانين!
الاستيراد العشوائي لم يُغرق السوق فحسب،
بل أغرق العملة، والوظائف، والأمل…
ومن يدافع عنه، يدافع عن خراب منظم.
عندما تفتح السوق بالكامل لواردات من كل جهة،
ولا تحمي المنتج المحلي،
فأنت لا تدير اقتصادًا… بل تسلّم مقدراتك للغير بإرادتك!
هل رأيتم مصنعًا يفتح أبوابه في ظل فوضى الاستيراد؟
هل رأيتم مزرعة تنمو وهي تنافس مواد مدعومة من دول خارجية؟
التوطين ليس ترفًا… بل ضرورة وطنية!
يقولون: المنتج المحلي ضعيف!
نقول: ضعّفتموه بالسياسات الظالمة، والإغراق، والاحتقار…
ولو وجد الدعم الذي تمنحونه للمستورد، لكان اليوم مصدر فخر!
يقولون: لا مانع من فتح الاستيراد للجميع…
نقول: بل كل المانع!
لأن الفوضى لا تفيد إلا الكبار المتنفذين… أما الصغار، فيُسحقون تحت عجلات السوق المفتوح.
يقولون: الأسعار ستغلو إذا حُمينا المنتج المحلي…
نقول: وماذا فعلت السوق المفتوحة؟
أسعارها ترتفع يومًا بعد يوم، وجودتها تهبط، والناس تُستنزف…
فأين بركة الاستيراد التي تعدون بها؟
من يخاف من التوطين، يخاف من المنافسة الشريفة…
لأن مشروع التوطين سيُنهي زمن التربح من الاحتكار، والتهريب، والغش.
صناعة القرار الاقتصادي لا يجب أن تبقى رهينة تجار المصالح…
يجب أن تستعيد الدولة سيادتها الاقتصادية، وتُنصت للمزارع والعامل والمنتج، لا للمُهرّب والمستورد!