شارع القضايا نُشر

ملعب خليجي 20 يهدد بكارثة إنسانية .. ومصادرة للبطولة

استبعد مصدر مسئول في إحدى الشركات الأربع التي تشارك في أعمال البناء لإستاد الوحدة بمدينة زنجبار استعدادا لبطولة كأس الخليج العربي الـ20 لكرة القدم المقرر إقامتها نهاية العام بمحافظتي عدن ، وأبين .. أن تجري عليه أي من المباريات هذا العام .. سواء اكتملت الأعمال عليه أو لم تكتمل نتيجة للأوضاع الأمنية في محافظة أبين ، وكذا لعدم سلامة البناء للملعب .
وكشف المصدر الذي فضل عدم ذكر اسمه أن الأخطاء الفنية في تأسيس مساحة الاستاد ، وعدم التنسيق بين مهندسي المشروع من الشركات الأربع قد ينتج عنها أخطاء لا يمكن غفرانها .. وطالب الجهات المختصة أن تدارك الموقف واستبعاد إقامة أي مباراة ضمن مباريات خليجي 20 على هذا الملعب قبل فوات الأوان .
يأتي ذلك في الوقت كشف كاتبا رياضيا بعموده الذي نشر في العدد " 16562 " من صحيفة الثورة عبر ملحقها الرياضي بطريقة غير مباشرة عن تقرير سري لمدير عام مؤسسة المياه والصرف الصحي بعدن أثناء زيارته إلى الملعب الجاري إنشاؤه ، أن مقاول مشروع ملعب حقات يستخدم مياه مالحة بأكثر من 4 أضعاف المستوى المحدد في التقارير وذلك في أعمال البناء للحجر والرش والتلبيس وغيره.. وهذا يعني أن المشروع مهدد بالسقوط بعد أن يتم تسليمه وأثناء تواجد الجماهير عليه لمشاهدة المباريات ، إذا أجريت عليه أي من اللقاءات الكروية .
وأثارت مخاوف الشارع اليمني مما تم تسريبه مؤخرا حول وجود أخطاء فيما يتعلق بإسقاط المواقع ، والاستفادة المطلوبة من المساحات الموجودة .. مع وجود إشاعات غير سارة ، تفيد عن احتمالات بهدم ما تم إنجازه حتى الآن والمقدر بـ35 % لإعادة البناء من جديد بشكل سليم ، وبسرية تامة تخوفا من اكتشاف أمرهم ..وأصبحت تطالب الجهات المختصة بالرجوع عن مواقفها السابقة لدرء مخاطر لم تكن في الحسبان .
ومع كل ما يحدث من فوضى وفساد تشير أسهمها نحو فضيحة قادمة لن تغتفر ؛ إلا أن هناك إصرار عجيب وغريب من قبل الحكومة اليمنية على إقامة البطولة في عدن وأبين ، لتثبت للعالم أنها ماضية في تنفيذ كلامها على الصغير والكبير .. فيما يخيل لها .. ( بالرغم أن الجميع يعرف عدم صحة ما تريد أن تثبته للعالم ، بدليل عدم تجرؤها بتقديم مشروع يقتضي بتعديل بعض من مواد قانون الجرائم والعقوبات فيما يخص استدعاء كبار مسئولي الدولة والتحقيق معهم حول قضايا الفساد).. وإن كان ذلك ضد المصلحة العامة للوطن وأبنائه وضيوفه ..
إن هذا الإصرار الزائد عن حده ، جعل الأشقاء الخليجيون يبدون تخوفهم من القادم المجهول على البطولة الرياضية الأهم لديهم من بطولة كأس العالم، من أن تصاب بنكسة أو تتوقف نتيجة لعدم قدرة اليمن في الاستضافة ، نتيجة لعراقيل أمنية أو فساد في الشركات المقاولة في ظل التساهل الحكومي لها ، والتي ستجعل أعمالها الجارية تنفيذها مثالاً للسخرية عبر الأزمنة والأحقاب التي قد تلي هذا العصر يطلق على كل رديء وهو " كاليمن في خليجي 20 "!! .
وإن جاء الوقت واليمن أصبحت جاهزة بمنشآتها الرياضة الهشة .. فإن الخليجيون يتخوفون من سبب آخر بات يهدد الوطن بأكمله .. وهو عدم الاستقرار الأمني .. ويرون أنه من غير المعقول أن تقام أي من اللقاءات الكروية تحت ظروف أمنية غير مستقرة ، ولا يمكن لأي عاقل ذو لب حصيف المغامرة بروحه ونفسه .. أو بابنه .. والذهاب إلى الجحيم بمحض إرادته.
ويؤكد محللون أن تلك البلبلة التي راجت وسط الساحة الخليجية ، جعلت مملكة البحرين" التي كان من المفترض أن تقام دورة الخليج في نسختها العشرون على أراضيها بحسب برنامج تداول الاستضافة بين دول الخليج العربي قبل أن تنظم اليمن إلى ذلك "، أن تقود حملة أسمتها " حملة الدفاع عن نجاح خليجي 20 لكرة القدم من التعثر " .. ودعت كل الاتحادات الخليجية لمساندتها لسحب البطولة من اليمن التي يتحكم فيها الفساد ويعيقها من أن تتقدم تنمويا واقتصاديا ، وعدم تحقيق أي نجاح في ما يقدم عليه من أجل الازدهار .. إلا أن المملكة العربية السعودية والكويت ، وصدر كل مسئول يمني جعلت رؤساء وأمناء سر الاتحادات الخليجية يقتنعون بالأوهام اليمنية حول جاهزية المنشآت الرياضية في اليمن ، ويتركون لبلادنا في الاجتماع الذي عقد أواخر نوفمبر2009 بصنعاء؛فرصة لا تزيد عن 40 يوم لإثبات تلك الأوهام التي لم ترى النور حتى الوقت الحالي .. فهدأت تلك الضجة الإعلامية المصاحبة لرغبة البحرين بسحب البطولة من اليمن وإقامتها على أراضيها ..
ويرى مهتمون أن المشكلة في الأمر لدى مسئولي اللجنة العليا للإعداد والتحضير لخليجي 20 هو عدم القيام بالواجب ، والعمل على زيادة العمالة في تلك المشاريع .. بل عكفوا على إصدار التصريحات الرنانة والتحدي الرهيب لمن يعلن معارضته على استضافة بلادنا للبطولة ، بالرغم أنهم يعرفون أن تنظيم البطولة في بلادنا ما هو إلا إشفاقا لنا جميعا ..، وسعياَ منهم لتشجيع اليمن ( الطفلة المدللة في الخليج ) على أن تتعود بتحمل في مثل هكذا فعاليات كبيرة .. وكذا لمساعدتها بالنهوض لوضعها المعيشي الاقتصادي ضمن مسار التهيئة لاندماجها في كامل عضويات مجلس التعاون لدول الخليج العري..
فمرت الأيام سريعا وانتهت المهلة .. دون أي جدوى في ذلك ، سوى التسريبات حول عدم سلامة إنشاء الملاعب .. كل ذلك جعل وزراء بيوت الشباب والرياضة في الخليج العربي يعقدون الاجتماع الـ20 في دولة الكويت متجاهلين وزير الشباب والرياضة اليمني في هذا الاجتماع رغم أهميته كونه يتناول مسألة خليجي 20 في اليمن .. ويخرجون بتشكيل لجنة خاصة تقوم بزيارة اليمن لتقديم تقرير نهائي للأمانة العامة في دول مجلس التعاون الخليجي خلال فترة قريبة .. والذي تحفز لها الجانب البحريني ، وأعلن عن استعداد بلاده في أي وقت لاحتضان البطولة .
إلى ذلك يعلل مراقبون بتغيب وتجاهل حمود عباد وزير الشباب والرياضة اليمني واللهجة التي قدمها الخليجيون في اجتماعهم الأخير بدولة الكويت ، يدل على أن حدثاً قادما سيكون بمثابة الضربة القاضية على كل اليمنيين " ضحايا فساد مسئوليهم " .
ومن هنا .. وتفاديا من تلك الضربة .. فإننا نطرح نداء أخير .. لعل وربما .. يكون بمثابة الإنقاذ ..أن تم التفكير أولاً بالوطن .. وللإصغاء لنداء كل يمني .. وهو: يا معشر مسئولي اليمانيون .. أعيدوا النظر فيما يخص أماكن إقامة بطولة خليجي 20 .. وإن كان الأمر يستدعي على أن تقام البطولة في محافظتين احداهنا في شمال الوطن والأخرى في جنوبه" مجموعة بمحافظة صنعاء .. ومجموعة بمحافظة عدن " ، والذي يعتبره الخبراء بأسهل الطرق لتجنب بلادنا من أي مكروه قادم .
ليس العيب أن نتراجع في كلامنا لمصلحة الوطن .. وإنما العيب والكارثة .. بل والمصيبة.. أننا نعلم وندرك بأن سيرنا ما هو إلا في طريق ضيق سينتهي بنا إلى حفرة عميقة .. ونصر على أن نمضي قدما نحوها .
الأحداث الراهنة والجارية في أبين .. سواء أكانت أمنية أو أعمال إنشائية تلوح بخطورة قادمة أشد فتكا بنا نحن اليمنيون .
ولنفرض أن السيطرة تمت على الأوضاع الأمنية هناك .. أمر نأمل أن يكون اليوم قبل الغد .. لكن ما هو أهول من ذلك هو الملعب الذي يتم العمل به حاليا بشكل سريع وبعجالة لمسابقة الزمن .. وإن كان سيبدو لبلادنا أنها قد أنجزت الملعب الذي ستراه حينها بأفضل ملعب في العالم .. إلا أن المصيبة هو ما قد يحدث أثناء إقامة عليه اللقاءات الكروية وامتلائه بالجماهير الرياضية المؤازرة لمنتخباتها .. من حدوث زلزالا مدويا يروح ضحيتها نفوسا بريئة ، والسبب ، هو عدم سلامة المعلب من حيث البناء .
ومع أن مسئولي بلادنا يدركون أن هذه الأعمال غير مجدية .. ولم ينسى أحدا منهم انهيار أحد أسياج استاد إب في 2006 أثناء حملة الدعاية للانتخابات الرئاسية ، إلا أنهم يصرون على السير في ذات الطريق ..المؤدية إلى الهاوية .. ويطالب بعض النواب في البرلمان والعديد من المهتمين والمحبين لليمن السعيد الذي قد لا يكون كذلك .. بالاعتذار عن الاستضافة بشرف .. خير من أن يتم سحب بساطها من تحت أقدام اليمن بالإهانة ، وكذا لحساسية الوقت .. قبل أن يقع الفأس بالرأس .

 

مواضيع ذات صلة :