السطور التالية لمستثمر يمني كان احد ضحايا ذلك الكلام التجميلي من قبل شخصية ندم بعد أن فات الآون أنه تعرف عليه ..
عبيد باقيس من اليمن استطاع أن يجمع الملايين من الدولارات بأسلوب يثير الغرابة والحيرة والدهشة.. فهو يسيطر ويقنع من يلتقي به من أول وهلة.. وبأسلوبه جمع ثروة هائلة من أصدقائه ومعارفه.. انتقل من نزيل في فندق بانوراما في العاصمة اليمنية صنعاء إلى مربع المستثمرين ورجال المال والأعمال, قصد البحر وحرك البواخر, وتاجر بالأسماك.. لكن ثروته لم تدم طويلاً, تحولت الى عاصفة هوت به الى السجن، وعطلت بواخره وحولت حياة من أعطوه مالاً وضمانات مالية الى جحيم.. وإلى حياة مليئة بالحزن والأسى والمتاعب..باقيس الرجل الأعجوبة الرهيب, كما يصفه رجل الأعمال اليمني أحمد سابحة أحد ضحاياه وأكثرهم ضرراً ، وهو يروي على لسانه قصته مع باقيس . بأنه حول باقيس حياتي الى جحيم وكومة من المتاعب, أخذ البنك (فلتي) وتوقفت استثماراتي وتدهورت صحتي وأصبحت أمشي على عكاز.. ضمنت باقيس بـ 37 مليون ريال بما يعادل "156779.66 دولار أمريكي " ، وفي الأخير يتبرأ مني.. بهذه الحسرة والألم بدأ أحمد سابحة ورجل الأعمال المعروف يروي قصته لـ»مال وأعمال وموقع الاستثمار نت».
وقال: عرفت باقيس قبل سنوات عندما نزل عندي في الفندق وتعرفت عليه وقال إن لديه بواخر وينقصه جزءاً من رأس المال ليحرك استثماراته.. «غرني" أسلوبه وقمت بتقديم الضمانة له بأكثر من 37 مليون ريال لكن البواخر التي جلبها الى اليمن قديمة ومستهلكة وبدا لي فيما بعد أنه أراد من خلالها الاحتيال, وللأسف لم أرها إلا في الأخير بعد تقديم الضمان واستلامه للمبلغ، واستطرد سابحة ليروي حكايته: ضمنته من منطلق العرف والقبيلة, ولم أكن الوحيد من ضمن عليه، بل أخذ مبالغ كبيرة من محمد عبد الله القص والشيخ مفرح بحيبح وقد سدد ما استدان منهم.. وأنا الأكثر ضررا وربما هناك ضحايا آخرون لكني لا أعرفهم..
ويواصل وعلى وعلى ملامحة آثار الإندهاش والحسرة : في الحقيقة له أسلوب يستطيع به أن يدخل الى أي شخص بقوة ويسيطر عليه.. ضمنت عليه بسيارات من سابحة وإلى الآن لم أسدد لهم ما ضمنته عليه.. وبعد تقديم ذلك له فر باقيس إلى خارج اليمن ، ولم استطع إحضاره سوى بالأنتربول الدولي وبمساعدة الشيخ مفرح الذي أعطاه أموالاً نقداً, وكذلك الشيخ القص أعطى له حديداً وأخشابا.. وكان البنك الأهلي يحاول الحجر على فندق (بانوراما) أحد أملاكي وكانوا يريدون أن يأخذوه وبأقل الأثمان بحسب تقديرهم لقيمته مقابل الضمانة ووصل الأمر بان علقوا على الفندق يافطة مكتوب عليها " للبيع بالمزاد العلني" مما أثر ذلك على سمعة الفندق والحق بي خسائر وأضراراً كبيرة لولا ان القاضي فهيم والحاج عبد الواسع هائل سعيد دافعا عني.
رجل الأعمال أحمد سابحة وهو يفضي بقصته يمتلئ صوته بكم هائل من المرارة والحزن إذ يضيف: تعاظمت خسائري وما دفعته للمحامين تجاوز أكثر من 15 مليون ريال.. ولقد ثمنت الفلة بـ57 مليون ريال وكان البنك مصراً على بيع الفندق لولا تدخل القاضي فهيم والحاج عبد الواسع هائل سعيد بالتوسط لدى رئيس مجلس إدارة البنك الأهلي.. ولم يقتصر الأمر على هذا الحد لقد كنت في ذلك الحين بصدد إنشاء مشروع استثماري في عدن وتعثر المشروع.. ودخلت في مشاكل مع أولاد عمي بسبب هذه الضمانة وقد تكبدت خسائر بملايين الدولارات.
وقال بكلمات قوية: باقيس متمكن من النصب ولديه دبلوم في السرقة, ولا ينوي سداد ما عليه، ولو كان ينوي سداد ما دفعته عنه بموجب الضمانة, لاستطاع أن يعطني حقوقي التي أهدرها.. وهو لديه معاريف وأصدقاء في السعودية, ولكن ليست لديه النية والإرادة لتعويضي عن أموالي التي صادرها البنك و"المخاسير" التي صرفتها بسببه..
ثم يعود سابحة ليجأر بالشكوى من عبثية تعامل باقيس معه ويتحدث عن آخر موقف جمعه مع باقيس في السجن المركزي بصنعاء: ذهبت إليه وقلت له يا عبيد: البنك يريد البسط على الفندق وقد علق يافطة مكتوب عليها "للبيع بالمزاد العلني" أجابني باستهتار وبكل استفزاز ماذا يحدث لو أخذوا الفندق, كانت الضمانة فيها تحايل وأنا رتبت أمور الضمانة على المدى البعيد.. وزاد سابحة وهو يروي قصته: فاجأني عبيد باقيس وهو يقول لي أخرجني من السجن وأنا سوف أسدد المبلغ الذي ضمنت به عليا.
وعندما سئلنا سابحة هل بإمكانك إخراجه من السجن أجاب, برؤية المجرب المتعب : إذا خرج باقيس من السجن سوف ينصب على الكثيرين وبقاؤه في السجن سوف يجنب الكثير من اصطياده.. فخروجه من السجن يمثل كارثة وسوف يعود لينصب من جديد كما نصب من قبل, وقد مات رجل من عدن بسببه عندما أعطاه مليون دولار.. وأتذكر هذا الرجل قبل وفاته عندما سمع بقصتي جاء الى صنعاء وقال أنا ضحية باقيس وقد مات غبناً وقهرا.. واستدرك سابحة وقال: أنا أخشى على مدير السجن المركزي بصنعاء من باقيس فقد سمعت أنه متعاطف معه بحيث ما ورد عن حديث باقيس ومدير السجن المركزي معرض للنصب وقد يطيح من منصبه بسبب هذا الرجل.. وعاد سابحة وقال أنا أرى أموالي في قائمة المعدومات وسلمت أمري الى الله ولكن حديث باقيس على أنه مظلوم فهو ظلم وزارة الثروة السمكية وكذب عليهم.