إنها قصة حقيقية تروي أحداثاً درامية بوليسية؛ لم ترى أو تعيش فيه أي شابة يمنية كما تعيشها حاليا " حسناء " التي وهبت نفسها لرجل متشدد منعها حتى من سماع موسيقى نشر الأخبار.
والشابة حسناء علي حسين " في العشرينيات من العمر" تورطت في عام 1998م بالزواج من شخص مصري كانت أوراقة تقول أنه شخص يدعي " (يوسف حداد لبيب) لكنها اكتشفت في اليمن أن أسمة الحقيقي " عبد المنعم عز الدين علي البدوي .. ولم تعرف أنها عاشت مخدوعة مع شخص أخفى عنها كل تفاصيل حياته ، وأنجبت له ثلاثة أطفال .. لتعرف بعد سنوات أنها زوجة الرجل المطلوب الأول للولايات المتحدة الأمريكية.
وتفاصيل الحكاية التي ترويها بذاتها لصحيفة " الجارديان " التي أجرت حوارا معها " أن زوجها الذي تزوجها كان يمارس التعليم خارج العاصمة صنعاء ، و يبقى في القرية أكثر من شهر ويتردد عليها ليوم أو يومين.
وأضافت انه سبقها في الوصول إلى بغداد عبر دولة الإمارات ولحقت به قادمة من عمان عام 2002 ومكثا في الكرادة سبعة اشهر وفي العامرية ستة، ثم انتقلا إلى منطقة بغداد الجديدة، وفي هذا الوقت من عام 2003 سقطت بغداد.
لم تعرف إن زوجها هو أبو أيوب المصري إلا بعد قتل الزرقاوي عام 2006. وأوضحت حسنة أنها «كانت تستمع إلى الأخبار من راديو صغير وتسأله عن أسباب قتل الناس والأطفال فلا يجيبها».
وتروي " حسناء " عن تفاصيل حياتها مع زوجها فتقول: «عندما خرج من بغداد استأجر بيتا في احد بساتين ديالى وبعد شهر انتقل منه إلى بيت في مكان تجهله، وهو عبارة عن منزل بطابقين وان القوات الأميركية هاجمت المنزل، وقتلت الشخص الذي يقيم في الطابق العلوي وقبضت على زوجته (يمنية الجنسية أيضا) ثم أطلقت سراحها بعد يوم واحد.
وتوضح: «نجا أبو أيوب المصري من الهجوم وهربنا إلى الفلوجة أنا وهو وزوجة القتيل، وبعد أحداث الفلوجة الثانية غادرنا إلى زوبع في أبو غريب وفي 2007 سكنا الثرثار وتنقلنا في أكثر من مكان إلى أن تم اكتشاف المكان ومهاجمته وقتله مع البغدادي».
وبينما كانت تتحدث لمراسل الجارديان كشفت له بالقول: على مدى السنوات السبع الماضية، أنت الرجل الأول الذي أتحدّث إليه طوعاً غير زوجي أو والدي".
وتتذكر اليمنية حسناء عن تفاصيل حياتها مع زوجها: " لم يكن يصغِ لأحد بما في "أنا "، فكان يقوم بعمل كلّ ما يريده.
كلّ ما قمت بفعله هو تربية الأولاد وإعداد الطعام. لم تطأ قدماي عتبة المنزل لمدة تسعة أشهر قبل شنّ الغارة".
الشابة اليمنية حسناء.. ضحية الجهل والإرهاب والعولمة |
وبرزا ملتزمين بنسخة سلفية متشددة للإسلام السني الذي تتحاشى جميع المظاهر الغربية.
غير أنّه كان هناك بعض التنازلات للعالم العصري، فتقول حسناء : "كان هناك جهاز تلفاز واحد في المنزل بالإضافة إلى جهاز حاسوب. غير أنّه لم يُسمح لي برؤيته وكان الصوت منخفضاً دائماً أثناء تقديم نشرات الأخبار بسبب خطر سماع موسيقى غير إسلامية".
وتقول حسناء بأنّها لا تعرف شيئاً عن ولاءات زوجها. ومع ذلك، أشارت إلى أنّه منذ أوائل العام 2004، يتملّكها شعور بأنّه كان متورطاً في محاربة الأميركيين.
وفي ذات السياق تجري في اليمن جهود مضنية تقوم بها منظمات حقوقية للإفراج عن الشابة اليمنية القابعة في السجون العراقية التي قال مسؤولون أمريكيون في أحد السجون الأمنية في العاصمة بغداد بأنّ اليمنية حسناء علي يحيى حسين تواجه حكما يقضي بإعدامها دون أي تهم رسمية توجه لها سوى أنها صمتت عن التبليغ عن نشاطها زوجها الراحل الذي كان زعيما لتنظيم القاعدة في العراق..
و كشف المحامي محمد ناجي علاو عن تحركات حيثية تقوم بها منظمة هود بالتنسيق مع وزارة الخارجية اليمنية والقائم بأعمال السفارة اليمنية في بغداد للعمل على إنقاذ المعتقلة اليمنية في العراق "حسناء".
وقال علاو الذي كان يتحدث في لقاء تشاوري عقد بمنظمة هود لبحث آليات مناصرة حسناء "أن الخارجية اليمنية أرسلت مذكرة للحكومة العراقية بشأن المواطنة حسناء، للمطالبة بالإفراج عنها مع أطفالها الثلاثة".
وأشار إلى جهود كبيرة يبذلها القائم بأعمال السفارة اليمنية في بغداد مع القيادة الأمنية العراقية، وهو ما مكنه من مقابلة السجينة حسناء في سجنها التي شرحت له وضعها المزري والبائس مع أولادها.
وأوضح أن الجهود التي قام بها القائم بأعمال السفير في بغداد نتجت عن قرار أمني عراقي بالإفراج عن أبناء حسناء وترحيلهم إلى اليمن.
وقال إن الترتيبات تجري حالياً لنقل الأطفال الثلاثة من بغداد إلى دمشق ثم إلى صنعاء، مبدياً في الوقت ذاته عن أمله في السماح لأحد أقارب حسناء بمرافقة الأطفال كونهم سيأتون بمفردهم.
وأكد علاو أن منظمته "هود" قامت بالتواصل أيضاً مع منظمات دولية كمنظمة العفو وهيومن رايتس ووتش وغيرها من العاملة في العراق للعمل من أجل الإفراج عن السجينة حسناء أو السماح لمحامي بالمرافعة عنها.
من يلبي توسلات حسناء
وتناشد حسناء رئيس الجمهورية اليمنية علي عبد الله صالح ، وتتوسل لكل الجهات ومنظمات المجتمع المدني المعنية بالدفاع عن حقوقية الإنسان بالتدخل وإنقاذ حياتها وإعادتها إلى وطنها لتعيش وتحافظ على أولادها الثلاثة وتحميهم من السير على درب والدهم ، بعد أن تلقت درساً قاسياً نتيجة الجهل الديني الذي كان يعمل به أبو أيوب المصري وجماعته..، والجهل الاجتماعي المتمثل بالعادات والتقاليد الاجتماعية لدى بعض الأسر اليمنية التي تعتبر أن بناتها مجرد سلعة تجارية يتداولها أوليا الأمور من منظور التجارة الرابحة ؛ يدفعن ثمنها الفتيات تباعاً واللاواتي يصبحن مع مرور الزمن دون حولة ولا قوة.
إن ما أسلفناه يعد نموذج ضحية من ضحايا " الجهل - الإرهاب - العولمة " التي يدفع الأبرياء من النساء والأطفال والشباب ثمنها..