
وفى مثل هذا اليوم (١٣ فبراير١٩٧٤) : سحبت السلطات السوفيتية الجنسية منه ونفى من بلاده ليقيم أولاً فى سويسرا ثم فى أمريكا، حيث أنجز عملين آخرين، منتقداً ما كان يراه انحداراً أخلاقياً للغرب.إنه الروائى الروسى الكسندر سولجنتسين الذى أمضى ٨ سنوات فى السجون السيبيرية وقبل نحو عامين، تحديداً فى الثالث من أغسطس عام ٢٠٠٨ م رحل عن عالمنا عن عمر يناهز التسعين، وكان سولجنتسين فى روايته "أرخبيل جولاج" قد لفت أنظار العالم إلى معسكرات العمل القسرى فى الاتحاد السوفيتى السابق.
وكانت هذه الثلاثية قد تضمنت تفصيلات عن منظومة الفظائع السجون ومعسكرات العمل القسرى السوفيتية خلال الفترة من عام ١٩١٨ وحتى عام ١٩٥٦.
وتعرض للنفى بعد ذلك بأربع سنوات إلى الغرب، حيث أصبح هناك ناقداً دائماً للنظام السوفييتى ولروسيا فيما بعد الشيوعية إلى أن سمحت له السلطات بالعودة إلى روسيا عام ١٩٩٤.
ولما عاد طاف فى أنحاء روسيا، ومنحه الرئيس الروسى السابق فلاديمير بوتين جائزة الدولة الروسية، أما عن التفاصيل الأخرى لسيرته فتقول إنه اعتنق فى سنوات شبابه المثل الثورية للنظام الشيوعى وحارب ضد القوات الألمانية التى هاجمت روسيا عام ١٩٤١.
حكم عليه عام ١٩٤٥ بالحبس لثمانى سنوات فى معسكر اعتقال، وبعد انتقاده كفاءة ستالين الحربية فى رسالة إلى أحد أصدقائه أفرج عنه فى ١٩٥٣ قبل بضعة أسابيع من وفاة ستالين، ونفى إلى آسيا الوسطى ثم عاد إلى الجزء الأوروبى من روسيا ليعمل مدرّساً فى ريازان، وفى ١٩٦٢ نشرت روايته (يوم من حياة إيفان دينيسوفيتش) ، وفى ١٩٦٤ منعت أعماله فى بداية عهد ليونيد بريجنيف، وفى ١٩٦٨ نشرت روايتاه "جناح السرطان" و"الدائرة الأولى" فى باريس.
وفى عام ١٩٧٤ نفى إلى ألمانيا الغربية ومنها إلى سويسرا حيث عاش لبعض الوقت، ثم أمريكا إلى أن عاد إلى روسيا وكانت شخصيات دولية كثيرة قد نعته فقال عنه الرئيس الفرنسى ساركوزى إنه أحد أكبر الضمائر الروسية فى القرن العشرين، وأن مثاليته وحياته المضطربة تجعله وريثاً لدوستويفسكى.