واصلت الولايات المتحدة والاتحاد الاوربي وساطتهما المكوكية بين الرئيس اليمني علي عبدالله صالح ومعارضيه المطالبين برحيله.
وتقوم الوساطة بين الجانبين علي اساس تولي شخصية من حزب التجمع اليمني للاصلاح احد مكونات اللقاء المشترك المعارض وتقاسم الحقائب بين المعارضة والمؤتمر الشعبي الحاكم بما فيها الحقائب السيادية.
كما تشرف هذه الحكومة الانتقالية علي اجراء انتخابات ينبثق عنها برلمان جديد قبل نهاية العام الحالي.كما تتضمن رحيل صالح نهاية العام.
وكشفت مصادر معارضة يمنية في تصريحات صحافية طلبت عدم ذكر اسمها ان محاور النقاش مع صالح ومعارضيه تدور حول استعداد واشنطن والاتحاد الاوربي تقديم ضمانات لتنفيذ صالح لتعهداته. واشارت المصادر ان المعارضة تواجه صعوبة في اقناع المحتجين في صنعاء و15 محافظة ببديل عن رحيل صالح فورا.
وقالت المصادر: ان هناك شكوكاً متجذرة في نيات صالح بعزل التجمع اليمني للاصلاح عن باقي مكونات اللقاء المشترك. وبينما استمر المطالبون برحيل صالح اعتصامهم؛ شهد ميدان السبعين وسط صنعاء تظاهرة مقابلة لمؤيدي صالح قدرها الإعلام الحكومي بنحو عشرة ملايين شخص من أبناء اليمن،والتي جعلت الرئيس اليمني علي عبد الله صالح التعهد امامهم بالتضحية «بالغالي والنفيس من اجل الشعب» ، فيما دعته المعارضة الي «تضحية وحيدة» وهي ان يتنحي عن الحكم.
«وقال صالح في ميدان السبعين القريب من القصر الرئاسي » أتعهد لكم انني سأفدي هذا الشعب بالروح وبالدم «. واضاف » سأضحي بالدم والغالي والنفيس من اجل جماهير شعبنا اليمني العظيم.
«وتوجه الرئيس اليمني الذي يحكم البلاد منذ 32 عاما، بالشكر الي مؤيديه الذين احتشدوا في ميدان السبعين وفي ساحة التحرير وسط صنعاء. وتابع » لن ارد علي احد لكن الشكر والتقدير للابناء الشباب والشابات ولكل جماهير شعبنا «؛ الا انه تمني علي المعارضين له ان » يكون خطابهم حصيفا ومسؤولا يخاطبون به الجماهير دون ان يتلفظوا بألفاظ غير مسؤولة.
«من جانبه قال المتحدث باسم المعارضة اليمنية محمد الصبري ردا علي كلمة صالح ان » الشعب يريد منه تضحية واحدة، وهي ان يتنحي.
ويواجه الرئيس اليمني منذ نهاية كانون الثاني حركة احتجاجية تطالب بتنحيه عن الحكم، انضم اليها عشرات الضباط والمسؤولين السياسيين والدبلوماسيين.
«وتحدث صالح امس فيما كان آلاف المحتجين يواصلون اعتصامهم المستمر منذ 21 شباط في ساحة قريبة امام جامعة صنعاء اطلقوا عليها اسم » ساحة التغيير.
«وكان يفترض ان ينظم المناوئون للرئيس اليمني الجمعة » يوم الزحف، في اشارة الي امكانية تقدمهم نحو القصر الرئاسي، الا انهم تخلوا عن هذه الخطوة وفضلوا التوسع في اعتصامهم نحو اماكن محيطة بجامعة صنعاء.
وبدأ التوتر واضحا امس في شوارع صنعاء التي انقسمت الي منطقتين، منطقة شمالية تجمع فيها المطالبون برحيل صالح، واخري جنوبية تمسك المحتشدون فيها بالرئيس. وتضاعفت حواجز الجيش والقوات الامنية الاخري عند مداخل الساحات المؤدية الي التظاهرات، واتخذت اجراءات امنية غير مسبوقة بدت معها شوارع رئيسية في العاصمة مغلقة بالكامل، فيما انتشرت دبابات وآليات عسكرية حول المدينة.







