شددت ندوة بالقاهرة علي ضرورة توفير كل مقومات الحوارالوطني باليمن باعتباره الطريق الوحيد لتحقيق أهداف ثورة الشباب
وطالب بعض المشاركين بالإسراع في تشكيل حكومة محايدة لتشرف علي المهام الانتقالية مشديين علي أهمية استمرار اليمن الموحد مع تنقية الوحدة مما شابها من تجاوزات وحل المشكلات التي يعاني منها الجنوبيون ونظم الندوة التي عقدت تحت عنوان مؤتمر الحوار الوطني.. قراءة سياسية في التجربة اليمنية مركز الإعلام اليمني بالقاهرة وقدم لها وأدار مداخلاتها مديره العام أبوبكرعباد باذيب.
من جانبه اعتبر السفير محمد الهيصمي المندوب اليمني الدائم في الجامعة العربية والقائم بأعمال السفارة اليمنية في القاهرة أن الجلوس علي مائدة الحوار فرصة سانحة لبدء حوار الحناجر بديلا عن حوار الخناجر, ولمناقشة وبحث ضوابطه وما سيحصده المتحاورون من خيرات أنفع من تجنب الانزلاق فيما لا تحمد عقباه, مشيرا الي أهمية بناء اليمن الجديد علي طريق خدمة الانسانية وتحقيق ما نصوب اليه من ازدهار. وأشار الهيصمي في مداخلته بالندوة إلي أهمية مؤتمر الحوار الوطني الذي يجسد الروح اليمنية, بعد ان عاني من ويلات الصراع ودوامة الازمات, مؤكدا ضرورة ان يدرك أبناء الوطن ان الاحتكام للعنف لا يجلب من ورائه سوي الدمار والخراب مطالبا كافة القوي السياسية بمختلف توجهاتها واتجاهاتها بالالتفاف حول رئيس الجمهوية والوقوف بجانبه صفا واحدا لمواجهة الصعوبات وتجاوزها.
ومن جهته استعرض الدكتور علي صالح موسي الاكاديمي والباحث اليمني في ورقة العمل التي ناقش من خلالها مراحل التسوية السياسية التي مرت بها اليمن مرورا بالمبادرة الخليجية وصولا إلي مؤتمر الحوار الوطني, مؤكدا ان نمودج الحوار الوطني جاء نتيجة لتطلعات الشعب اليمني.
وأشار الي بعض التجارب الناجحة علي المستوي السياسي كتجربة جنوب افريقيا والمغرب وتشيلي التي لابد من الاستلهام منها ما يفيد اليمن السعيد لتحقيق الانتقال السلمي للسلطة, وهو ما تم في اليمن لكنه حذرمن استمرارحكومة الوفاق الوطني الحالية بطريقة عملها وضعف أدائها وتوظيف صلاحياتها لتحقيق الأهداف الحزبية مما يسهم في وجود مشكلات جديدة ستؤدي الي البطء في مسار الحوار الوطني إن لم يكن فشله علي حد قوله ورأي أن الحاجة باتت ملحة لتشكيل حكومة من المستقلين من ذوي الخبرة والكفاءة لمساعدة رئيس الجمهورية في إنجاز متطلبات المرحلة حتي ولو استدعي ذلك تعديل بعض بنود المبادرة الخليجية من قبل الدول الراعية لها. وانتقد موسي ما أسماه تغييب دور القبيلة ورجال الدين الذين يلعبون دورا محوريا في صناعة القرار السياسي رغم وجودهم ضمن التركيب الحزبي لمؤتمر الحوار الوطني ورأي أنه من الخطأ تجاهل دور القبيلة في مجتمع تشكل مايقارب من85 في المائة من إجمالي سكانه مشيرا الي أن هناك168 قبيلة موزعة علي شتي مناطق اليمن ومن أشهرها حاشد وبكيل, وتطرق موسي الي القضية الجنوبية لافتا الي أن حلها مفتاح لنجاح العملية الانتقالية مطالبا باتخاذ اجراءات فورية لبناء الثقة في الجنوب من خلال معالجة المظالم المزمنة لسكانه المتعلقة بالمصادرة غير القانونية أو غير المشروعة للمتلكات والتسريح القسري من الجيش والخدمة المدنية ويتوقع أن مسار هذه القضية سيؤول في ضوء ما يجري علي الأرض من تطورات ومؤشرات التفهم الدولي والإقليمي لها الي حق تقرير المصير من خلال استفتاء تشرف عليه الأمم المتحدة وفي ورقة عمل قدمها الدكتور حسن ابوطالب مستشار مركز الأهرام الدراسات السياسية الاستراتيجية والمتخصص في الشأن اليمني أكد أن اليمنيين أدركوا أن الحوار وإعادة بناء النظام السياسي هو الكفيل بتقديم الحلول العملية لمشاكله, منوها الي ان امام اليمنيين فرصة لاعادة ترتيب البيت اليمني بما يضمن حقوقا متساوية لكل اطياف المجتمع اليمني. وقال ابوطالب ان تجربة اليمن تحتاج الي دراسة متعمقة كونها تميزت عن غيرها من الدول العربية في تقديم رؤية مختلفة للتسوية السياسية والجلوس علي طاولة الحوارمحذرا من أن انفصال الجنوب لن يكون هو بداية الحل لمشكلاته ولكنه قد يكون بداية لها مشيرا في هذا السياق الي التداعيات التي أفضي اليها انفصال جنوب السودان ودخول الطرفين في مشكلات حادة وصلت الي حد اللجوء الي السلاح لكنه اتفق مع المطالبين بضرورة اعادة حقوق الجنوبيين والمحافظة علي دولة الوحدة وفق معايير جديدة تقوم علي تكريس مبدأ المواطنة والمشاركة لاالمغالبة.
واستعرض الدكتور محمود يوسف وكيل كلية الاعلام بجامعة القاهرة من خلال ورقة العمل التي قدمها صعوبات الحوار بين كافة اطياف الشعب اليمني في مؤتمر الحوار الوطني, مشيرا الي أن سيضمن ايقاف حمامات الدماء التي يشهدها العالم العربي, لافتا إلي ان تاريخ اليمن يضرب في اعماق التاريخ في الاف السنين لذكرها في القرآن الكريم في قصة ملكة سبأ بلقيس مع سليمان عليه السلام, واضاف يوسف متسائلا ما الذي يمنع أن تتحاور القاهرة مع صنعاء أو القاهرة مع الرياض او يتحاور القائمون علي سدة الحكم مع أقطاب المعارضة, مؤكدا ضرورة الحوار الذي يتسق مع اهمية المرحلة الحالية, لافتا إلي ان الحوار البناء هو ركن اصيل من ثقافتنا العربة والاسلامية وغياب الحوار يعني الدماء وهو له حرمته وقدسيته. وفي اخر اوراق العمل استعرض الدكتور عمار علي حسن استاذ علم الاجتماع السياسي اهمية الاستفادة من الخبرات المختلفة للاوطان, مشيرا الي ان الحوار الوطني الشامل هو آليه لاعادة بناء النظر في المجتمع اليمني ويكتشف اليمنيون أنفسهم بانفسهم, مؤكدا أهمية الاعتراف بالآخر الذي يمكن العديد من المؤسسات في الدولة من الاعتراف به من خلال المدارس والمساجد التي تعلمنا كيف نتعايش. وألمح عمار الي أهمية تقدير الاخرين الذي يبدأ من تقدير الذات, مشيرا الي أن من ينادون بالعيش منفردين ينادون بفكرة تبعد عن الانسانية مؤكدا ضرورة الحوار الجاد الذي يعتبر فكرة راسخة في الدين وفي وحدة الأصل الإنساني.
العين اون الاين