انتهت عصر السبت أعمال الاستفتاء الخاصة بجنوب السودان بعد أن بقيت مراكز الاقتراع مفتوحة طيلة أسبوع، شهدت خلاله مشاركة كثيفة من الجنوبيين الذين كانوا يعربون كل يوم عن ثقتهم بأنهم يجتازون الأمتار الأخيرة التي تفصلهم عن ولادة دولتهم الجديدة.
وفي تمام الساعة 18,00 (15,00 ت غ) أقفل الموظفون العاملون في مفوضية الاستفتاء صناديق الاقتراع في المراكز الواقعة في الساحة المجاورة لضريح جون قرنق الزعيم التاريخي للجنوبيين في جوبا، وحصل الشيء نفسه في كافة المراكز الواقعة في جنوب وشمال السودان.
ومن المقرر تجميع صناديق الاقتراع في أماكن محددة تحت حماية مشددة بانتظار بدء أعمال فرز الأصوات التي ستستغرق وقتا طويلا، حيث من غير المتوقع إعلان النتائج قبل شباط/فبراير المقبل.
ودامت عمليات الاقتراع أسبوعا كاملا من الأحد إلى السبت بهدف تمكين أكبر عدد ممكن من الجنوبيين من المشاركة، خصوصا أنهم يتوزعون على مساحة شاسعة من الأرض تفتقر إلى الحد الأدنى من المواصلات.
وكان على الجنوبيين الاختيار عبر هذا الاستفتاء بين الانفصال أو البقاء في إطار دولة السودان الواحدة.
وأكدت مفوضية الاستفتاء بعد ظهر السبت قبل إقفال مراكز الاقتراع بثلاث ساعات، أن نسبة الاقتراع فاقت الـ80 % منذ مساء الجمعة، علما أن نسبة المشاركة المطلوبة لاعتماد نتيجة الاستفتاء هي 60% فقط.
واعتبر رئيس مفوضية الاستفتاء في جنوب السودان محمد إبراهيم خليل أن نسبة المشاركة (ممتازة بالمعايير الدولية) مضيفا (رافقت الكثير من الانتخابات في هذا البلد وأستطيع أن أقول إن هذا الاقتراع كان الأكثر سلما والأكثر تنظيما والأكثر هدوءا).
وقال خليل (حتى الجمعة بلغ عدد الأشخاص الذين اقترعوا في جنوب السودان ثلاثة ملايين و135 ألفا وهم يمثلون نحو 83% من الناخبين المسجلين).
وأوضح خليل أن 62 ألف شخص شاركوا في الاقتراع في شمال السودان حتى الجمعة أي ما نسبته 53% من المسجلين، أما في بلدان الشتات فبلغ عدد المشاركين 55 ألفا أي 91% من المسجلين.
ويكون بذلك 3,25 مليون جنوبي قد اقترعوا حتى مساء الجمعة من أصل نحو أربعة ملايين مسجل أي ما نسبته أكثر بقليل من 80%.
وردا على سؤال حول النتيجة التي يتوقعها من هذا الاستفتاء، قال في تلميح إلى أن نتيجة الاستفتاء ستكون لصالح الانفصال (لو كنت رجلا سياسيا لكنت عملت بشكل أفضل من أجل الوحدة).
وكان الرئيس الأميركي الأسبق جيمي كارتر قال في تصريح صحافي في الخرطوم قبل ظهر السبت (لاحظنا أن عملية الاستفتاء جرت بطريقة منتظمة في الشمال والجنوب).
وردا على سؤال حول ما سيكون عليه موقف الشمال في حال كانت نتيجة الاستفتاء لصالح الانفصال قال كارتر الذي يترأس (مركز جيمي كارتر) الذي يعنى خصوصا بمراقبة الانتخابات في العالم (أعتقد أنهم سيعترفون على الفور بنتيجة الاستفتاء).







