ولذلك فعندما عادت أنهار السيوفي من الولايات المتحدة قبل بضعة أعوام وقررت فتح مدرسة للطهي ونشاط للتزويد بالاطعمة فهي كانت تعلم أنها تسبح ضد التيار.
لكن مركز "بيت الطهي" الذي افتتحته هي وابنتها في وقت سابق من هذا العام استفاد على ما يبدو من فجوة في السوق في قطاع من المجتمع لا سيما الامهات العاملات اللاتي ليس لديهن الوقت لتعلم الطهي أو توسيع نطاق قائمتهن من الاطعمة.
ويتمسك كثيرون في المجتمع المصري بالاعتقاد التقليدي القائل إن المرأة يجب أن تكون سيدة مطبخها وتعتقد السيوفي أن ذلك الدور مهم على نحو خاص في ظل عدم وجود ثقافة طهي قوية.
وقالت السيوفي "أنا أقول بذلك واقول على الهواء ان المرأة في الوقت الحالي خرجت من المطبخ تماماً. واصبح كل الاكل الموجود حالياً دليفري. وحضرتك يمكنك ان تحكم من الدراجات النارية الموجودة في الشوارع من العاشرة صباحاً. المرأة خرجت من المطبخ وخرجت من البيت وخرجت من كل حاجة. والسبب هو العمل..ولم يعد لديها وقت".
لكن النساء لا يأتين الى مدرسة السيوفي لتعلم أسس الطهي فحسب بل ايضا لتوسيع نطاق معرفتهن.
وأمضت الطاهية المصرية 15 عاماً في الولايات المتحدة حيث تعلمت تشكيلة من المطابخ العالمية وتنظم صفوفاً في تعليمها.
وتقول وسام الدسوقي انه في حين أن قدرة المرأة على الطهي مهمة جداً الا أن طهي طعام جاذب للاهتمام مهم أيضا.
وقالت "لا بد من وجود اساسيات لكن التنوع مهم ايضاً. ولا يعني هذا انه ينبغي علي ان استطيع طهي الطعام الذي كانت امي وجدتي تطهوه لان مصر انفتحت الان على العالم واصبحنا نرى اصنافاً جديدة في التلفزيون والمحلات. وبالطبع نريد ان نجرب ونجدد".
وغالباً ما تكون القدرة على الطهي أملاً منشوداً في الفتيات المقبلات على الزواج.
وتروي السيوفي قصة طالبة أبلغتها بان خطبتها فسخت أربع مرات بسبب عدم خبرتها في المطبخ.
ولكن ليست كل النساء اللاتي يتلقين دروسها يرون الامور من نفس المنظور التقليدي.
فالبعض مثل دعاء ابراهيم جاء الى المركز لتعلم كيفية طهي أنواع جديدة كي تجعل وقت الوجبات مع عائلاتهن مناسبة خاصة.
وتقول دعاء وهي مهندسة معمارية انها ترغب في أن يكون وقت العشاء مع عائلتها الصغيرة مثلما كان مع عائلتها عندما كانت هي صغيرة.
وهناك سبب آخر ربما يكون وراء الاهتمام بصفوف الطهي هذه وهو المخاوف المستمرة على الصحة والمتعلقة بالاطعمة والثروة الحيوانية في مصر.
وشهدت السنوات الماضية مخاوف متتالية من فيروسات انفلونزا الطيور والخنازير بالاضافة الى القمح والحليب المجفف.
وتقول السيوفي ان تلك المخاوف تقود الناس للعودة الى الأطعمة المصنوعة في المنزل.