شباب ورياضة نُشر

كاتبة الدولة المكلفة برياضة النخبة سليمة سواكري: المواهب الشابة هي المستقبل والمرأة لها الأولوية في مشاريعي القادمة

أكدت كاتبة الدولة المكلفة برياضة النخبة، أن اكتشاف المواهب الشابة والمرأة ستكون من أولويات ملفاتها خلال الفترة القادمة، كما تحدثت عن طموحاتها للنهوض بالرياضة في الجزائر وعملها كسفيرة للنوايا الحسنة جاء ذلك خلال حوار اجرته مع مجلة الإدارة اليوم الصادرة عن المنظمة العربية للتنمية الإدارية وكان نص الحوار كالتالي:

1- بداية  وبعيدا عن أضواء الشهرة ، والمناصب والمسؤوليات  نود أن  نتعرف على   سليمة سواكري الانسانة ؟

أنا إنسانة اجتماعية بطبعي أحب التواصل مع الناس، زوجة وأم لابنتي، قرة عيني ماريا، ماريا منحتني طاقة إيجابية رائعة وملأت حياتي بالحب والسعادة، أحمد الله أيضا أنني وجدت الدعم والمساندة من زوجي الذي هو الآخر ينتمي للوسط الرياضي، بفضل دعمه ووجوده إلى جانبي استطعت التوفيق ما بين المهام الموكلة لي كمسؤولة في الدولة والحياة الخاصة.
حياتي محطات وأدوار بدأت بمسيرة رياضية طويلة شاقة وشيقة حافلة بالنضال والانجازات والذكريات الجميلة التي لا تُنسى،  الحمد لله وفقت فيها بفضل الله وبفضل الإرادة والمثابرة وحب العمل، ثم كسفيرة النوايا الحسنة لدى منظمة اليونسيف  Unicefبالجزائر، هذه المهمة النبيلة التي شرُفتُ بها وقرّبتني أكثر فأكثر من الناس وخاصة الأطفال والفئات المحرومة من خلال الجولات الميدانية في مختلف ولايات الوطن من أجل إضفاء وتقديم المزيد من العون فيما يخص الدفاع عن حقوق الطفل وترقيتها.

أما فيما يتعلق بمشواري كإعلامية فقد كانت تجربة رائعة جدا ومثمرة  استفدت منها  كثيرا على الصعيد الإنساني لأن البرامج التي كنت أعدّها وأقدّمها كانت  تحمل  محتويات  اجتماعية إنسانية وتضامنية.

2- ماذا تعني لك رياضة الجودو ؟

الجودو هي أول رياضة مارستها في سن التاسعة، اخترتها وعشقتها من أول مرة نزلت فيها على البساط، فقررت أن أخُطّ مساري الرياضي في هذا المجال وكُتب لي النجاح في هذه الرياضة كبطلة جودو مثلما كنت احلم به وانا طفلة صغيرة،  ومن هنا أدركت أن الإيمان   بالشيء الذي نريد يأتي بالحلم والعمل والثقة بالنفس.

رياضة الجودو هي مدرسة الحياة بالنسبة لي، تعلمت منها الكثير، ومنها أستمّد  قوّتي، وعزيمتي، علمتني القيم والأخلاق كالصبر، القوة، الاحترام، النزاهة، الصدق. رياضة الجودو  علمتني كيف أدافع عن ألوان وطني وأرفع الراية الوطنية الجزائرية خفاقة بين الأمم، علمتني كيف أبكي فخرا وفرحا وأناأعتلي منصات التتويج من أجل تشريف بلدي.

3- بعد تاريخ  حافل بالانجازات  والنجاحات  في المجال الرياضي  وفي العمل الإعلامي ،  توليت مؤخرا  منصب وزيرة  منتدبة مكلفة برياضة النخبة  ، كيف ترين تجربتك في العمل الاداري؟

بغض النظر عن مشواري كرياضية ومدربة في المستوى العالي الذي دام 36 سنة، زاولت دراستي الجامعية في المدرسة العليا للعلوم وتكنولوجيات الرياضة أين  تحصلت على شهادتي، ثم أصبحت إطارا في وزارة الشباب والرياضة، وتوليت منذ سنة 2018 منصب مستشارة لدى وزير الشباب والرياضة، ومنذ قرابة الخمسة أشهر نصبت من طرف السيد عبد المجيد تبون رئيس الجمهورية الجزائرية، كوزيرة مكلفة برياضة النخبة، وإن شاء الله اكون عند حسن ثقته، ولن أذخر جهدا لتوظيف كامل خبرتي الميدانية والعلمية لخدمة الرياضة الجزائرية بصفة عامة ورياضة النخبة بصفة خاصة.

4-  السيدة سليمة سواكري  معروفة  بالدفاع عن حقوق الطفل  وقضايا المرأة  فكيف  ترين واقع  الطفولة والنساء  بصفة عامة  ؟

بالنسبة لفئة الأطفال قبل ومنذ تنصيبي كسفيرة النوايا الحسنة لمنظمة اليونسيف  بالجزائر سنة2011، سهرت على الدفاع عن الطفولة من مختلف اشكال وأنواع العنف كما حرصت على المساهمة في ترقية حقوق الطفل الذي مازال للأسف يعاني الكثير في مختلف مناطق العالم، فأمنيتي أن يكون كل واحد منا سفيرا لقضايا الطفولة، هؤلاء الأطفال الأبرياء الذين يطلبون العيش في سلم و حب وسلام ، ونعمل جميعامن أجل منحهم الجوّ الملائم للنمو على أسس سليمة وصحيحة تجعل منهم جيل المستقبل الواعد.وفي هذا الإطار تعد  الجزائر من الدول السبّاقة  في التوقيع على اتفاقية حقوق الطفل إذ هناك تحسن ملفت ونهضة  في الدفاع عن حقوق الطفل حيث اسُتحدثت سنة 2015  الهيئة الوطنية للدفاع عن حقوق الطفل،  وبخصوص المرأة فإنها تمكّنت من اقتحام العديد من المجالات التي كانت حكرا على الرجال مقارنة بالأعوام السابقة وبرهنت في كل  مرة عن جدارتها ونجاحها  وقطعت أشواطا كبيرة من أجل تحقيق المساواة والتوازن في الحقوق مع الرجل، بحيث نجد المرأة في عدة مجالات استعصت عليها من قبل، لكن يظل نضال المرأة متواصلا للوصول لأسمى المراتب ولأفضل واقع يعزز حضورها في فعل التنمية في مجتمعها ، ويحفظ ويضمن  مكانتها.

5- حصلت مؤخرا على جائزة  المرأة والرياضة  من اللجنة الأولمبية الدولية عن قارة أفريقيا ، ماذا يمثل لك هذا التتويج ؟

تمنح جائزة المرأة والرياضة من طرف اللجنة الأولمبية الدولية إلى المنظمات والهيئات أو الأشخاص الذين يجتهدون ويعملون على  ترقية وتطوير الرياضة النسويّة، ويُعتبر هذا التتويج مصدر فخر واعتزاز لي، لعائلتي ولوطني الجزائر، ولكل البلدان العربية وكذا قارة  إفريقيا، إنه تتويج أحمله في قلبي لأنه يرصع بالذهب مسيرة طويلة، بدأت بحلم  أن أكون بطلة. ودون شك أن هذا التتويج سيزيدني إصراار وثباتا للعمل أكثر فأكثر من أجل دعم وترقية وتشجيع الرياضة النسوية وتحقيق المساواة وتكافؤ فرص النجاح في ممارسة الرياضة من الجنسين

6- ما هي مشاريعك القادمة ؟

من أهم مشاريعي الذي اتشرف برعايته والذي سوف يحظى بالدعم المالي من طرف اللجنة الاولمبية الدولية كحافز  للنجاحين في جائزة المرأة والرياضة الذين يحملون مشاريع لترقية وتطوير الرياضة في بلادهم، مشروع يعمل على ترقية الرياضة النسوية في الجنوب الكبير، أسميته “تنهنان” نسبة إلى ملكة الطوارق الأسطورية والأم الروحية لأصحاب اللثام الأزرق والتي حكمت  في القرن الخامس ميلادي بمنطقة تمنراست الواقعة في أقصى الجنوب الجزائري وتبعد عن الجزائر العاصمة ب2000كلم .

يثمتّل هذا المشروع في تكوين النساء في مختلف المهن المتعلقة بالتأطير والتدريب الرياضي، والمرافقة والدعم في إنشاء الفروع والهياكل الرياضية الخاصة بالعنصر النسوي وذلك بالتعاون مع الاتحاديات ومعاهد التكوين المتخصصة في تكنولوجيات وعلوم  الرياضة، بهدف تمكينهنّ بدورهن من تأطير وتدريب الفتيات الراغبات بممارسة الرياضة وذلك حرصا على خصوصية المنطقة حيث يتحفظ العديد من الأولياء على  ترك بناتهن يتدربّن من طرف مدربين رجال،  ومن المؤكّد أنّه من بين الأهداف المهمة لهذا المشروع أيضا هي زيادة  نسبة تمثيل المرأة في الهيئات والهياكل الرياضية على المستوى الوطني.

أما فيما يتعلق بمشاريعي  كوزيرة منتدبة مكلفة برياضة النخبة

أولا وعلى المدى القصير سنرافق وندعم  كل رياضيي النخبة تحسبا للاستحقاقات الرياضية الدولية على رأسها الألعاب الأولمبية والألعاب البارالمبية بطوكيو 2021، وألعاب البحر الأبيض المتوسط في الجزائر سنة 2022، وهذا بالتحضير المحكم لرياضيينا المتأهلين، بالرغم من الأزمة الصحية التي يشهدها العالم.أما على المدى الطويل فيتعلّق بتسطير مخطط لاكتشاف تأطير ومرافقة المواهب الرياضية الشابة، لغرض تجديد وعاء النخبة الوطنية بوضع استراتيجية للتكفل الأمثل  بهذه المواهب التي أظهرت إمكانات بدنية، وتقنية رائعة.  ومن جهة أخرى العمل على استحداث نصوص قانونية وتنظيمية تتعلّق بالقانون الأساسي لرياضيي النخبة والمستوى العالي، هذه النصوص ستسمح للرياضيين وتضمن لهم  الاندماج في الوسط الاجتماعي والمهني  من خلال تكوينهم وتوجيههم ودمجهم  بعد ذلك مباشرة في الحياة المهنية.

ما هي نصيحتك للشباب للاستفادة من الوقت أفضل استفادة وتحقيق النجاح؟

المواهب الشابة هي المستقبل ..نصيحتي للشباب هي أن يؤمنوا بقدراتهم ويلغوا كلمة مستحيل من قاموسهم، يجب أن يكافحوا من أجل الوصول إلى احلامهم  ويعملوا على تحقيق  طموحاتهم وآمالهم، من اجل  تجسيد مشاريعهم  لأنهم عماد  الأمة وأملها ومستقبلها.


 

مواضيع ذات صلة :