أصبحت إندونيسيا ثاني أكبر دولة منتجة للكوبالت في العالم، مما عزز سعيها لتكون لاعباً فعّالاً في سلاسل توريد السيارات الكهربائية.
ارتفع إنتاج المواد المستخدمة لصناعة البطاريات، في الدولة الواقعة في جنوب شرق آسيا، متجاوزاً الدول الأخرى بما في ذلك روسيا وأستراليا، ليحتل المركز الثاني خلال العام الماضي، وفقاً لبيانات الحكومة الأميركية، في هذا الإطار، يُشير المحللون إلى استمرار هذا التوسع خلال هذا العقد، ما سيخفف من الاعتماد العالمي على جمهورية الكونغو الديمقراطية لضمان أكثر من ثلثي الإمدادات وتجنب النقص المحتمل فيها.
قاد الرئيس الإندونيسي جوكو ويدودو دفع البلاد لبدء تصنيع البطاريات والسيارات الكهربائية على خلفية غنى البلاد بالموارد المعدنية، حيث تنتج إندونيسيا بالفعل حوالي نصف النيكل في العالم، وسترتفع حصتها من إنتاج الكوبالت عالمياً لتصل إلى ما يقرب من 20% بحلول عام 2030، بعد أن كانت حوالي 1% في 2021، وفقاً لشركة "بنشمارك مينيرال إنتليجنس" (Benchmark Mineral Intelligence).
التوسع في إنتاج الكوبالت
قال هاري فيشر وغريغ ميلر، المحللان في "بنشمارك مينيرال إنتليجنس"، في رسالة عبر البريد الإلكتروني: "يُعيد توسع إندونيسيا في إنتاج الكوبالت تشكيل سلاسل التوريد العالمية إلى حد ما"، حيث نُفذت مجموعة من المشاريع "في الموعد المحدد حتى الآن، وتستمر في التصاعد" بالرغم من المخاوف الأولية بشأن تجاوز الميزانية والتكاليف.
يعود الفضل في التوسع بإنتاج الكوبالت بشكل كبير إلى استثمارات الشركات الصينية بمليارات الدولارات في المصافي التي تقدم مزيجاً كيماوياً يحتوي على الكوبالت وكذلك النيكل.
تشمل قائمة المستثمرين كلاً من شركة "تسينغشان هولدينغ غروب" (Tsingshan Holding Group Co)، أكبر شركة منتجة للنيكل، وشركة "تشجيانغ هوايو كوبالت" (Zhejiang Huayou Cobalt)، عملاق تكرير الكوبالت، و"كونتيمبوريري أمبيريكس تكنولوجي" (CATL)، أكبر شركة مصنعة لبطاريات السيارات الكهربائية في العالم. سيزيد إنتاج الكوبالت في البلاد بأكثر من الضعف مرة أخرى هذا العام، وفقاً لـ"بنشمارك مينيرال إنتليجنس".
نقطة تحول
ساهم توسع إنتاج إندونيسيا في تخفيف حدة المخاوف التي تنذر بنقص إمدادات الكوبالت المستخدم في مجالات واسعة بدءاً من المواد المستخدمة في صناعة الطيران إلى المغناطيس وكذلك البطاريات. تراجعت أسعار الكوبالت القياسية في العالم بأكثر من النصف منذ مايو الماضي، وانخفضت بنسبة 13% حتى الآن خلال هذا العام.
في حين خفف تراجع أسعار الكوبالت من التكاليف المرتفعة على المصنعين والشركات المصنعة للسيارات، إلا أن بعض الشركات يحاول بالفعل التخلص التدريجي من الاعتماد على الكوبالت في صناعة البطاريات بسبب بعض المخاوف الأخلاقية بشأن إنتاج جمهورية الكونغو الديمقراطية، وبعد موجات تقلب الأسعار في السنوات الأخيرة. ويمكن أن تخفف الزيادة في الإمدادات الأندونيسية من حدة تلك المخاوف.
يُتوقع أن تشهد سوق الكوبالت العالمية فائضاً هذا العام، وأن تظل الأسعار "متراجعة" على المدى القريب مع زيادة الإمدادات، حسبما قالت سوزان زو، المحللة في "ريستاد إنرجي" (Rystad Energy AS) عبر البريد الإلكتروني، مُضيفةً: "سيُعلن كل 3 إلى 4 أشهر عن مشروع جديد في إندونيسيا، ما سيغير قواعد اللعبة".
اقتصاد الشرق