الكرادلة مجتمعون حتى "الدخان الأبيض" فشل أول تصويت لاختيار بابا الفاتيكان
متابعات
تصاعد دخان أسود كثيف من كنيسة سيستين في الفاتيكان أمس الثلاثاء في إشارة على فشل أول تصويت للكرادلة الكاثوليك في الاجتماع السري الذي عقدوه لانتخاب بابا جديد خلفا للبابا بنديكت السادس عشر الذي استقال الشهر الماضي.
وشاهد الآلاف في ساحة القديس بطرس الدخان الأسود الذي يعني أن 115 كاردينالا سيعقدون جولة ثانية من التصويت اليوم الأربعاء، حيث سيظلون منقطعين خلف جدران الكنيسة -التي تعود للعصور الوسطى- لمواصلة اجتماعهم السري إلى أن ينتخبوا البابا الجديد والتصويت مجددا حتى تأمين التوافق على اسم البابا الجديد بغالبية الثلثين.
وابتداء من اليوم يرتقب حصول أربع عمليات اقتراع يوميا، اثنتان صباحا واثنتان مساء، وعندما يتفق الكرادلة على اختيار بابا يتصاعد دخان أبيض من المدخنة المؤقتة الموضوعة فوق سطح الكنيسة وتدق أجراس كنيسة القديس بطرس.
ويعني تصاعد الدخان الأسود حرق كل بطاقات الاقتراع لمحو أي أثر للتصويت السري الذي لا يمكن للكرادلة الحديث عنه حتى بعد فترة طويلة من انعقاد المجمع.
ووفق الخبراء في شؤون الفاتيكان فإنه يرتقب أن تكون مدة المجمع قصيرة، يومان إلى أربعة أيام كحد أقصى في حال عدم حصول مفاجآت.
طقوس كنسية تسبق اختيار بابا الكاثوليك (الفرنسية)
طقوس
وكان الكرادلة دخلوا في وقت سابق كنيسة سيستين، وانحنوا أمام المذبح قبل أن يجلسوا في أماكنهم المحددة لهم في أرجاء الكنيسة الشهيرة تحت جداريات مايكل أنجلو الرائعة.
وتلا كل من الكرادلة الذين ينتمون لـ64 جنسية قسما باللغة اللاتينية تعهد بموجبه "الحفاظ على السرية المطلقة" حول كل ما يتعلق مباشرة أو غير مباشرة بالأصوات وعمليات التصويت لانتخاب البابا.
وبموجب تقليد دائم وصارم موروث من القرون الوسطى- لكن وقائعه نقلت مباشرة على شاشة كبيرة في ساحة القديس بطرس- تلا مسؤول الاحتفالات "الليتورجية" الحبرية بصوت قوي صيغة "أكسترا أومنيس" وتعني الجميع إلى الخارج.
وغادر غير المعنيين بعمليات التصويت، المحتفلون بالقداس وصحفيو وسائل الإعلام الفاتيكانية وحتى السكرتير الشخصي لبنديكت السادس عشر، يورغ غانسفين، الكنيسة. ثم أغلقت الأبواب معلنة بدء المجمع.
وقبل بدء أول انتخاب، ألقى الكاردينال المسن بروسبر غريش "تأملا" ثم غادر بدوره كنيسة سيستين. بينما تم نقل وقائع جلسة افتتاح المجمع على شاشات عملاقة في ساحة القديس بطرس، ورغم المطر أصر الجمع على ملازمة الساحة لرصد النتيجة.
"
على الكرادلة اختيار من سيواجه الأزمة العميقة التي تجتازها الكنيسة الكاثوليكية والتي شهدت الآونة الأخيرة فضائح التحرش الجنسي، كما سيواجه احتجاجات داخلية وقضايا أخلاقية وتجاوزات أخرى تشهدها الكنيسة
"
أسماء وتحديات
ومن بين الكرادلة الناخبين الذين عينوا جميعا خلال فترة البابا الراحل يوحنا بولس الثاني، أو المستقيل بنديكت السادس عشر، هناك حوالى عشرة أسماء تم تداولها الأيام الماضية كمرشحين لترؤس الكنيسة الكاثوليكية.
وتناقلت وسائل الإعلام أسماء الإيطالي أنجيلو سكولا، والكندي مارك ويليه، والبرازيلي أوديلو شيرر، والنمساوي يوزف شونبورين، والمجري بيتر أردو، والأميركييْن تيموثي دولان وشون أومالي، وجميعهم لديهم نقاط مشتركة كثيرة مع يوحنا بولس الثاني أو بنديكت السادس عشر. وهم محافظون جميعا وحريصون على منع اضمحلال العقيدة أكثر من الإصلاحات التي ينتظرها كثيرون لا سيما في الغرب.
وحتى قبل خروج الدخان الأبيض سيكون الكاردينال الإيطالي جيوفاني باتيستاري، أول الكرادلة الأساقفة، قد طرح على البابا المنتخب السؤال الآتي: "هل تقبل بانتخابك القانوني حبرا أعظم؟" وسيجيب بنعم ويختار اسمه الجديد الذي قد يكون بولس أو يوحنا أو يوحنا بولس أو بيوس أو بنديكت ... أو غيرها من الأسماء الجديدة عقب تولى الموقع.
وبعد 48 دقيقة، هي الفترة التي يقسم خلالها الكرادلة يمين الولاء ويرتدي الحبر الجديد ثيابه الجديدة، سيعلن الكاردينال الفرنسي جان لوي توران باللاتينية أمام الجموع المحتشدة في ساحة القديس بطرس "هابيموس بابام" وتعني "لدينا بابا" ويكشف عن اسمه. ثم يكشف البابا الجديد الذي يضع نجمة حمراء على كتفيه وجهه للعالم.
وسيكون على الكرادلة اختيار من سيواجه الأزمة العميقة التي تجتازها الكنيسة الكاثوليكية والتي شهدت الآونة الأخيرة فضائح التحرش الجنسي، كما سيواجه احتجاجات داخلية وقضايا أخلاقية وتجاوزات أخرى تشهدها الكنيسة.
ومع انتخاب البابا الجديد ينتهي شهر صعب بدأ في11 فبراير/ شباط الماضي مع إعلان بنديكت السادس عشر استقالته بشكل مفاجئ، وهو في سن الخامسة والثمانين. وسيكون أول بابا على قيد الحياة يشهد انتخاب خلف له.
موقع معلوماتي ترويجي وخدمي؛ تأسس عام 2004 يواكب جديد الشركات والأعمال ويهتم بالأخبار الاقتصادية في كافة المجالات.. من : مؤسسة الاستثمار للصحافة والتنمية
الاستثمار نت :
من نحن؟
تواصل معنا
هيئة التحرير
محرك بحث دولي للأخبار الاقتصادية لدول الشرق الأوسط وأطلق في أكتوبر 2017