عربي ودولي نُشر

"وول ستريت": النظام الجديد يحتم القبول بالصناديق السيادية

الاستثمار نت -ختلطت ردود الأفعال داخل أسواق المال الأمريكية ما بين الارتياح والحيرة بشأن صفقة شراء أبوظبي حصة في “سيتي جروب”، طبقاً لما ذكرته صحيفة

“وول ستريت”. فقد ارجعت الصحيفة الأمريكية حالة الارتياح إلى ان الصفقة تأتي في الوقت الذي تعاني المجموعة من التعثر وعدم ابداء الإدارة الأمريكية نيتها للإنقاذ، فالجمهوريون عبروا عن قلقهم من المخاطر المعنوية التي قد تنشأ من انقاذ البنك من التعثر، في حين تنحى الديمقراطيون عن لعب دور في العملية بسبب الأزمة العقارية التي تخيم على سوق الولايات المتحدة. وأشارت الصحيفة إلى ان حيرة الأسواق المالية تجاه الصفقة منشَؤها ان المشتري جاء من الشرق الأوسط، ورغم انها ليست أول عملية شراء صندوق ثروات سيادي لأصول أمريكية، إلا ان الصحيفة تصفها بأنها تمثل مؤشراً لتردي الوضع داخل السوق الأمريكية التي طالما عانت من أزمة سندات مدعومة برهون عقارية، وفندت الصحيفة الرؤية التي تشير إلى أن مثل هذه الصفقات سوق تمثل تحولا في الوضع الاقتصادي العالمي، ذلك انها سوف تسحب البساط من تحت أقدام العملاق الأمريكي، حيث اعتبرت الصحيفة هذه الرؤية قاصرة وتحتاج إلى مراجعة. وفي الوقت الذي تطلعت صناديق ثروات سيادية لامتلاك أصول شركات أمريكية فإنها قوبلت بعقبتين، “سياسية” و”اقتصادية”، حيث انتهت في نهاية المطاف إلى تعطيل صفقة لشركة النفط الصينية للاستحواذ علي “يونوكال” الأمريكية على 2005 وصفقة “موانئ دبي العالمية” لإدارة الموانئ الأمريكية العام الماضي. ويرى الخبراء أن لجنة الاستثمارات الأجنبية الأمريكية المعنية بإجراء التدقيق لأي صفقة شراء شركة أجنبية لأصول أمريكية سوف يبرز دورها خلال الفترة المقبلة بشكل أكبر، خاصة مع التكهنات بظهور المزيد من الصفقات المشابهة في المستقبل والتي تعكس طموح هذه الصناديق لاقتناص الفرص خلال أزمة الائتمان داخل الأسواق الأمريكية. وتقول “وول ستريت” إن تزايد الدعوات إلى التمسك بالنزعة الوطنية والسيادية الاقتصادية على المستوى الرسمي وداخل المجتمع الأمريكي سوف يحجم من فرص تدفق رؤوس الأموال الأجنبية، في وقت قد لا يكون أمام الاقتصاد الأمريكي خيار آخر سوى الاستثمارات الأجنبية. ويمر النظام العالمي حالياً بأشبه ما يكون ب”كفتي الميزان” ترجح طرفها بما تضعه الدول النفطية والصين من سيولة في الطرف الآخر حتى يستعيد الاقتصاد العالمي توازنه من جديد. وترى الصحيفة انه مهما كانت المخاوف من صفقات الثروات السيادية تدق جرس إنذار، إلا انه على الجميع تنحيتها جانباً خاصة أن النظام العالمي يفرض علينا اعتناق الآليات الجديدة خاصة أن الشركات المالكة للصناديق السيادية تتبع في نهاية المطاف نظاماً اقتصادياً عالمياً، وإذا كنا نمتلك في الماضي حرية اختيار الشريك فإن الوضع تبدل الآن. من جانب اخر نقلت “فاينانشيال تايمز” عن لو جيواي رئيس شركة الاستثمارات الصينية، أن الشركة تعتبر صفقة شراء أبوظبي لحصة في “سيتي جروب” نموذجاً تعتزم اتباعه في المرحلة المقبلة، واصفاً استثمارات أبوظبي بأنها “قوة توازن” داخل السوق العالمية. وتقول الصحيفة البريطانية إن تصريحات جيواي تأتي في الوقت الذي خصصت الشركة الصينية نحو 70 مليار دولار لصفقات خارج الصين حيث يقول المسؤولون بالشركة إن نصف هذه القيمة سوف يتم استثمارها في صناديق مستقلة عند دخول نشاطات الشركة حيز الفعالية بشكل كامل، أما باقي القيمة فسوف يتم تخصيصها للمنتجات المتداولة على نطاق واسع. يذكر أن الشركة عقدت أول صفقة لها في مايو/ أيار الماضي عندما استحوذت على نحو 10% من حصة “بلاك ستون” الأمريكية بقيمة 3 مليارات دولار.


 

مواضيع ذات صلة :