وقعت السلطنة شراكة مع المنتدى الاقتصادي العالمي "دافوس" لإطلاق مبادرة تجسير فجوة مهارات المستقبل، وتمّ تدشين هذه المبادرة أثناء اللقاء السنوي لعام 2019 بدافوس في حفل توقيع الشراكة، بحضور معالي الدكتور علي بن مسعود السنيدي وزير التجارة والصناعة نائب رئيس المجلس الأعلى للتخطيط، وسعيدة زهيدي عضوة مجلس الإدارة ورئيس مركز الاقتصاد والمجتمع الجديد لدى المنتدى الاقتصادي العالمي.
وتهدف المبادرة إلى إيجاد آليات للتعامل مع التغيرات المتوقعة في سوق العمل نتيجة التحولات التكنولوجية المتسارعة مثل ما يعرف بانترنت الأشياء والثورة الصناعية الرابعة وغيرها وذلك من خلال تسهيل التعاون ما بين القطاعين الحكومي والخاص من ا?جل تقليص فجوة المهارات تماشياً مع احتياجات القطاع الخاص.
وستساعد المبادرة على زيادة نسبة الاستعداد للعمل والمهارات الناعمة بين الأطفال والشباب (كالتكيف والإبداع والتواصل والعمل الجماعي ضمن فريق وما شابهه) والمهارات الرقمية الأساسية بما تتضمنه من أساسيات الترميز والثقافة الإعلامية وتفسير البيانات وغيرها، ا?لى جانب بناء مهارات العمل اللازمة.
وخلال حفل التوقيع، استعرض معالي الدكتور علي السنيدي نتائج الاجتماع الذي عقد في يناير بمسقط والذي سلط الضوء على المبادرات الأخيرة والآفاق الاستراتيجية للفريق الوطني خلال مرحلها الأولى.
وقال معالي الدكتور علي بن مسعود السنيدي إنّه على صعيد عالمي يعد ثراء أي بلد مربوط ارتباطا قويا بتحسين رأس المال البشري؛ كالتركيز على المهارات المتعلقة بفرص العمل في المنشآت الصناعية والخدمية المختلفة والتي سوف تتأثر بالتقدم التقني الذي يتطلب مهارات جديدة وإعادة تاهيل لمن هم على رأس العمل.
وأضاف معاليه أنّ السلطنة تتقدم ضمن هذه الشراكة مع المنتدى الاقتصادي العالمي لمدة عامين بشكل استباقي في هذا المجال، وأنّ هناك تمثيلا جيدا من قبل القطاع الخاص في فريق مهارات المستقبل.
وتعد هذه الشراكة بين السلطنة والمنتدى ثالث تعاون حكومي - خاص لتبنى مشروع تقليص فجوة مهارات المستقبل لدى المنتدى الاقتصادي العالمي، والأول في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.
وتعمل هذه المبادرة كمنصّة لتجميع التزامات العمل التي تخاطب تطور المهارات المتعلقة بالمستقبل ودعم حوار بنّاء بين العديد من أصحاب المصلحة من القطاعين الحكومي والخاص يتناول تعزيز نظم التعليم وتطوير المهارات لتجهيز القوى العاملة لوظائف المستقبل.
وقالت سعيدة زهيدي عضو مجلس الإدارة ورئيس مركز الاقتصاد والمجتمع الجديد لدى المنتدى الاقتصادي العالمي إنّ التجهيز لمستقبل العمل يحتاج ا?لى تعاون قوي بين القطاعين الحكومي والخاص، ويهدف مشروع المنتدى الاقتصادي العالمي إلى توفير منصّة للدول المهتمة بتدشين نهج متطور لتوقع وا?دارة مستقبل العمل. وأضافت: "سعداء جداً بالعمل مع سلطنة عمان ودعم برنامجها للنمو والمهارات الطموح".
يشار إلى أنّ هذه المبادرة تعد جزءًا من مركز الاقتصاد والمجتمع الجديد التابع للمنتدى الاقتصادي العالمي، ويسهم المركز في إنشاء أنظمة اقتصادية في عصر تسارع التغيير التكنولوجي والسياسي والتي توفر للقادة منصة تساعدهم على فهم وتوقع اتجاهات اقتصادية ومجتمعية جديدة وتبني سياسات وممارسات للتماشي مع سرعة تطور السياق الحالي.
ويدمج هذا المركز بين نظام مبادرات النظام بشأن مستقبل التقدم الاقتصادي ومبادرات النظام بشأن مستقبل التعليم والنوع الاجتماعي، ويعمل أيضاً كمركز رئيسي للرؤى ذات الصلة والأنشطة الرائدة المتعلقة بهذه المجالات.
© جريدة الرُّؤية 2019