أكدت وكالة موديز للتصنيف الائتماني ان اصدار الصكوك في الكويت حاليا قد يزداد بمجرد اقرار قانون الدين العام في مجلس الامة، مشيرة الى ان سوق الصكوك في البلاد لا تزال محدودة، وتمتلك البلاد سيولة قوية حاليا بسبب ارتفاع اسعار النفط، والحكومة تملك احتياطيات مالية ضخمة، وقادرة على تغطية احتياجاتها التمويلية حتى لو هبطت اسعار النفط الى نطاق 60 او 70 دولارا للبرميل.
واكدت «موديز» أن من شأن اقرار قانون الدين العام في نهاية المطاف أن يعزز اصدارات الصكوك السيادية للكويت، وقد يتم اقرار القانون في وقت لاحق من هذا العام لكنه قد يواجه مزيدا من التأخير.
التمويل الإسلامي
وقالت الوكالة ان نمو سوق التمويل الاسلامية الكويتية يعد من الاسرع في الشرق الاوسط، مشيرة الى ان متوسط نمو التمويل الاسلامي في الكويت بين ديسمبر 2016 وديسمبر 2021 بلغ %8، اي ضعف وتيرة تمويل المصارف التقليدية في البلاد في الفترة ذاتها.
واشارت الى ان هذا النمو يقوده الطلب الثابت على المنتجات المصرفية المتوافقة مع الشريعة في الكويت، والتي تشمل عملاء من الشركات والافراد، وتصل الى فئات كبيرة من القوى العاملة الكويتية.
أصول المصارف
وبينت ان التمويل الاسلامي في الكويت يبلغ نسبة %42 من التمويل الاجمالي للمصارف في البلاد، وتشكل هذه النسبة واحدة من بين اعلى الاسواق الاسلامية الرئيسية حول العالم.
وذكرت ان اصول تمويل المصارف الاسلامية في الكويت بلغت 85 مليار دولار اعتبارا من سبتمبر 2021، ارتفاعا من 79 مليارا في ديسمبر 2020، لافتة الى ان الطلب المتزايد للمنتجات المالية الإسلامية يعكس تطورها على مدار العقد الماضي، واتسع نطاق المنتجات المالية الاسلامية وتعمق الآن واصبح قابلا للمقارنة مع الخدمات المصرفية التقليدية في البلاد.
نمو سريع
ورأت ان بنك بوبيان يشكل مثالا جيدا على النمو السريع لقطاع الصيرفة الاسلامية في الكويت، متوقعة ان تستمر اعمال البنك بالنمو في العام الجاري، حيث تساهم اسعار النفط المرتفعة في تعزيز الانتعاش الاقتصادي بعد كورونا، والذي تستفيد منه المصارف الاسلامية والتقليدية على حد سواء، مذكرة بأن البنك اعلن عن قيمة اصول بـ7.5 مليارات دينار في 31 مارس المنصرم، ويركز البنك على الابتكارات الرقمية وجذب العملاء من فئة الشباب.
وتابعت: اصبح البنك الآن ثالث اكبر مقرض في الكويت على خلفية النمو القوي في اعماله في السنوات الاخيرة، وبلغت الحصة السوقية للبنك بقطاع التمويل %11.2، وحصة سوقية بـ %10.5 لودائع العملاء.
ولفتت «موديز» الى ان بيت التمويل الكويتي يشكل اكبر بنك اسلامي في الكويت وثاني اكبر بنك باصول تبلغ قيمتها 72 مليار دولار، وتبلغ الحصة السوقية للبنك نحو %24 من اجمالي سوق المصارف الكويتية، مذكرة بأن «الخليج» و«الاهلي» يخططان لاستحواذ احدهما على الآخر على ان يتحول احدهما إلى بنك اسلامي، ولا تزال الخطة تتطلب موافقة البنك المركزي الكويتي والجمعيتين العموميتين لكلا المصرفين.
نمو التمويل الإسلامي الخليجي مستمر
توقعت الوكالة ان يؤدي الانتعاش الاقتصادي في الخليج المدفوع بارتفاع اسعار النفط الى تعزيز نمو التمويل الإسلامي في جميع انحاء المنطقة على مدى السنوات القليلة المقبلة، مذكرة بأن نسبة اصول التمويل الاسلامي في الخليج قد وصلت الى %48.4 من اجمالي الاصول المصرفية في المنطقة في ديسمبر الماضي، مقارنة بـ %40.5 في 2011.
واضافت ان سوق التمويل الاسلامي في السعودية تشكل المساهم الرئيسي في النمو الخليجي للسوق، نظرا لحجمها الضخم والدور المسيطر للتمويل الاسلامي في الدولة، حيث يبلغ معدل انتشار التمويل الاسلامي في المملكة نحو %82.9، مشيرة الى اتجاه نمو قوي للتمويل الاسلامي في جميع دول الخليج.
أداء متفوق في الربحية
توقعت «موديز» ان يقابل تسارع نمو اداء سوق التمويل الاسلامية في الكويت اداء متفوق في ربحية بنوكها في المستقبل، مدعومة بشكل اساسي بمساهمة اكبر من انخفاض تكلفة ودائعها، مبدية اعتقادها بأن البنوك التقليدية الكويتية تبحث عن طرق عديدة لتلبية احتياجات التمويل الاسلامي ومتطلبات عملاء هذه السوق، واضافة عروض قيمة إلى منتجاتها. كما ان الخدمات المصرفية الاسلامية في الكويت تشكل جاذبية كبيرة للبنوك التقليدية، ومن شأنها تنويع اعمالها وتعزيز ربحيتها في المستقبل.
القبس
