وبموجب الصفقة التي أعلن عنها يوم الاحد من المتوقع أن يبدأ أول مفاعل نووي في منطقة الخليج امداد شبكة الكهرباء بالامارات خلال عام 2017.
وقال بيان صدر عن القصر الازرق مقر الرئاسة في كوريا الجنوبية "الصفقة أكبر مشروع عملاق في تاريخ كوريا.
"انها تتجاوز ستة أمثال العقد السابق."
وسيقوم الكونسورتيوم الذي تقوده كوريا اليكتريك باور بتصميم وبناء وتشغيل أربعة مفاعلات تبلغ قدرتها 1400 ميجاوات.
وتبلغ قيمة عقد بناء المفاعلات نحو 20 مليار دولار ويتوقع الكونسورتيوم تسجيل مكاسب تقدر بنحو 20 مليار دولار أخرى من خلال التشغيل المشترك للمفاعلات لمدة 60 عاما.
ومن المتوقع أن يبدأ العمل في أول مفاعل نووي بمنطقة الخليج في 2012 ومن المقرر انجاز المفاعلات الاربعة بحلول 2020.
وتحتاج الامارات ثالث أكبر بلد مصدر للنفط في العالم الى الكهرباء النووية من أجل تلبية زيادة متوقعة في الطلب على الكهرباء الى 40 ألف ميجاوات في 2020 من نحو 15 ألف ميجاوات العام الماضي وذلك في ظل طفرة اقتصادية مدفوعة بايرادات النفط.
وتأمل كوريا الجنوبية في بناء مزيد من المفاعلات بعد عام 2020 مع سعي الامارات لاقامة المزيد منها لتلبية الطلب في المستقبل.
وقال البيان "بالنظر الى تقديرات نمو الطلب على الكهرباء في الامارات تتوقع كوريا الجنوبية الفوز بمشروعات إضافية لبناء مفاعلات نووية لتوليد الكهرباء الى جانب هذا العقد الخاص ببناء أربعة مفاعلات."
ويضم الكونسورتيوم الذي تقوده كوريا اليكتريك باور شركات هيونداي للهندسة والبناء وسامسونج للبناء والتجارة ودوسان للصناعات الثقيلة ووستنجهاوس الكتريك الامريكية وهي وحدة تابعة لشركة توشيبا كورب اليابانية.
ويقوم الرئيس الكوري الجنوبي لي ميونج باك بزيارة الى الامارات حيث وقع الاتفاق مع الرئيس الاماراتي الشيخ خليفة بن زايد ال نهيان.
وتغلبت المجموعة الكورية الجنوبية على كونسورتيوم فرنسي واخر بقيادة جنرال الكتريك الامريكية العملاقة.
وقال مصدر بالصناعة ان قيمة العرض الكوري جاءت أقل 16 مليار دولار من العرض الذي قدمته المجموعة الفرنسية.
وقال محمد الحمادي الرئيس التنفيذي لمؤسسة الامارات للطاقة النووية في بيان منفصل "أداء فريق عمل الشركة الكورية للطاقة الكهربائية كان متميزا فيما يتعلق باجراءات السلامة والامان ويأتي وفقا لاعلى المعايير العالمية كما تجلت بوضوح قدرة هذا الفريق على تلبية أهداف برنامج الدولة في هذا القطاع الحيوي."
وأدهش اختيار كوريا الجنوبية عددا من المحللين الذين توقعوا ترسية الصفقة على أحد الطرفين الاخرين لاسباب استراتيجية.
وقال ال ترونر رئيس اسيا باسيفيك لاستشارات الطاقة ومقرها في هيوستون "لابد وأن الاختيار الاماراتي استند لمعايير تجارية محضة لان نفوذها السياسي (كوريا) في المنطقة صفر."
وأضاف "تتمتع كوريا بسجل جيد من حيث السلامة والسعر ومن المذهل الا تكون الولايات المتحدة وفرنسا جزءا من المناقصة لانهما صاحبتا نفوذ سياسي أكبر في المنطقة."
وتثير البرامج النووية الوليدة في الشرق الاوسط بما في ذلك في السعودية ومصر مخاوف بشأن سباق تسلح اقليمي.
وتعهدت الامارات بالفعل باستيراد احتياجات المفاعلات من الوقود بدلا من محاولة تخصيب اليورانيوم لتهدئة المخاوف من تخصيبه لدرجة معينة تستخدم لانتاج قنابل نووية.
ويدور خلاف بين ايران والغرب بشأن خططها المعلنة لاستخدام يورانيوم مخصب لتوليد الكهرباء وهو برنامج تخشى الولايات المتحدة وحلفاؤها الغربيون من أن يكون غطاء لتطوير قدرتها على انتاج قنابل ذرية.
وتقود أبوظبي البرنامج النووي للامارات. وتملك الامارة معظم احتياطيات الامارات من النفط الخام وقد استطاعت تفادي أسوأ تداعيات التباطؤ الاقتصادي العالمي فضلا عن أزمة الدين التي اصابت امارة دبي المجاورة.
وأثرت أزمة ديون دبي سلبا على فرص التمويل للمقترضين الاخرين بمنطقة الخليج الا أن المحللين يتوقعون أن تتمكن أسماء ذات ثقل مالي كبير مثل أبوظبي وقطر من تجنب ذلك.
وقال جون سفاكياناكيس كبير الاقتصاديين لدى مجموعة البنك السعودي الفرنسي- كريدي أجريكول في الرياض "هناك مشروعات طويلة الاجل وسينظر كثير من الممولين الى أبعد مما يحدث اليوم .. برنامج الامارات النووي مشروع استراتيجي."
وأضاف أن الامارات قد تصدر سندات في المستقبل لتمويل المشروع الى جانب التشكيلة المعتادة من وسائل تمويل المشروعات مثل البنوك.
وقال سفاكياناكيس "أعتقد أنه بحلول الوقت الذي سيقومون فيه بذلك (اصدار سندات) ستكون عاصفة دبي قد انتهت وعلاوة على ذلك سيتوافر لدى أبوظبي ايرادات استثنائية كبيرة من عائدات النفط."