قد يبدو مصطلح تسويق البلدان غريباً بعض الشيء للوهلة الأولى، فعملية تسويق العلامة التجارية، لم تعد حكراً على
الشركات والمنتجات، ولكنها باتت من التوجّهات التي تحظى باهتمام الدول نظراً لأهميتها البالغة في أوقات الأزمات الاقتصادية.
فالدول تتنافس فيما بينها من حيث جاذبيتها للاستثمارات، مكانة منتجات شركاتها الوطنية، إنجازاتها، قدراتها وإمكانياتها، هويتها التنافسية. وتظل الدول التي تنأى بنفسها عن تسويق علامتها، مهمشةً، وذات أفق اقتصادي محدود.
وفي هذا السياق، جاءت دبي في المركز الأول على مستوى الوطن العربي، وفي المرتبة 19 عالمياً في تصنيف أفضل العلامات التجارية للمدن، والذي تصدره مؤسسة "جي إف كي روبر"، ويشمل معايير هي: التواجد الدولي، المكان والبيئة، السكن، تجانس الشعوب والثقافات، وجهة سياحية ومكان للعيش، وأخيراً إمكانية العمل والدراسة.
واستطاعت دبي تحقيق نتائج جيّدة في مؤشر التواجد الدولي للمدينة على المستوى السياسي والاقتصادي والثقافي، فجاءت في الترتيب 19، بينما كانت الصدارة في هذا المؤشر للندن ونيويورك وباريس على التوالي.
وتقدمت دبي إلى المرتبة الثانية عشرة في معيار المكان والبيئة، والذي يقيّم المناخ والنظافة البيئية والسمعية والبصرية، والتمتع بالمتنزهات والفعاليات الترفيهية، وقدرة المدينة على جذب الزوّار على المستويين الإقليمي والعالمي.
وحظيت دبي بالمركز 37 في مؤشر السكن، والذي اعتبر أسعار العقارات والمساكن المتنوعة في الإمارة مرتفعاً، وذلك بمقارنتها مع متوسط الأسعار العالمية، وبمتوسط الدخول والرواتب في الإمارة.
وفيما يتعلق بمؤشر تجانس الشعوب والثقافات، حلّت دبي في المركز الـ34، ويقيس هذا المعيار مدى التجانس بين الأعراق والطوائف والأديان، والتوافق بين المقيمين والزوّار الأجـانب.
وعن تقييم المدينة كوجهة سياحية ومكان للإقامة، فقد جاءت دبي في المركز الـ27 عالمياً والثانية عربياً بعد القاهرة، كما حققت المركز الـ32 في معيار إمكانية العمل والدراسة.
هذا واحتلت مدينة القاهرة المرتبة الثانية بعد دبي في منطقة الشرق الأوسط، وجاءت في المركز 47 عالمياً، وتلتها مدينة جدة التي حظيت بالمركز الـ50 عالمياً، والثالث عربياً.