آراء وأقلام نُشر

معركتنا مع الإرهاب (15)

 
في نوفمبر 1970م اتفق السادات و القذافي وحافظ الأسد وجعفر النميري على أحياء مشروع الوحدة الذي طرح في ليبيا في عام 1970م قبل وفاة عبد الناصر وفي أبريل 1971م وقع الرؤساء القذافي والسادات والأسد ما أسموه أتفاق اتحاد الجمهوريات العربية المتحدة... تكريماً لوفاة عبد الناصر وفي عدن أطلق اسم جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية... وبدأت تصفية بعض أنصار قحطان الشعبي المخلوع والمسجون دون محاكمة مع أبن عمه وبعض أنصاره وعلى أثر ذلك وصل إلى تعز والبيضاء و قعطبة أعداد من اللاجئين ممن كتبت لهم السلامة وامتنع معظم السفراء من الحضور إلى عدن نتيجة تلك الإجراءات من قادة الحركة التصحيحية عام 1969م ... وصلت الأخبار من اللاجئين بحدوث التصفيات الجسدية والإعدامات في السجون لخصوم (سالمين) الذي أصدر قوانين عقابية منها تقييد تنقل المواطنين بن الشطرين وقوانين الأسرة بعدم الزواج من امرأتين وفقاً للشريعة وحينها بدأ الخلاف بين سالمين صاحب التوجه الصيني ماركسياً وأخذ بالتجربة الصينية (الفلاحين والعمال) وهو مناهض لفكر عبد الفتاح إسماعيل (قيادة العمال) دون الفلاحين فالأول يرى نجاح الصين والثاني يرى الصين تيار رجعي في الثورة الماركسية... لقد نفذ سالمين قانون التأميم وبداء إجراءات الحد من الملكية الخاصة وتحويلها إلى ملكية الدولة ونتيجة لذلك وصل عدد من التجار إلى الشطر الشمالي هرباً ومنها غادروا إلى مصر وليبيا والخليج... وعلى أثرها صدرت قرارات بالحراسة على ممتلكات الفارين من عدن... تطبيقاً لقرارات المؤتمر الرابع للحزب في أبين عام 1968م والتي نصت على طريق التطور غير الرأسمالي (برنامج التحرر الوطني الديمقراطي الشعبي)... ولذلك صدر الدستور الدائم في عدن في نوفمبر عام 1970م في تنبي النظرية الاشتراكية العلمية في الشطر الجنوبي من الوطن... وفي صنعاء صدر الدستور الدائم في سبتمبر 1970م الذي أخذ بالرؤية الإسلامية في حق الملكية وقضايا الحريات العامة بناءً على قرارات المجلس الجمهوري عام 1968م بتشكيل والإعداد لمشروع الدستور الدائم وكذلك تشكيل المجلس الوطني... وعلى أثرها تمت المصالحة الوطنية عام 1970م وعين عدد من المشائخ الذين كانوا مع الملكية أعضاء في مجلس الشورى... ولم يحضروا ... وقد قطعت المملكة المساعدات عنهم بعد اعترافها بالجمهورية... ونكاية بها تحولوا إلى الجمهورية العراقية وتسلموا أسلحة منها ودعم عن طريق الشطر الجنوبي... وبواسطة قاسم سلام مسئول حزب البعث في الشطر الشمالي أتجه عدد من المشائخ من مشرق صنعاء برئاسة الغادر بين الثلاثين والخمسين إلى حريب بيحان وقتلوا في كمين من تدبير حكومة سالمين... كان التراشق الإعلامي بين إذاعتي عدن وصنعاء في منتهى الحدة والتحريض ضد النظامين الاشتراكي في عدن والإسلامي في صنعاء لذلك أجمع معظم مشائخ الشطر الشمالي عام 1972م على القتال والثأر لمقتل أخوانهم على خلفية أجماع مجلس الشورى إعلان الوحدة بالقوة بين الشطرين وقد توجهوا بطريقة غير منظمة ورغم حكومة الإرياني اتجهوا إلى القتال ضد الشطر الجنوبي من قعطبة وتعز ومأرب والبيضاء وحريب كانت الاشتباكات عنيفة بين الأشقاء الذين كانوا صفاً واحداً للدفاع عن الثورة... وقد حدثت الهزيمة للمهاجمين من الشمال وعلى أثرها بدأت الوساطة من العراق والجامعة العربية التي استقبلت وفدين من الشطرين برئاسة محسن العيني رئيس مجلس الوزراء من الشمال ونظيرة علي ناصر محمد من الجنوب وكانت اتفاقية القاهرة البذرة الأولى لإقامة وحدة اندماجيه تذوب فيها الشخصية الدولية والقانونية لكل منهما في دولة واحدة وعلى أثرها وافقت قمة طرابلس نوفمبر 1972م التي أقرت الأسس العامة التي ستقوم عليها الدولة الموحدة ... 
يتبع الحلقة السادسة عشرة .

 

مواضيع ذات صلة :