البنوك بين الاستهلاك و التنمية

بــقــلــم / رداد الــشــامــي

خصائص البنك هو الدفع بحركة التنمية ولكن توجد هناك مفارقات كبيرة في أداء البنوك حيث ان المتابع لقضية الازمة المالية الحالية كان من احد اسبابها هي القروض الشخصيه التي كانت البنوك وبكل سخاء تصرفها للأشخاص بدون اي قيود معقدة و بدون عملية مطولة قد يستطيع الشخص ان يحصل علي قرض خلال يوم.
و المتابع لهذه القروض يجد انها تذهب في شراء المواد الاستهلاكية من سيارات و اثاث و غيره اوما يسمى بالتقسيط حيث ان هذه العملية قد ساهمت بنمو الشركات الكبيرة ولكن استطيع ان اقول ان هذا النمو هو نمو وهمي حيث سرعان ما اسدل الستار عن هذا النمو الوهمي في ظل الازمة المالية التي كشفت للشركات ان كل ما وصلت إليه من نمو كان بسبب التسهيلات البنكية ؛ لكن عندما فقدت هذة التسهيلات ادي الي تهديد كبريات الشركات بالافلاس .
و من هذا كلة نخلص الي ان كل ما تقدمة البنوك هو عبارة عن دعم للشركات و ارتفاع الطلب علي المواد الاستهلاكية و الترفيهيه ، لكن في المقابل نجد ان البنوك لا تساهم في عملية التنمية و ذلك من خلال عدم وجود برنامج تحفيزي و تسويقي لقروض المشاريع الصغيرة التي تساعد في بناءالتنمية وانخفاض البطالة و ان كان هناك خدمات من هذا القبيل فانك سوف تجدها من الامور المعقدة و تحتاج الي عملية مطولة جدا حيث ان الشخص لا يستطيع الحصول علي قرض لمشروعه الصغير الا بعد عناء كبير و لو ان البنوك ساعدت الاشخاص في دعم المشاريع الصغيرة لكان هناك دخل حقيقي للأشخاص و من هذا الدخل يستطيع شراء المواد الاستهلاكية و الترفيهية وبالتالي سوف يؤدي الي نمو حقيقي لدي الشركات الكبيرة لذا نجد ان البنوك تساعد الشخص علي ان يكون انسان مستهلك و ليس انسان منتج و كلنا يدرك عواقب هذه المشكلة ، و نستطيع ان نلخص الموضوع بالمعادلاة التالية
القروض و التسهلات الاستهلاكية = بطالة + استهلاك
القروض للمشاريع الصغيرة = عمالة + تنمية
لذا يجب علي البنوك ان تعيد النظر في هذه القضية و ان تدعم المشاريع الصغيرة التي يجمع علي انها من اهم مقومات اقتصاد الدول.

* باحث في ادارة و تطوير المشاريع الصغيرة