آراء وأقلام نُشر

تاريخ مصر والجزائر يقول : ( نعم للتهدئه .. لا للتعصب)

تضامنا مع حملة المثقفون المصريون و الجزائريون فقد قادت الجالية المصرية  في المملكة العربية السعودية حملة تحت عنوان " نعم للتهدئة و لا للتعصب " و قد اختارت يوم الانطلاق يوم عرفة لما يمثل لنا جميعا كأمة عربية مسلمة من قيمة كبيره ببث روح التسامح و المحبة بين الشعوب العربية و الإسلامية ، و كما أن العلاقات المصرية الجزائرية علاقات تاريخية و لا ترتبط بالعلاقات الدبلوماسية و التجارية فقط بل علاقات الشعبين علاقات دم وفقد بذل الشعبين الغالي و النفيس من اجل كليهما فلا اعتقد أن هذا التاريخ الحافل من العطاء و التكامل سيتزعزع من مباراة كره قدم و لا اعتقد حتى في هذه المباراة سيكون فيها احد خاسر بل سيكون المكسب حليف الجانبين لان في النهاية هي دوله عربية ستمثلنا جميعا و سنعتز بها و بانجازاتها .

وكان نص البيان الصادر من الجالية المصرية هي " في هذا اليوم العظيم.

وتزامنا مع حملة المثقفين المصريين والجزائريين وإحساساً منا بتجاور الأزمة للحدود المعقولة والتزاما منا تجاه ديننا وعروبتنا مصريتا فإننا ندعوكم للتوقيع معنا على نداء للقيادتين المصرية والجزائرية لتحكيم صوت العقل والمصلحة والتدخل لوقف هذا التدهور في العلاقات مع حفظ حق المتضررين"

والمتأمل لتاريخ العلاقات بين الشعبين نجده حافل بالتضحيات من الجانبين في على الصعيد المصري نجد أن عندما انطلقت الثورة الجزائرية في نوفمبر 1954 قد لاقت كامل دعم مصر التي كان عمر ثورتها سنتين و ثلاثة شهور و كان من أهم صور هذا الدعم تزويد الثورة بالسلاح و ذلك عن طريق تونس و المغرب التي كانتا استقالتان عن فرنسا في ذلك الوقت ، كما إن والوثائق التاريخية للعدوان الثلاثي على مصر يكشف أن السبب الرئيسي لخوض فرنسا غمار الحرب على مصر إلى جانب القوات البريطانية و الإسرائيلية يرجع إلى وقف المصدر الرئيسي للثورة الجزائرية للسلاح و ليس راجع فقط إلى تأميم الرئيس جمال عبد الناصر إلى قناة السويس ، و رغم ذلك ظلت مصر داعمة للثورة الجزائرية إلى أن نالت استقلالها في عام يونيو 1960، كما أن مصر استصدرت قرار من مجلس الأمن يقر بحق الجزائر في استقلالها عن فرنسا في عام 1960، و على الجانب الفني و الثقافي فقد قام الموسيقار محمد فوزي بتلحين النشيد الوطني الجزائري ، كما غنى الراحل عبد الحليم حافظ أغنية بعنوان " الجزائر" ، كما أنتجت السينما المصرية الملحة المشهور " جميلة بوحريد " والتي قامت بدورها الفنانة ماجدة . ولم تنكر الجزائر و الجزائريون دور مصر في استقلال الجزائر بل أكده الرئيس بوتفليقة أكثر من مرة .

كمان أن الاستثمارات المصرية في الجزائر متنوعة و متعددة فتواجد بها عدد من الشركات المصرية منها على سبيل المثال شركة المقاولون العرب و شركة ارسيكوم تليكوم و غيرها من الشركات والتي ضخ المستثمرين المصرين في الجزائر مليارات من الدولارات بغية المساهمة في عملية التنمية و إحداث تكامل عربي استراتيجي

وعلى الجانب الأخر فقد ظهر الدور الجزائري جليا في حرب أكتوبر 1973 حيث قام الرئيس الجزائري هواري بومدين بدورا بارز في عندما ساعد مصر في الحصول على الأسلحة من الاتحاد السوفيتي و يذكر له الموقف الشجاع عندما أعطى للسوفيتيين شيكا على بياض ليكتبوا فيها ما يردون و لم يغادر الاتحاد السوفيتي إلا عندما تأكد بوصول الأسلحة إلى مصر ،و يذكر أن الجزائر تعتبر ثاني دولة من حيث الدعم خلال حرب 1973 وحيث كانت إسهاماتها كالتالي : 96 دبابة ، 32 آلية مجنزرة ، 12 مدفع ميدان ، 16 مدفع مضاد للطيران الجوي ، سرب من طائرات ميج 21 سربان من طائرات ميج 17 ، سرب من طائرات سوخوي وبلغ مجموع الطائرات حوالي 50 طائرة ، أما التعداد البشري فقد بلغ 2115 جنديا و812 ضابط صف و192 ضابط العتاد. و قد ذكر الرئيس الراحل أنور السادات أن كلا من الملك عبد العزيز ملك المملكة العربية السعودية و الرئيس هوارى بومدين لهما دورا بارزا في حرب أكتوبر 1973.

و المتأمل لهذا التاريخ الحافل من العلاقات بين البلدين يجدا إن صوت العقل و الحكمة هو الغالب وانه لن تؤثر نتيجة مباراة في علاقة الود و المحبة بين الشعبين.

و إننا كلنا كشعبين شقيقين نعى جيد أن القيادتين الحاكمتين في البلدين لن ولم ترضيها هذا الكم من التطاول و التعدي على مكتسبات الشعبين وهدم كل هذا التاريخ لمجرد و جود حفنة غير مدركة للمعطيات التاريخية بين الشعبين فقدان الروح الرياضية في الجانبين و تغليب روح التعصب يحتاج تدخل العقلاء وإعطاء كل ذو حقق حقه ، و نأمل جميعا أن تأتى هذه الحملة بثمارها وان تتدخل الدولتين لوقف الأقلام المسمومة و المأجورة والتي تنفخ نارا لفتنة بغية تحقيق أهداف أعداء ألامه العربية والإسلامية

 


 

مواضيع ذات صلة :