آراء وأقلام نُشر

ماذا بعد المباركة الخليجية؟!

محمود الطاهربقدرة قادر.. وبأمر عجيب استطاعت بلادنا إقناع رؤساء الاتحادات الخليجية باعتماد اليمن رسميا ومباركتها لاحتضان خليجي 20 في محافظتي عدن، وأبين، وبالموعد الذي حدد خلال الفترة 22 نوفمبر -4 ديسمبر من العام 2010م.وبذلك أستطيع القول بأن التحدي ازداد صعوبة، والنجاح بات من المستحيل أن يتحقق، لا سيما وأن الزيارة الميدانية التي قام بها رؤساء الاتحادات الخليجية كانت عبارة عن تجوال تحصيل حاصل بعد تلك التقارير الكلامية المعدة مسبقا من جهات الاختصاص دون أن تحوي فيها أدلة صادقة باستعداد بلادنا لهذه الدورة الأهم خليجيا.
ولست أدري كيف أخمدت الثورة التصريحية التي قادتها البحرين حول عدم قدرة اليمن استضافة الحدث، وأنها مستعدة لنقله حتى يتم الحفاظ على نجاح الدورة.
سأعود مؤكدا إلى أن الدورة مهددة وبشدة بالفشل.. وأن ما قدم إلى الوفود الخليجية غير كاف وغير مقنع بضمان نجاح بلادنا في استضافة خليجي 20 لأسباب عدة.. منها، عدم وضوح الرؤيا لما وصلت إليه الجاهزية للملاعب التي ستقام عليها المنافسات، كانت تأكيدات المسئولين حول جاهزية المنشآت الأخرى التي لم يتم زيارتها بأمر مدبر متفاوتة وغير ثابتة حينها حددوا جاهزيتها بين شهري مارس ومايو من العام 2010م.
تم تخصيص منشآت جاهزة في عدن فقط لزيارتها، ومركز أمني ليستمعوا إلى محاضرة وهمية حول الاستعدادات الأمنية.
ولنفرض أن ما قالوه صحيحا.. فإن ذلك في عدن فقط، إذا وعلى ذمتهم فعدن جاهزة لاستضافة إحدى منافسات المجموعتين. وعليه فإن هناك مشكلة أخرى وهي التي جعلت المعنيين يعرقلون الزيارة الميدانية إلى محافظة أبين للتعرف على الاستعداد هناك، وعلى الأوضاع أمنيا.. وأقنعوا رؤساء الاتحادات الخليجية بالضرب على صدورهم أن كل شيء على ما يرام.
وبذلك اقتنع الأشقاء بأن اليمن قادرة على استضافة خليجي 20 في عدن وأبين.. لكني هنا أجزم أن الأمر غير ذلك البتة.. يا سادة.. يا أعزاء.. لست ممن يدعون إلى إفشال بلادنا.. ولست حاقدا على جزء من هذا الوطن.. وإنما أنا من المتخوفين من المستقبل الأمني المجهول.
فمحافظة موئل تنظيم القاعدة، والحاقدين على وحدة الوطن، لم يتم زيارتها من قبل الوفود الخليجية المتحرية عن استعداد اليمن لتنظيم دورة الخليج العربي الـ20 لكرة القدم، وهذا يجعلنا متخوفين من الأوضاع الأمنية هناك التي تزداد سوءاً يوما بعد آخر.
لقد نالت بلادنا الثقة والمباركة الخليجية.. لكن ماذا بعد؟. بالنسبة لعدن، فلنقل اللهم اجعله خير، ولكن محافظة أبين، لا نعلم كيف ستكون، ماذا لو تعرضت المنتخبات إلى أحداث مؤسفة من قبل الإرهابيين والحاقدين على الوطن والخارجين على القانون؟ كيف سيكون موقفنا نحن اليمانيين أمام الأشقاء؟ إنها مغامرة خطيرة جدا، فمن المفترض أن يكون هناك احتراز وقائي من المجهول، وتفادي ما قد يحدث من أحداث مؤسفة لا قدر الله، وتخصيص عدن وصنعاء لإقامة المنافسات، وكفى الله اليمن شر تلك الأحداث التي يصر مسئولو إعداد خليجي 20 على جر بلادنا إليها.

عن صحيفة الوسط اليمنية


 

مواضيع ذات صلة :