آراء وأقلام نُشر

مدراء خلف الكواليس..!!

كثيراً ما نسمع عن ذلك المدير الصارم الذي لا يتيح لموظفيه الفرصة للتعبير عن أرائهم ولا حتى المشاركة في اتخاذ بعض القرارات المصيرية التي تمس أعمالهم بالدرجة الأولى.

بلا شك من أن ذلك النوع من المدراء يشكلون مصدر كبير للإزعاج وبالذات للموظفين المبادرين والمتميزين في أعمالهم.

ولـكـــن:

في فترات ليست ببعيدة ظهر على واقع أعمالنا شكل أخر من أشكال الإدارة وهو ذلك المدير الذي لا يولي موظفيه أي اهتمام ولا حتى أدنى متابعة للأعمال التي يقومون بها بمعنى أن ذلك المدير هو مدير خلف الكواليس أو باللهجة الدارجة (لا يهش ولا ينش)، فكل ما يقوم بة هذا النوع من المدراء هو الابتسامة صباحاً لموظفيه قائلاً "صباح الخير" Good Morning ، بعدها يدخل كواليس مكتبة ولا يراه أحد سواء موظفيه أو عملائه حتى نهاية الدوام ، فتجده خارجاً منه مبتسماً قائلاً "أتمنى لكم يوماً سعيداً" have a nice day

وفي نهاية الشهر يطلب هذا المدير التقارير الشهرية من موظفيه ليتعرف من خلالها على ما قام بة الموظفين من أعمال طوال الشهر، فيقوم كل موظف بعمل تقرير عن عملة ، وهنا يأتي دور الموظفين أصحاب الخيال الواسع (المنافقين) لكتابة كل العبارات التي يحاولون من خلالها كسب ود المدير ورضاه وخاصة إذا كان ذلك المدير من الجنس اللطيف فمن السهل دغدغة مشاعرها بعبارات التعب والإرهاق وإنجاز العمل.

وعلى ذكر هذا النوع من الموظفين فلقد شاهدت تقريراً شهرياً لأحد الموظفين الذين يعملون في مجال خدمة العملاء في أحد المؤسسات ، وفي تقريره كتب بأنه يستغرق من الوقت ساعتين كاملتين لأخذ الورق من المخزن الذي لا يبعد عنه سوى مترين ، ووضعها في أله التصوير التي بجانبه.

"أي مدير أعمى هو ذلك المدير وأي استخفاف من قبل ذلك الموظف بعقلية مديرة".

نوع أخر من المدراء نشاهده في مؤسساتنا وشركاتنا وهو ذلك المدير الذي ينشغل عن مؤسسته أو شركته إما بسفر أو غيرة تاركاً زمام الأمور لمدير أخر تحت مسمى (تفويض السلطة) وبلا شك بأن ذلك المدير الجديد هو أقل خبرة من القديم ، فيقوم هذا الجديد بإصدار الأوامر والتوجيهات ظناً منه أنة قد إمتلك زمام الأمور ، في حين أن قراراته تلك لا تتعدى مكتبة لأنة وببساطة "مدير كرسي" فهو لا يستطيع صرف أي مبالغ أو حوافز للموظفين ولا يستطيع حتى إصدار الأوامر لشراء أبسط احتياجات شركته أو مؤسسته، وإذا أراد ذلك فلا بد علية أخذ الضوء الأخضر من أصحاب تلك الشركة أو المؤسسة لأنة وببساطة "مدير كرسي".

وبالمناسبة فإن المدير المسافر يظهر لنا نوع أخر من المدراء وهو ذلك المدير الذي يغيب عن مؤسسته أو شركته لأيام طويلة تاركاً الحبل على الغارب وعند عودته إلى شركته يقوم بإصدار قرارات مصيرية بالنسبة للموظفين كأن يصدر قرار بزيادة رواتب البعض من الموظفين تاركاً البعض الأخر منهم دون أدنى تقدير أو حافز، وسبب هذه المفارقة هنا هي أن المدير أعتمد على حاسته السادسة وهي الحاسة التي تخطأ دائماً في تقدير مثل هذه المواقف.

أخيراً عزيزي المدير:

تذكر بأن كل موظف في مؤسستك أو شركتك هو أمانه في عنقك تلك الأمانة التي تخلت عن حملها الجبال وتذكر ايضاً قول رسولنا الكريم صلى الله علية وسلم : ( أعطي الأجير حقه قبل أن يجف عرقه)..

 

*مدرب ومستشار إعلام وعلاقات عامة

mahfoodhfarhan@hotmail.com

 


 

مواضيع ذات صلة :