آراء وأقلام نُشر

لقاء الجماهير..

كثيرون هم أولئك الذين يشعرون بالخوف أثناء وقوفهم أمام الجمهور لإلقاء كلمة أو إبداء رأي أو غير ذلك ومهما اختلفت أسباب وقوفنا أمام الجمهور فإن الشيء المشترك الذي

قد نشعر به جميعاً هو حالة الخوف التي تلازمنا قبل وأثناء وقوفنا ، فسواء  كنت مديراً أو مدرساً أو وزيراً أو سفيراً أو قاضياً أو عضواً نيابياً أو طالباً أو حتى أباً وأماً في مجتمع أسرتهم الصغير ، بلا شك أنك ستحتاج لطرح رأيك بدون خوف من الجمهور، وقبل أن نتعرف كيفية التخلص من الخوف أمام الجمهور لا بد أن نعرف الحقائق التالية:
الحقيقة الأولى :
لست وحدك الذي يخاف من الحديث أمام الجمهور ، فجميعنا يشعر بالرهبة من الجمهور وجميعنا يخشى أن يقع في خطأ إمام الجمهور، وهذا شيء طبيعي لأن الإنسان بطبيعته يحب أن يكون الأفضل أمام الجميع ،وقد أثبتت دراسة أجريت على المجتمع الأمريكي أن الخوف يقع في المرتبة الأولى في المخاوف العشرة لدى المجتمع الأمريكي.
الحقيقة الثانية :
إن قدراً بسيطاً من الرهبة أمر مفيد ، فهي - أي الرهبة - شعور عادي في مجابهة التحديات غير العادية التي تظهر في بيئتنا ، ولذلك لا تقلق إذا لاحظت أن ضربات قلبك ودورة تنفسك قد أخذت تتسارع ، إذ أن جسدك المستعد دوماً للاستجابة للمؤثرات الخارجية يتأهب للعمل ، وما ذكرناه في مقال سابق من أن الله سبحانه وتعالى أنعم علينا بنعم كثيرة لا تعد ولا تحصى نتذكره اليوم  ، فلقد وهبنا الله مصدراً للطاقة يدفعنا للتصرف بعفوية وعقلانية في المواقف المختلفة وهذا المصدر هو هرمون الإدرينالين الذي يفرز بكميات كبيرة عند الإحساس بالخوف أو الرهبة ليحافظ على ثبات الجسم وراحته.
الحقيقة الثالثة:
إن الكثير من الذين يتعرضون للوقوف أمام الجمهور بشكل دائما يشعرون بالخوف في كل مرة يتعرضون فيها لذلك، فهو شعور دائم الحضور تقريباً قبل بدايتهم للحديث, وقد يستمر أثناء الجمل القليلة الأولى من الحديث.
الحقيقة الرابعة:
إن السبب الحقيقي لخوفك من الوقوف أمام الجمهور ناشئ ببساطة عن عدم تعودك على الحديث إلى الجمهور، فإذا أردت أن تتخلص من الخوف في أي موقف من المواقف في حياتك فلا بد عليك عزيزي القارئ أن تضع نفسك في ذلك الموقف وستجد نفسك بالتدريج قد أصبحت أفضل مما كنت علية سابقاً.
وسواء رضينا أم أبينا فإن الذين يحسنون الحديث أمام الجمهور، يعتبرهم الآخرون أكثر ذكاء ، وان لديهم مهارات قيادية متميزة عن غيرهم ، وأنهم صفوة المجتمع.
وإليك عزيز القارئ أهم الخطوات الواجب إتباعها للتخلص من الخوف أمام الجمهور:
أولاً الإعداد الجيد للموضوع والاستعداد له: وأعني به هنا التمكن من الموضوع وجمع المعلومات الكافية عنه من براهين وأدلة مؤيدة لوجهة نظرك فذلك سيساعدك كثيراً على إيصال ما تريده إلى الجمهور بكل سهولة ويسر.
ثانياً إهتم بمظهرك ونظافتك: فيجب عليك اختبار ملابسك بعناية وأن تكون هذه الملابس مريحة لك فلا ترتدي الملابس الضيقة التي قد تزعجك أثناء وقوفك أمام الجمهور،  وكذلك عليك الاهتمام بنظافة بدنك فكثيراً ما نجد أولئك المحاضرين الذين يصدرون رواح كريهة أثناء الإلقاء نتيجة لتعرقهم فإذا كنت كثير التعرق عليك أن تضع مزيلاً للعرق قبل وقوفك أمام الجمهور.
ثالثاً إعرف جمهورك: بمعنى أن يكون لديك معرفة بالمستوى التعليمي والثقافي لجمهورك وكذلك معرفة اهتماماتهم وميولهم حتى تتمكن من إيصال فكرتك بالشكل المطلوب دون الدخول في جدل معهم.
رابعاًً تميز عن غيرك: أي أن يكون لك أسلوبك الخاص في الحديث أمام الجمهور وطريقتك الخاصة في إقناعهم بعيداً عن تقليد الآخرين ، وهذا لا يعني عدم الاستفادة من تجارب الآخرين ولكن عدم التقليد الذي قد يعجل الجمهور ينظر إليك نظرة المقلد لا المبتكر.
خامساًً توكل على الله : تأكد أن الله لن يضيع اجر من أحسن عملا فعليك عزيزي القارئ أن تكون ثقتك بالله عالية ( ومن يتوكل على الله فهو حسبة)  ومن ثم ثقتك بنفسك وقدراتك وإمكاناتك.
سادساًً إبدأ بقوة : وما أقصده هنا هو أن تكون مقدمة حديثك قوية وشيقة وممتعة لأن الثلاث الدقائق الأولى في الحديث أمام الجمهور تعتبر من أهم الدقائق لأن تركز الجمهور فيها يكون مرتفع ،ولأن معظم الناس يقضون هذه الدقائق في النظر إلى المحاضر، والأهم من هذا وذاك أن الثلاث الدقائق الأولى هي من تعطي الانطباع الأول عنك ذلك الانطباع الذي يبقى وهو الفرصة الأفضل لكسب الجمهور.  

وتذكر أن: كل ما يستطيع عقلك تصوره تستطيع تنفيذه وعندما تصر على شيء تحصل عليه ، فالحياة مليئة بالحجارة فلا تتعثر بها ، بل اجمعها لتبني بها سلماً تصعد به نحو النجاح....

* مدرب ومستشار إعلام وعلاقات عامة

 


 

مواضيع ذات صلة :