آراء وأقلام نُشر

الرياضة أصبحت معدلة إقتصادية ليست مكتملة المعالم في العالم العربي..!!

لم تعد الرياضة في دول العالم اجمع مجرد رياضة ترفهيه تبنى على ممارسة هواية وإشباع رغبات في النفوس و تفريغ الطاقات المكبوتة لدى الشباب في الجري وراء كره مستديرة بل باتت هذه الرياضة تمثل قيمة اقتصادية مكتملة الأركان وأصبحت سلعة رائجة اخترقت كافه الأسواق سواء إن كان ذلك في الدول الفقيرة أو الغنية منها ، كما أنها تحولت من حيز الهوية و الترفيه إلى حيز الاحتراف و الممارسة ويرجع ذلك إلى هذا الشغف والولع لجميع شعوب البسيطة بكوره القدم وأصبحت اللعبة الأكثر شعبية على مستوى العالم .

ويذكر أن كره القدم البرازيلية تسهم بنحو خمسة في المائة من اجمالى الدخل فتعتبر البرازيل اكبر دول العالم تصديرا للاعبين فقد بلغ عدد اللاعبين البرازيليين المحترفين في عام 2008 ما يقارب إلف مائتين لاعب وليصبح اجمالى عدد للاعبين البرازيليين المحترفين خارج البرازيل ما يزيد عن عشرون إلف لاعب يدر دخلا ما يتخطى سبعة عشر مليار دولار سنويا لتصبح البرازيل من اقوي عشر اقتصاديات في العالم وتتخطى دولة مثل كورية الجنوبية اقتصاديا كما أن الأندية البرازيلية تعد من اغني أندية في العالم حيث يتخطى اجمالى إرباحهم السنوية ما يتخطى مائة وسبعون مليون دولا سنويا .

كما يذكر أن آخر إحصائيات حديثة لمكتب التحليلات الاقتصادية الأمريكية، أن حجم الدخل السنوي لقطاع الرياضة مقارنةً بالقطاعات الأخرى بلغ مائتين وثلاثون مليار دولار أمريكي. مما يعنى انه أصبح يعادل ضعف قطاع صناعة السيارات، وأكبر حجماً من قطاع المرافق العامة والزراعة، ويساوي سبعة أضعاف قطاع السينما والإنتاج السينمائي، و المتمثلة في الإعلانات والتي شملت البث التلفزيوني، حقوق البث، والإذاعة واللوحة الإعلانية بلغت قيمتها واحد وسبعون ونصف مليار دولار، كما بلغت عائدات الملابس والمعدات وترخيص البضائع والمنتجات قيمتها ستة وثمانون مليار دولار وتذاكر المباريات ونفقات السفر والإقامة بلغت قيمتها أربعة وستون مليار دولار و النشر والمطبوعات فقد بلغت القيمة الإجمالية لها أربعة مليارات دولار و عائدات رسوم الاشتراك بلغت قيمتها أربعة ونصف مليار دولار.

كما يعد نادي منشتر يونايتد من اغني أندية العالم برأسمال بلغ ثمانمائة مليون يورو؛ وبمراجعة هذه القيم و إعادة قراءتها و ترجمتها في واقعنا العربي و محاوله المقارنة بين الموجودات الرياضية العربية وما تدره من إرباح سواء من هيئات و منتخبات وأندية و مخرجاتها من منتجات رياضية متثلمة في لعيبه و لقاءات و مجلات و إعلانات و خلافة نجد أن قلة قليلة جدا من هذه الأندية التي تحقق فائض في ميزانيتها و الغالبية العظمة لا تتبنى الفكر الاقتصادي التخطيطي ضمن أولويتها بل تعتمد على الدعم و المساندة سواء من قطاع رجال الإعمال أو قطاعات الدولة فبذلك تمثل هذه الهيئات الرياضية عبء كبير على الموازنات العامة للدول العربية و تعد من كبريات هيئات الدول تحقيقا لخسائر يحملها و يقودها الفكر العشوائي العقيم المعتمد على أناس لا يملكون الآلية و الحرفية الإدارية لقياده مثل تلك المؤسسات و الهيئات.

مستشار مالي و باحث اقتصادي

ahmeedsherif@yahoo.com


 


 

مواضيع ذات صلة :