آراء وأقلام نُشر

بنوك غزة تغيض الاحتلال الإسرائيلي.. لهذا السبب!!

يكن الاحتلال الإسرائيلي لبنوك غزة كرها عميقا متراكما لدورها في التنمية في فلسطين

بنوك غزة تغيض الاحتلال الإسرائيلي.. لهذا السبب!!

يدرك جيش الاحتلال جيدا حساسية قطاع البنوك وأهميته لأي اقتصاد وطني، فالبنوك هي الممول الأول لمعظم مشروعات التنمية في أي دولة وفي مقدمتها المصانع ومشروعات البنية التحتية من مياه وكهرباء وطرق و"كباري" وصرف صحي واتصالات وغيرها.

والبنوك هي التي تساعد الحكومات في سد بنود مهمة مثل الرواتب والأجور وكلفة الدين العام وتغطية عجز الموازنة وتوفير النقد الأجنبي لتمويل شراء سلع رئيسية من الخارج مثل القمح والأغذية والسلاح والوقود والدواء ومستلزمات الإنتاج والسلع الوسيطة وقطع الغيار وغيرها.

وهي التي تدير أموال المجتمع وتحافظ عليه من مخاطر السرقة والتضخم وتذبذب سوق الصرف وتقلبات الأسواق والأزمات المالية، والبنوك تتولى أيضا إدارة الاستثمارات والمدخرات الخاصة نيابة عن هؤلاء الأفراد الذين لا يملكون الخبرة الكافية والمغامرة وربما الوقت.

وبسبب هذه الأهمية كانت بنوك غزة هدفا رئيسيا لقذائف وصواريخ جيش الاحتلال سواء في الحرب الحالية على القطاع، أو في الحروب والاعتداءات التي سبقتها ومنها حرب 2014 الشهيرة.

وخلال الحرب الحالية على غزة دمرت قوات الاحتلال عددا من البنوك والبريد والمؤسسات المالية العاملة في قطاع غزة ومنها: مقرات البنك الوطني الإسلامي في خان يونس والبريج، وبنك "الإنتاج" الفلسطيني في القطاع، حيث قصفت مقاتلات إسرائيلية مقر هذا البنك المجاور لمستشفى الشفاه، أكبر مستشفى في غزة، مما أسفر عن تدميره بالكامل وإلحاق أضرار جسيمة بمنازل المواطنين المجاورة، واندلاع حريق ضخم في المكان.

وبنك "الإنتاج" يعد صاحب النصيب الأكبر من هجمات الاحتلال والتدمير باعتباره أحد البنوك الفلسطينية التي تم تأسيسها في قطاع غزة في العام 2013، وثاني البنوك التي تنشأ في القطاع، عقب سيطرة حماس عليه، في صيف 2007.

ولا يخضع البنك لرقابة سلطة النقد الفلسطينية "البنك المركزي"، بل تديره مباشرة حركة "حماس" ويتم من خلاله تمويل احتياجات القطاع المالية، مع التركيز على المشاريع المتوسطة والصغيرة ذات المخاطرة، في مختلف القطاعات السياحية والتعليمية والزراعية والصناعية والتكنولوجية.

وقبل أيام، قصفت الطائرات الإسرائيلية مقر البنك الوطني الإسلامي بحي الرمال في المدينة (وسط مدينة غزة)، كما شنت عشرات الغارات على مؤسسات مالية أخرى من ضمنها قصف 3 مقرات لبنوك محلية.

ونشر حساب "إسرائيل بالعربية"، على موقع "تويتر" منذ أيام، فيديو قال إنه يظهر تدمير أحد البنوك الموجودة في قطاع غزة.

ويظهر في الفيديو دمار هائل وأعمدة دخان تتصاعد بعد قصف إحدى البنايات. وكتب الحساب معلقا: "هكذا تهاوى البنك الإسلامي في غزة، الذي يمول الإرهاب"، على حد زعمه.

تكرر المشهد في حرب 2014، حيث قصف جيش الاحتلال مقرات عدة بنوك فلسطينية منها مقر البنك الوطني الإسلامي الذي قصفته بثلاثة صواريخ، ما أدى لإلحاق أضرار جسيمة به، كما تعرض المقر الرئيسي للبنك لقصف عنيف في شهر نوفمبر 2012.

الاحتلال يستهدف بنوك غزة باعتبارها رمزاً للصمود المالي للمقاومة، وعدم لجوء القطاع للاقتراض الخارجي، وبالتالي تفادي الخضوع لابتزاز الاحتلال وداعميه الدوليين ومعهم المؤسسات المالية الدولية وفي المقدمة صندوق النقد الدولي.

وكما استهدف الاحتلال مقرات الإعلام داخل قطاع غزة كي لا يرى العالم جرائم الحرب والهمجية التي يرتكبها، فإنه استهدف البنوك ظناً منه أن اختفاءها يخلق ضائقة مالية شديدة داخل القطاع تضغط على "حماس" والمواطن الغزاوي، ولا تمكن المقاومة من شراء السلاح الذي يكسر جبروت جيش الاحتلال وهمجيته.

 

وكما سرق الاحتلال الإسرائيلي الأراضي العربية ونهبها وطرد أهلها الأصليين منها، لمَ لا يسرق وينهب البنوك ويعتدي على المؤسسات المالية الفلسطينية، وقبلها يعتدي على الحجر ويقتل البشر ويحرق غزة؟

 

العربي الجديد- مصطفى عبد السلام


 

مواضيع ذات صلة :