آراء وأقلام نُشر

إدارة الثروات المالية سيحكمها نظام هجين

لسنوات عديدة عُرفت إدارة الثروات بأنها متحفظة وسرية مدفوعة بالعلاقة المباشرة بين العميل ومستشار إدارة الثروات، إلا أن المستشار الآلي أصبح أمرا شائعا مع ميزة انخفاض التكاليف المالية والتواصل معه على مدار الساعة.

إدارة الثروات المالية سيحكمها نظام هجين



وقال تقرير على «أرابيان بزنس» إن التحول السريع في تفضيلات عملاء الخدمات المالية محكوم بالجمع بين تكلفة منخفضة للخدمات المالية وإمكانية التواصل الدائم القائم على التكنولوجيا، مع خبرة المستشار البشري في التعامل مع المجالات الاستثمارية الأكثر تعقيدا، لافتا إلى أن هذا الجمع يمكن تقديمه من خلال ما بات يعرف بنظام الاستشارات المالية الهجينة، التي تجمع بين المستشار التقليدي (البشري) والروبوت.

وذكر التقرير أن صناعة الخدمات المالية شهدت تحولا رقميا سريعا منذ ظهور جائحة كورونا ما أحدث تغييرا جوهريا في الطرق التي يتفاعل معها المستشارون الماليون مع عملائهم، مضيفا أنه رغم الجائحة لم تتغير أساسيات الصناعة إلا أنها خلقت ضغوطا على مديري الثروات لاستكشاف نماذج مبتكرة لخدمة عملائهم.

ونُقل عن الرئيس الإقليمي لإدارة الثروات في بنك «اتش اس بي سي»، بسيط سعيد قوله: «أدى التحول الرقمي إلى اعتماد العديد من الأدوات المتطورة لتعزيز النهج التقليدي لإدارة الثروات أو حتى إلى استبدالها بأدوات متطورة من خلال مجموعة متطورة ومتنوعة من الأدوات التكنولوجية لتعزيز تجربة العملاء ومستشاري الثروات».

وأضاف: «إن أزمة كورونا أتاحت فرصة ذهبية لمديري الثروات للانتقال إلى نموذج هجين للاستشارات المالية، وأصبح هذا النموذج أكثر قبولا لتبنيه بسهولة من قبل مديري الثروات والعملاء على حد سواء»، مضيفا «لقد قام مديرو الثروات الناجحين بدمج مستويات مرتفعة جدا من الرقمنة بخدماتهم، سواء من خلال تطوير المساعدة الآلية للعملاء أو تحسين إدارة المحافظ وعملية إعداد التقارير».

وزاد التقرير: «كما أن النصائح التي يتم تقديمها من الروبوت غالبا ما تمنح العملاء الذين يفضلون خدمات استثمارية أبسط، إمكانية الوصول إلى خدمات أساسية لإدارة الثروات، علما أن كل ذلك يتم بتكاليف منخفضة نسبيا وقدرة مرتفعة على الخدمة الذاتية وغالبا ما تفضل الفئات السكانية الشابة هذا النموذج».

وضع دول الخليج

وذكر «ارابيان بزنس» أن منطقة الشرق الأوسط تشتهر بامتلاكها واحدة من أغلى صناعات الخدمات المالية وأعلاها عالميا، وذلك من خلال خدمات إدارة الثروات التي تلبي بشكل أساسي أصحاب الثروات الفائقة والأثرياء.

وأكد أن دول الخليج في وضع جيد لتعزيز تطوير الخدمات والاستشارات المالية الآلية، مشيرا إلى أن النموذج الهجين للخدمات المالية ليس مفيدا فقط للعملاء ولكن لمديري الثروات أيضا، من خلال أتمتة المعاملات المالية الروتينية وإمكانية إدارة المزيد من ثروات لعملاء أكثر مع إيجاد الوقت اللازم لتقديم المشورة المالية البشرية التي يطلبها العملاء.

وتابع التقرير: «كما أن تبني مديري الثروات للقدرات الرقمية ستجذب عملاء من فئة عمرية شابة وبارعة بالتكنولوجيا وفئات قد لا يمتلكون أصولا كبيرة الآن، ولكن لديهم امكانات كبيرة لكسب الأموال وقد يرثون ثروات ضخمة من الفئات العمرية الأكبر».

وأوضح أن مديري الثروات يحتاجون حاليا إلى التفكير في تغيير قاعدة عملائهم الذين يضعون سرعة أداء المعاملات والعمل وكفاءة التكاليف في صميم مطالبهم. لذلك، فإن نهج إدارة الثروات الهجين أصبح أمرا ضروريا لجذب جيل الشباب من مديري الثروات.

لكن «ارابيان بزنس» افترض أن هناك أمورا لا تزال غير مفهومة قد تشوب النموذج الهجين لإدارة الثروات، مبينا أن إدارة الثروات الرقمية يتم تبنيها ببطء لكن بثبات، ويتطلع المستشارون الماليون حول العالم إلى الاستفادة من الرقمنة في أعمالهم للاستفادة منها لتقوية العلاقات مع عملائهم، بدلا من اعتباره تهديدا لأعمالهم.

القبس- *حسام علم الدين


 

مواضيع ذات صلة :