آراء وأقلام نُشر

عمل تعاوني غير مسبوق

عبدالقوي العديني

هذا المقال بعيدا عن عملي بالصحافة الاقتصادية، وبعيدا عن مجال الاستثمار ولغة الربح والخسارة، وعن الأخبار الاقتصادية المتعلقة بنشاط القطاع العام أو الخاص، هو أهم من ذلك بالنسبة لي لأنه يتحدث عن العمل التعاوني وعن  عزلة شلف في العدين، بلادي التي أنتمي اليها.

سأتحدث لتشجيع المبادرات الاجتماعية، وتلبية لرغبة بعض الأصدقاء لتسليط الضوء على عمل تعاوني ناجح ومثمر وخلاق، بطله الأول المغتربين من أبناء المربع الغربي لمحافظة إب والتي تقع فيها اهم ثلاث عزل بمديرية العدين هي: السارة وشلف والعمارنة، وفضلا عن ذلك كله سأتحدث لأنها بلادي الحبيبة.. سلاما عليها:

 "سلاما كلها أيامي الأولى".

إليكم قصة ملهم الشباب والمغتربين من أبناء المنطقة وهم يسطرون عملا تعاونيا غير مسبوق..!!

اندهشت كثيرا من العمل ومن حجم الإنجاز، وأنا أشاهد توثيقا متلفزا لسلسلة طرق أنجزت على أرض الواقع في بعض العزل التابعة لمديرية العدين خلال  السنوات الثلاث الأخيرة، في الوقت الذي يغيب فيه دور السلطة المحلية غيابا تاما، ربما لانشغال السلطة المحلية وربما بسبب توقف البرامج الاستثمارية والتنموية في موازنة الدولة، وربما لأن المحافظ الشيخ عبدالواحد صلاح لم يفكر  زيارة شلف ولم يرد في خاطره حتى القيام بزيارة تفقدية للمساهمة ولو بمتر يحسن مبادرة المغتربين ويوسع مبادرة رصف الطريق من 3,50م إلى 4,50 متر!!!

ولاعتماد متر واحد من المحافظ لتوسعة عرض طريق المشروع، اقترح على الأعيان دعوته لزيارة عزل شلف العمارنة كمساهمة من الدولة، أو  كمنحة مساندة ثانوية للمبادرة المجتمعية، ولعل المحافظ، إن قام بزيارة هذه المناطق التي تتبع محافظة إب وليس محافظة أخرى؛ سيدرك بأن المنطقة بحاجة لمدرسة فنية وكلية مجتمع، ولأبسط الخدمات الأساسية التي ما زالت غائبة والبلاد محرومة منها، وبغض النظر عن الوضع والمعترك الراهن الذي تعيشه الدولة فإن هذه البلاد لا تعفى من واجباتها، وأقل ما يمكن تقديمه الاهتمام الرسمي لتشجيع المبادرات وتقديم التسهيلات المتاحة والممكنة من خلال تيسير وتسهيل الوصول لمنح المنظمات وبرامج الصندوق الاجتماعي والقيام بما يمكن تقديمه للمواطنين في مديريات ونواحي المحافظة.

بكل الأحوال، العمل التعاوني في شلف العمارنة يقوم بدور السلطة المحلية، ويسجل قصة نجاح مشرفة لرصف الطريق العام لشلف، بطلها المغترب  ناصر المجيدي واصدقاؤه، كما ترسخ وصف مبادرتهم منذ انطلاقتها، إلى جانب أبرز شباب عزلة شلف والأيوان المغتربين، والعزل المجاورة (العمارنة والسارة).

حقيقة تعجز الكلمات عن وصف عملهم الذي ينجز ويتحقق، ليس لأهمية المشروع فحسب إنما لأن المغتربين يقتطعون مرتباتهم وقوت أطفالهم لرصف الطريق وإنهاء معاناة أسرهم.

هم الآن ماضون في رسم أجمل لوحة تعاونية وتنموية فريدة؛ يتسابقون في الخيرات، وقد جمعهم هدف واحد، رصف الطريق العام، وطرق فرعية... بجهودهم الذاتية.

يستحقون بجدارة، ان نطلق عليهم رواد العمل التعاوني، وصناع قصة نجاح ملهمة وغير مسبوقة في المنطقة، وربما على مستوى المحافظات اليمنية.

شباب شلف والايوان، السارة والعمارنة، اثبتوا أنه لا شيء يبدو مستحيلا عندما تتوحد الأيادي والهمم  وقد صنعوا الفارق في نقيل :المسجدين"، ونقيل "العبري"، وهي أشرس الطرق الجبلية الوعرة بجبال العدين، التي طوعت وعبدت ورصفت حتى الآن.

ها هم الآن ومجددا يضعون حدا للمعاناة بترويض وعورة بقية الطرق، التي كانت أشبه بقطعة من الجحيم والمعاناة اليومية للسكان الذين لا يحلو لهم إلا أن يشيدوا بيوتهم ومساكنهم في أعالي الجبال.

ما أجمل الهمم وما أنبلها عندما تكون موحدة وتعمل على قلب رجل واحد، ولو استمر العمل التعاوني في العدين وفي غيرها من مديريات محافظة إب، كما هي عليه الآن لأصبحت الدنيا بخير.

أمام هذا كله ليس بوسعنا إلا أن نقول بورك فيكم من رجال حول المشروع، تعملون بصمت ونكران للذات، لأن غايتكم تحقيق المصلحة العامة،  وإنجاز عمل يسهم في تخفيف معاناة الناس في هذه المنطقة، التي تربط بين محافظتين، يسكنهما  عشرات الآلاف.

وأمام الجهود التي تبذل الآن، نحيي أولا المغتربون الذين عملوا وشاركوا برصف أشرس العقاب وأكثرها وعورة، وكان لهم السبق في هذا العمل.

وتحية لكل عقال وأعيان شلف، وهم يعملون على قضاء حوائج الناس ومباركة ودعم كل المبادرات، وبصماتهم مشهودة.

الشيخ علي قائد مرشد الطاهري واحد من أهم الشخصيات الاجتماعية التي تستحق هذه الإشادة، كونه واحدا من المتابعين لإنجاح مبادرة رصف طريق شلف، فبوريك فيه وبجهوده الداعمة للمشروع.

سلاماً للوجوه السمراء المتجعدة من مرارة الحياة، سلاماً لجهودكم التي تبذل كثيراً كي تدافع عن قضايا الناس وتقضي حوائجهم..

بورك في إخواننا وأبنائنا المغتربين أصحاب العزيمة والخطوة الأولى..

بورك بالعشرات من أبرز الأسماء النشطين، من قرى شلف؛ البرحين والمبتع والجرار ودي معيد بقراها ووديانها وجبالها والظهرة والعزلة، والايوان..

بورك بجهود الجميع..

سلاما لكل قرية وبيت انجبتكم، وزرعت فيكم عمل الخير والواجب، لتردون لها الجميل في أصعب الظروف التي يمر بها الوطن.

لكل جهودكم التي تسطرونها برعاية ومباركة وتشجيع كبار وعقال ووجهاء شلف، في مقدمتهم عميد شلف وواجهتها الاجتماعية الأستاذ عبدالله عبدالوهاب، والاستاذ القدير  حسن العديني، والشيخ محمد عبدالكريم الشلفي، والقاضي "عبدالرحمن عبده يحي شرف الشلفي، والشيخ أحمد ناجي الحميري الشلفي، والدكتور أحمد فرحان الذيفاني والصهير والمحاميان الأستاذ احمد الشلفي والأستاذ عبدالكافي الشلفي والأستاذ أحمد عبده دبوان والأستاذ العزيز علي عبده لطف، والأستاذ الفاضل عبدالعزيز عبدالغني، والدكتور عبدالعزيز عبدالكريم، والأخ عبد الحافظ الموفق  ... ولشباب الإيوان وفي مقدمتهم الأخ والزميل العزيز عبدالرقيب القدح، وكذلك الذغبور الجمل، وأحمد نصر، و"عبدالواحد الذيفاني، وأبناء المرحوم عبدالله عبده علي الذيفاني، وأولاد الشيخ أحمد مهيوب هزاع، والكثير من الأسماء التي تميزت بحضورها ونشاطها في هذه المبادرات الاجتماعية، ودعم المشاريع الخيرية في المنطقة من قبل المرحوم " الفقيه" رجل البر والاحسان الذي خدم ابناء المنطقة، وتواصلت أعماله الخيرية من خلال نجله احمد الفقيه، ومازالت في المقدمة عبر نجليه  أحمد وعبدالملك وابن أخويه؛ فيصل قاسم مرشد، ونشوان عبدالكريم، الذين لن يتوانون في دعم مشروع الطريق وكل المشاريع التنموية التي تخدم المنطقة.

 وإلى جانبهم أبرز الشخصيات المؤثرة والمحبة للأعمال الخيرية، في مقدمتهم المهندس عارف الشجاع وهو أفضل من يمثل دائرة العدين، والمهندس نجيب محمد عبدالله، والمهندس إبراهيم العديني، والأستاذ نبيل لطف،  والأخ العزيز محمد عبده اليماني الحميدي، وعبدالقادر محمد علي الحميدي أبو بشار، وعبدالواحد لطف الحميري، الذي كان له دور فاعل في دعم نقيل المسجدين، وكذلك الصديق العزيز الأستاذ محمد علاية، والإخوة الأعزاء أبناء المرحوم عبدالله عبده بن غالب  والصهير طاهر الشجاع، وعبدالرحمن محمد سيف وفتحي عبدالفتاح الحميدي؛ وغيرهم تعتز بهم شلف والعمارنة والسارة، وتثق بدورهم في دعم مشروع رصف طريق شلف، ومشروع مؤسسة بذور الأمل التنموية لدعم التعليم كمشروع مستقبلي.

تحية لرجال الميدان ولصوت المشروع الذين يصولون ويجولون بدءا من رصف طريق بعض العقاب الوعرة في طريق نقيل "الشعب"،  ومازالوا يعملون حتى هذه اللحظة، في مقدمتهم الشيخ أحمد ناجي الشلفي، وهو يوثق يوميات العمل ويحث الناس على المساهمة والمشاركة، ويجمعهم على كلمة سواء، وكان أول من دشن رصف الطرق الوعرة في نقيل "الشعب".

وتحية للأخ محمد الجبلي، والشيخ علي أحمد، الذين كان لهم قصب السبق في تنفيذ عقبة "عبدالكريم الرنجول" رحمة الله عليه، بمشاركة مجتمعية فاعلة من الجميع ومن المغتربين تحديدا في مقدمتهم الأخ نشوان الرنجول.

تحية للأذرع المساندة من العزل المجاورة لرصف طريق شلف ممثلة بالشيخ محمد هزاع والأستاذ رشيد الحداد والشيخ صدام الحميدي واخوالنا الكرام الشيخ صادق سريع الحداد وفؤاد مهدي وتفاعلهم المشرف لدعم مشروع رصف طريق شلف كونه يمثل مركز العزل وطريق حيوي يربط بين محافظتين ومنه وإليه تتفرع الطرق إلى العزل المجاورة، وللإعلاميين ونشطاء مواقع التواصل، صادق الحميدي وأمين الشلفي، ومحمد الشلفي، وأكرم محمد عبدالعزيز الحذيفي، وعبدالقوي العمراني.

تحية خاصة لإخواني الأعزاء "عبدالفتاح" و "جابر" والاعلامي الهمام "زايد" قلم المشروع المؤثر، ولأولاد العم جميعا في مقدمتهم جمال الطاهر وفؤاد الطاهر، وجميع الأهل والأصدقاء بشلف والسارة والعمارنة، وهم يبذلون جهودهم وينشطون بفاعلية، كل في مجاله للإسهام في إنجاح هذا المشروع الخلاق؛ امتنانا وحبا وواجب.

لا ننسى، رجل الخير الأول الشيخ على أحمد محمد يحي الحميري حكيم شلف، المحب والمحبوب من الجميع، والذي كان في مقدمة الصفوف قبل أن يحبسه المرض ويقعده عن إكمال واجبه الذي بدأ به للمساهمة في خدمة البلاد، سائلين الله أن يمده بالعافية والشفاء إنه سميع مجيب.

ختاما: نشد على أيديكم جميعا، وأنتم ترصفون الطريق العام لشلف لترويض المستحيل ليصبح طريقا آمنا بجهودكم التي استمديتم عزيمتها من شراسة جبال "زهقان" وشموخ "زلمان" ومن إرادة جبال شلف.

تلك الجبال الشامخة التي ترتفع إرادتها في عنان السماء، وتطل على باب المندب، وهي تستحضر دورها والمكانة التي تليق بها، كمركز إداري هام لمديريات العدين وبعض مديريات تعز شرقا.

للأسف لم نشارك بهذا العمل من البداية بالشكل الذي يتوجب علينا القيام به، ولكن أن تصل متأخرا خير من أن لا تصل... وسنعمل كل ما بوسعنا القيام به لإنجاح هذا العمل التنموي المهم والضروري للمنطقة.

تحية لملهم الشباب ومحرك العمل التعاوني الذي يسطر مع أصدقائه المغتربين من أبناء العزل الثلاث؛ شلف،العمارنة،السارة قصة نجاح ستبدو شامخة أمام أجيال، وكثمرة من ثمار مدرسة الفوز واللبنات التنموية الأولى التي أسسها الأستاذ عبدالله عبدالوهاب الشلفي امد الله في عمره وجزاه عنا خير الجزاء.

والسلام عليكم جميعا، بكم ومنكم وفيكم وإليكم.

عمل تعاوني غير مسبوق

 

مواضيع ذات صلة :