اقتصاد عالمي نُشر

خبراء: بهذه الطرق سيتعافى بها الاقتصاد العالمي من جائحة كورونا

كبدت جائحة كورونا اقتصادات العالم خسائر فادحة، الأمر الذي جعل خبراء الاقتصاد العالمي يبحثون عن أهم الطرق التي سيتعافى بها الاقتصاد العالمي من هذه الجائحة.
وعادة ما تتخذ عملية التعافي الاقتصادي أحد 5 أشكال، وهي الأحرف "إل L" و"يو  U" و"دبليو W"، و"في V" وأحيانا شكل الحرف "زد Z". وقد تم استجواب أكثر من 600 مدير تنفيذي من كافة أنحاء العالم، وقد توقع 42% منهم أن التعافي سيتخذ الشكل "يو U".
تقول الكاتبة إيمان غوش، في تقرير نشره موقع "ورلد إيكنوميك فورم"، إن ردود هؤلاء المديرين التنفيذيين جاءت مختلفة ومتناقضة بحسب المناطق التي يأتون منها، حيث إن 26% فقط من المديرين اليابانيين يساندون هذا الاعتقاد.
وكلما مر الاقتصاد بمطبات وفترات غموض، تختلف التوقعات بين متشائم ومتفائل بشأن احتمالات تعافيه واستعادة نشاطه. وهذه الحال نفسها تنطبق الآن على أصحاب القرار في المجال الاقتصادي ونحن نسير في قلب عاصفة فيروس كورونا.
ويتخذ التعافي الاقتصادي بشكل عام العديد من الأشكال، ولكل منها دلالات ومعان. وبشكل عام هنالك 4 سيناريوهات تعتبر الأكثر ترجيحا، بناء على آراء مجموعة كبيرة من المديرين التنفيذيين من كافة أنحاء العالم.
شكل L:
هذا السيناريو يتضمن هبوطا حادا في الاقتصاد يعقبه فترة تعاف بطيء. ويتسم في الغالب بتواصل أزمة البطالة وشح الوظائف، كما يستغرق عدة سنوات لاستعادة مستويات ما قبل الأزمة.
شكل U:
هذا السيناريو يتسم بتواصل الركود الاقتصادي لعدة فصول، وقد يصل الأمر إلى سنتين من الانكماش قبل أن تحدث انفراجة نسبية وتعود المؤشرات الاقتصادية للتوجه نحو القمة.
شكل W:
هذا السيناريو يقدم وعودا براقة بشأن التعافي، ثم ينغمس مجددا في التدهور ليتمكن في النهاية من تحقيق التعافي التام في فترة تصل إلى سنتين. ويشار إلى هذا السيناريو بعبارة "الأزمة الثنائية"، وهو ما حصل تماما في ثمانينيات القرن الماضي.
شكل V:
هذا السيناريو يمثل أفضل الفرضيات، ويشير إلى أن التدهور الحاد في الاقتصاد سوف يعقبه بشكل فوري تعاف سريع وعودة إلى أرقام الانتعاش الاقتصادي المسجلة، وذلك خلال فترة لا تتجاوز العام الواحد، مستفيدا من الإجراءات الاقتصادية وإنفاق المستهلكين.
وهنالك سيناريو آخر لم يتم ذكره، وهو عملية التعافي على شكل Z، والذي يتميز بثورة بعد ركود الطلب، إلا أن هذا السيناريو لا يتماشى مع وضعية أزمة فيروس كورونا التي يعيشها العالم حاليا، وهو يعتبر أكثر تفاؤلا من سيناريو الشكل V.
وتشير الكاتبة إلى أن الأمر يختلف بحسب الشخص الذي يوجه له السؤال، ولكن يبدو أن المشاعر بشأن التعافي في مرحلة ما بعد فيروس كورونا تبدو متباينة بشكل حاد.
كيف ينظر المديرون لفرضيات التعافي؟
قام مركز "ذي كونفرنس بورد" للدراسات التجارية والاقتصادية باستجواب أكثر من 600 مدير تنفيذي في جميع أنحاء العالم، لمعرفة ما يشعرون به حيال الاحتمالات والتوقعات بشأن سيناريو التعافي الذي يبدو أنه سيتحقق في المستقبل القريب.
وعبر 42% من المديرين التنفيذيين بأن التعافي الاقتصادي سوف يتخذ شكل الحرف U، معتقدين أن الاقتصاد سوف يحقق تعافيا بطيئا في الربع الثالث من 2020، وهذه تعد نظرة متفائلة قليلا.
ولكن بحسب الكاتبة فإن الجغرافيا تبدو مؤثرة على آراء هؤلاء المديرين وتوقعاتهم بشأن سرعة وسيناريوهات عودة الاقتصاد إلى حالته الطبيعية، إذ إن أكثر من نصف المديرين في أوروبا (55%) يعتقدون بإمكانية حدوث سيناريو حرف U، وهي نسبة أعلى من المعدل العالمي.
وقد يكون سبب هذا الاعتقاد أن بؤر تفشي فيروس كورونا انتقلت في الفترة الأخيرة إلى مناطق أخرى خارج القارة العجوز، مثل الولايات المتحدة والهند والبرازيل.
وفي اليابان والولايات المتحدة، يتوقع 22% من المديرين التنفيذيين حدوث موجة ركود ثانية، وهو ما يعني أن النشاط الاقتصادي العالمي سوف يتخذ الحرف W. وقد عانى هذان البلدان من ضربة موجعة بسبب فيروس كورونا، ولكن هنالك فروق كبيرة بينهما في ارتفاع نسبة البطالة، حيث إنها وصلت إلى 15% في الولايات المتحدة ولم تتجاوز 2.6% في اليابان.
أما في الصين، فإن 21% من المديرين التنفيذيين يقولون إن عملية التعافي ستكون سريعة وتتخذ شكل الحرف V. ويبدو أن المديرين في شرق آسيا هم الأكثر تفاؤلا، وهنالك أسباب وجيهة تدفعهم لذلك. فعلى الرغم من أن الانكماش الاقتصادي بلغ 6.8% خلال الربع الأول، فإن الصين حققت قفزة بعد ذلك لتصل نسبة النمو إلى 3.2% في الربع الثاني.
وأخيرا هنالك أيضا المديرون التنفيذيون في منطقة الخليج العربي، الذين يبدون أكثر تشاؤما بشأن مصير الاقتصاد. ففي مواجهة صدمة أسعار النفط، يتوقع 57% منهم أن الاقتصاد سوف يسير على شكل الحرف L، وهو ما يعني أن الأزمة والركود سوف يتواصلان في الأعوام المقبلة.
محللو المخاطر
تقول الكاتبة في النهاية إن آراء المديرين التنفيذيين تختلف بحسب المناطق التي يأتون منها، وهذا التنوع له ما يفسره في الجغرافيا والاختلافات الثقافية، إضافة إلى الحالة التي تمر بها الدول والقطاعات الاقتصادية التي ينتمون إليها. وعلى الرغم من ذلك فإن نسبة لا بأس بها من كل المتدخلين في هذا المجال يؤمنون بوجود فرص حقيقية لتحقيق تعاف على أسس متينة.
وفي وقت سابق من هذا العام كان محللو المخاطر في المنتدى الاقتصادي العالمي قد عبروا عن هذه الأفكار نفسها، وتوقعوا أن الركود المطول سيكون أكبر خطر في مرحلة ما بعد فيروس كورونا.
يبقى أن ننتظر الآن ما ستؤول إليه الأمور، وما الشكل الذي سوف تتخذه المؤشرات الاقتصادية في طريق التعافي؟

المصدر : الجزيرة نت + الصحافة الأميركية


 

مواضيع ذات صلة :