قبل شهر من موعد انتخابات الرئاسة الأمريكية، أعلن الرئيس دونالد ترامب إصابته وزوجته ميلانيا ترامب بفيروس كورونا ليضيف طبقة جديدة من عدم اليقين بالنسبة للأسواق العالمية.
وأثار التطور الجديد، الذي يأتي في الفترة التي تسبق الانتخابات الرئاسية في 3 نوفمبر/تشرين الثاني، احتمال إصابة آخرين في أعلى مستويات الحكومة الأمريكية بالفيروس وقد يحتاجون إلى الحجر الصحي أيضًا.
وقال طبيب البيت الأبيض "شون كونلي" في رسالة إن الرئيس وزوجته في حالة جيدة في هذا الوقت، ويخططان للبقاء في المنزل داخل البيت الأبيض أثناء فترة التعافي، لكنه يتوقع أن يواصل ترامب أداء مهامه دون انقطاع أثناء الحجر الصحي.
وكان لإصابة ترامب بـ"كوفيد-19" صدى كبير على الصعيد العالمي، حيث أعلن العديد من الزعماء تمنياتهم بالشفاء العاجل للرئيس الأمريكي وزوجته وعلى رأسهم رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون والرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
وتفاعلت الأسواق العالمية بشكل كبير مع هذا التطور الذي أربك أذهان المستثمرين المتأثرة في الأساس من مخاوف الموجة الثانية للوباء العالمي، وعدم اليقين بشأن حزمة التحفيز والانتخابات الرئاسية الأمريكية.
وسجلت الأصول الخطرة خسائر قوية جنبا إلى جنب مع أسعار النفط، في حين استفاد الدولار الأمريكي والذهب باعتبارهما ملاذات آمنة في أوقات عدم اليقين السياسي والاقتصادي، رغم أن الأخير شهد تقلبات ملحوظة.
وبالنسبة للأسهم، فقد تراجعت "وول ستريت" بوتيرة قوية بعد إعلان ترامب إصابته بالوباء ليفقد "داو جونز" أكثر من 400 نقطة أو ما يعادل 1.4 بالمائة مسجلاً 27290 نقطة بحلول الساعة 10.00 صباحاً بتوقيت جرينتش.
كما فقد "ستاندرد آند بورز" 1.5 بالمائة من قيمته مسجلا 3317 نقطة، فيما تراجع المؤشر التكنولوجي "ناسداك" بأكثر من 2 بالمائة ليكون أكبر الخاسرين مسجلا 11327 نقطة.
وخلال نفس الفترة، واصلت الأسهم الأوروبية خسائرها الملحوظة التي استهلت عليها جلسة اليوم ليفقد المؤشر الأوروبي الرئيسي "ستوكس 600" أكثر من 0.5 بالمائة من قيمته عند مستوى 359 نقطة.
فيما تراجعت الأسهم اليابانية بشكل قوي حيث فقد "نيكي" الياباني 155 نقطة من قيمته ليصل إلى 23029 نقطة ليسجل خسائر أسبوعية.
ومن جانبه، صرح وزير الاقتصاد الياباني "ياسوتوشي نيشيمورا" أن إصابة الرئيس الأمريكي بفيروس كورونا لها تأثير كبير على الأسواق المالية.
وقال "جيف هنريكسن" الرئيس التنفيذي لشركة "ثوربي أبوتس كابيتال" في تعليقات لشبكة "سي.إن.بي.سي" الأمريكية إن إصابة ترامب بفيروس كورونا ستركز أذهان المستثمرين على الوباء مرة أخرى.
كما تراجع عائد السندات الأمريكية لآجل 10 سنوات إلى مستوى 0.66 بالمائة، حيث اتجه المستثمرون للاحتماء بالديون الحكومية مع حقيقة العلاقة العكسية بين عوائد السندات وأسعارها.
وفي ركب الخاسرين أيضا، كانت أسعار النفط التي تهاوت بأكثر من 4 بالمائة، حيث أضافت إصابة ترامب بكورونا المزيد من المخاوف بشأن تأثير الفيروس على الطلب العالمي على الخام.
وتراجع الخام الأمريكي "نايمكس" إلى مستوى 37.12 دولار للبرميل، كما تهاوى "برنت" القياسي أدنى 40 دولارا ليتجها نحو تسجيل خسائر أسبوعية قوية.
وأضاف "هنريكسن" أن هذا الإعلان سيزيد من حالة عدم اليقين السياسي الحالية حول الانتخابات الأمريكية، وهو خطر رئيسي آخر للأسواق.
في حين كانت عملات الملاذ الآمن أكبر الرابحين، حيث ارتفع الين الياباني والفرنك السويسري والدولار الأمريكي بعد إيجابية ترامب لفيروس كورونا.
لكن لم يحافظ الدولار على كل مكاسبه حيث سجل مؤشر العملة الأمريكية الذي يقيس أداؤها أمام 6 عملات رئيسية مستوى 94.03 بعد الخبر مباشرة قبل أن يقلص ارتفاعه مسجلا 93.76.
أما الذهب، فقد ارتفعت أسعار المعدن الأصفر إلى مستوى 1923 دولارا للأوقية بعد إصابة ترامب بالفيروس لكنها تحولت للخسائر بعد ذلك مسجلاً مستوى 1913 دولارا للأوقية.
تاثير إصابة ترامب بفيروس كورونا على الأسواق العالمية
مباشر- أحمد شوقي: