استعاد صندوق النقد الدولي «بعض التفاؤل» في الاقتصاد العالمي وتوقع نموا أسرع معيدا النمو الاقتصادي العالمي للعام 2012 إلى نسبة 3.5 بالمائة بدلا من 3.3 بالمائة حسب تقريره السنوي لتوقعات العام الجاري.
«وفيما رفع الصندوق من توقعاته لنمو الاقتصاد البريطاني من 0.06 بالمائة إلى 0.08 بالمائة، نوه إلى احتمال وقوع أزمة جديدة في منطقة اليورو، مشيرا إلى أن الاقتصادات الكبرى في العالم ما زالت تواجه » كوابح كبيرة أمام النمو.
ولفت التقرير إلى ارتفاع نسبة التضخم في بريطانيا بشكل غير متوقع لتصل إلى 3.5 بالمائة في غضون شهر واحد بالقياس بمؤشر أسعار المستهلك في شهر آذار/مارس، وذلك بسبب ارتفاع أسعار المواد الغذائية وتكلفة الملابس.
وقال مكتب الإحصاء البريطاني إن أسعار المواد الغذائية والمشروبات زادت بنسبة 4.6 في المائة وهي نسبة أعلى من شهر آذار/مارس 2011، وذلك عندما حدثت تخفيضات كبيرة في الأسواق، وذكر المكتب زيادة في أسعار الخبز والحبوب واللحوم والفواكه والخضروات على وجه الخصوص، كما ساهمت أيضا في ارتفاع نسبة التضخم زيادة أسعار الملابس والأحذية وألعاب الكمبيوتر وغيرها.
وتأتي توقعات صندوق النقد الدولي بتراجع في منطقة اليورو خلال العام الجاري بمعدل 0.3 بالمائة، بينما سيقارب النمو في العام القادم نسبة الواحد بالمائة، في الوقت الذي توقع الصندوق نموا في الاقتصاد الأميركي بنسبة 2.4 بالمائة.
«ومن جانب آخر، رفع الصندوق من تفاؤله بالاقتصاد الياباني، حيث زاد الصندوق نموه من معدل 1.7 بالمائة إلى 2.0 بالمائة في العام الجاري، موضحا ذلك باستفادة الاقتصاد الياباني من ميزانيات إعادة الأعمار بعد كارثة التسونامي، لكنه أعرب عن قلقه إزاء عواقب انخفاض إنتاج الكهرباء بعد مضي عام على حادثة محطة » فوكوشيما الكهرذرية.
«وأكد صندوق النقد الدولي أن النمو الاقتصادي في البلدان العربية تراجع بشكل ملحوظ في العام 2011 بسبب احتجاجات ما يسمى بـ» الربيع العربي وما نتج عنها من اضطرابات سياسية واقتصادية.
وشكل نمو إجمالي الناتج الداخلي للمنطقة الممتدة من موريتانيا إلى إيران 3.5 في المائة مقارنة بـ4.9 في العام 2010، إلا أن تقرير الصندوق توقع أن تحقق منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا نموا يصل إلى 4.2 بالمائة في 2012، وان يعود النمو للتباطؤ في العام 2013 ليكون بنسبة 3.7 في المائة، مشيراً إلى أن أكثر القطاعات تضرراً كان قطاع السياحة.
«وقال صندوق النقد الدولي: » مع مرور الأزمة ومع بعض الأخبار الطيبة عن الاقتصاد الأميركي عاد بعض التفاؤل، في إشارة إلى انخفاض نسبة البطالة في الولايات المتحدة إلى 8.2 بالمائة، ولكنه أضاف إن المخاوف من أزمة أخرى ما زالت قائمة، في لفتة منه إلى أن إسبانيا هي الدولة الأوروبية الوحيدة التي خفض الصندوق توقعاته بالنسبة لنمو اقتصادها.
وتوقع الصندوق تراجعا في الاقتصاد الأسباني بمعدل 1.8 بالمائة بدلا من 1.6 بالمائة، بعد أن تبين أن المستثمرين يشعرون بالقلق عن بيانات تشير إلى أن البنوك الاسبانية تعتمد في المقام الأول على قروض طارئة من البنك المركزي الأوروبي، وأن معدلات البطالة في إسبانيا تعد الأعلى في أوروبا، حيث نصف الاسبانيين الذين تقل أعمارهم عن 25 سنة عاطلون عن العمل.
ومن جانب آخر، يتوقع صندوق النقد الدولي أن ينمو اقتصاد كل من البرازيل وروسيا بدرجة أكبر العام الحالي وعدل توقعاته لنمو اقتصاديهما من 5.5 بالمائة إلى 5.7 بالمائة ومن 3.3 بالمائة إلى 4 بالمائة على التوالي.
«أنباء موسكو