الأخبار نُشر

اليمن تنفق مليار دولار لتطوير ميناءين

Image: تسلمت شركة موانئ دبى العالمية رسميا، الأسبوع الجارى إدارة و تشغيل ميناءى عدن الإستراتيجيين "المعلا والحاويات " المطلان على بحر العرب جنوبى اليمن فى إطار اتفاقية شراكة مع مؤسسة موانئ خليج عدن اليمنية . وتسعى اليمن من شراكتها مع موانئ دبى إلى استعادة ميناء عدن القديم "المعلا" لموقعه المرموق فى حركة الملاحة الدولية التى كان بلغها فى عهد الاحتلال البريطانى للشطر الجنوبى من اليمن وخصوصا فى خمسينات القرن الماضى وذلك استنادا إلى الموقع الحيوى والاستراتيجى الذى يتبوأه الميناء لتوسطه قارات العالم وقربه من أهم وأنشط الخطوط الملاحية البحرية التى تربط الشرق . كما تسعى إلى الاستفادة من خبرات الشركة الإماراتية التى تدير عشرات الموانئ العالمية لتشغيل وإدارة ميناء الحاويات بالمنطقة الحرة فى عدن والذى يقع بالقرب من ميناء المعلا ويكتسب نفس أهميته الحيوية . وقالت مصادر يمنية لـ " العرب اونلاين" إن مؤسسة دبى العالمية ستنفق بموجب اتفاق وقعته مع مؤسسة موانئ خليج عدن فى منتصف يوليو الماضى بدبى ما يقارب المليار دولار على أعمال تطوير لمرافق مناولة الحاويات فى ميناء المنطقة الحرة بعدن بما يضاعف من قدراته لمناولة الحاويات ويطور من خدماته الملاحية للشركات الدولية. وأوضحت أنه بموجب الاتفاق تم تأسيس شركة مشتركة بين مؤسسة موانئ خليج عدن اليمنية وشركة موانئ دبى العالمية اليمنية المحدودة التابعة لموانئ دبى العالمية، وأشهرت الشركة رسميا أواخر أكتوبر الماضى بعقد الاجتماع الأول لجمعيتها العمومية, حيث جرى انتخاب مجلس إدارة للشركة المشتركة . وتشكيل لجنة الاستلام والتسليم، تولت باسم الشركة استلام مرافق ميناء الحاويات بعدن وكذلك ميناء المعلا من مؤسسة موانئ خليج عدن اليمنية وتسليمها لشركة موانئ دبى العالمية "عدن" و التى باشرت الأسبوع الجارى بإدارة وتشغيل الميناءين . وكشفت تلك المصادر أن مجلس إدارة الشركة المشتركة سيعقد اجتماعه الثانى فى 23 نوفمبر المقبل يكرس للمصادقة على نتائج الاستلام والتسليم وتدشين مرحلة التطوير الأولى للميناءين، و اتخاذ الإجراءات للبدء بعملية التطوير بصورة عاجلة. وتبلغ الطاقة الاستيعابية الحالية لميناء عدن 700 الف حاوية نمطية " قياس 20 قدم" ويتوقع أن تصل إلى حوالى 5. 1 مليون حاوية نمطية بحلول العام 2012. وكجزء من حقوق تطوير المرحلة الثانية سيعمل الجانبان بموجب الخطط الموضوعة للمشروع المشترك على زيادة الطاقة الاستيعابية بشكل إضافى حسب ما يمليه الطلب فى الأسواق ليصل إلى خمسة ملايين وخمسمائة الف حاوية من خلال استثمار مبلغ يصل إلى 650 مليون دولار على أعمال تطوير إضافية بعد مضى فترة الخمس السنوات الأولى . وكانت الحكومة اليمنية ممثلة بمؤسسة موانئ خليج عدن وقعت فى منتصف يوليو الماضى اتفاقية شراكة مع شركة موانئ دبى العالمية لتشغيل وتطوير ميناء الحاويات بالمنطقة الحرة بعدن وذلك بعد مفاوضات عسيرة استمرت عدة سنوات. و بموجب الاتفاقية الموقعة فى دبى بتاريخ 13 يوليو 2008م جرى إطلاق الشركة المشتركة برأسمال أولى يبلغ 220 مليون دولار بنسبة مشاركة 50 بالمئة لكل طرف. وحددت الاتفاقية فترة اتفاقية إيجار الأرض بـ 25 عاما على أن تجدد لمدة عشر سنوات، وتشمل مواقع التأجير لمحطة عدن للحاويات ورصيف المعلا للحاويات وكذلك الأرض المخصصة للتطوير فى المرحلتين الأولى والثانية مع الأخذ بعين الاعتبار استخدام ميناء المعلا لسفن البضائع العامة فى حالة عدم وجود سفن حاويات. وبحسب الاتفاقية فإن المرحلة الأولى لمشروع التطوير البالغ تكاليفها 200 مليون دولار ستبدأ مباشرة بعد نفاذ الاتفاقية وتستمر لمدة خمس سنوات كحد أقصى وتشمل توسعة مساحة خزن الحاويات فى المحطة الحالية وشراء وتركيب رافعات رصيف جسرية ومعدات متحركة لمناولة الحاويات وتركيب منظومة الكترونية للتشغيل ورصف ساحات الحاويات بحيث يتم رفع الطاقة الاستيعابية من 500 الف إلى 900 الف حاوية فى العام . كما تشمل الشروع فى تصميم وإنشاء رصيف بطول 400 متر وعمق لا يقل عن 17 مترا وذلك لاستيعاب سفن الحاويات العملاقة بالإضافة إلى تركيب رافعات جسرية وتوفير رافعات متحركة وقاطرات وبقية المعدات اللازمة لمناولة الحاويات لرفع الطاقة الاستيعابية للمحطة لتصل إلى مليون و800 الف حاوية فى العام الواحد. فى حين تشمل المرحلة الثانية البالغ تكلفتها 650 مليون دولار التى ستبدأ عند وصول حركة مناولة الحاويات فى المحطة إلى 70 بالمئة من طاقتها الاستيعابية, إنشاء رصيف بطول 900 متر وذلك بما يتيح للمحطة أن يكون لديها 5 مراسى إضافية طولها الإجمالى 2000 متر وبعمق 18 متر وذلك لاستيعاب مختلف سفن الحاويات وتركيب معدات مناولة الحاويات لرفع الطاقة الاستيعابية للمحطة مابين ثلاثة ملايين و500 الف إلى خمسة ملايين و500 الف حاوية فى العام. وكانت مؤسسة موانئ خليج عدن اليمنية وقعت مع شركة موانئ دبى العالمية فى 9 مارس الماضى اتفاقا أوليا لإنشاء شركة مشتركة لتطوير الموانئ تتولى مهمة تطوير وتنمية ميناء الحاويات فى المنطقة الحرة بعدن وتنسيق وإدارة وتشغيل محطة الحاويات ، ورصيف الحاويات بميناء المعلا القديم بعدن.. ووافق مجلس الوزراء اليمنى على إنشاء الشركة برأسمال متساو، وكلف وزير النقل باختيار شركة دولية للقيام بعمليات الحصر والتثمين للمعدات والأصول التى ستدخل فى رأس مال الشركة ومراجعة مشروع اتفاقية الشراكة بمساعدة الشركة الاستشارية. وسبق أن اختارت الحكومة اليمنية شركة موانئ دبى العالمية فى العام قبل الماضى من بين ثلاث شركات تأهلت أوليا للتنافس على إدارة وتشغيل ميناء الحاويات فى المنطقة الحرة بعدن وكذلك ميناء البضائع التجارى القديم فى منطقة المعلا، وهى شركة رابطة الكويت والخليج للنقل الكويتية، وشركة موانئ دبى الإماراتية، إضافة إلى شركة فلبينية تحمل اسم "A.C.T.S". إلا أن البرلمان اليمنى اعترض على بعض بنود الاتفاقية التى كانت وقعتها الحكومة اليمنية مع موانئ دبى ورأى فى العروض المقدمة من الشركة لا تتناسب والأهمية الإستراتيجية للمنطقة الحرة بعدن، الأمر الذى أعاق خروج الاتفاقية إلى النور. وحرصت الحكومة اليمنية على تلافى أية ثغرات فى اتفاقها الجديد قد تستغل من باب المكايدة الحزبية للمعارضة والأوساط الاقتصادية التى كانت أبدت مخاوفها من أن يكون تسليم المنطقة الحرة بعدن لموانئ دبى وأدا لأهداف تطوير المنطقة الحرة بعدن كونها المنافس الرئيسى لدبى فى الوقت الحالى وموقع عدن الحيوى أهل ميناءها القديم لأن يحتل الترتيب الثالث من بين أهم الموانئ العالمية النشطة إبان الاحتلال البريطانى لعدن خلال خمسينات القرن المنصرم. (العرب اونلاين)

 

مواضيع ذات صلة :