في خلال الايام السابقة كنت في معرض تكنولوجيا المعلومات سيبيت, والذي هو أكبر معرض دولي يتعلق بتكنولوجيا المعلومات في العالم. يقام هذا المعرض كل عام في هانوفر بألمانيا حيث ان فيها أكبر أرض معارض في العالم. هناك تجد الشركات المختلفة من ديناصورات العالم في التقنية و الكل يظهر قوته التقنية و احدث ما وصل اليه . من بين الديناصورات الكبيرة اي الشركات العملاقة الى شركات صغيرة, من دول مختلفة اكون سعيد جدا لو لقيت شركة من العالم الثالث في المعرض.
هذه السنة لقيت شركة ايرانية لأول مرة. كان واضح اعتزازهم بحضارتهم و حتى اسلامهم فتم تصميم البافلون او الشتاند بطابع حضارة فارس وعلى الطاولة وضعوا المصحف الكريم و نساء محجبات.
صورة رائعة لدولة تتحرك في طريقها بإمكانياتها دون ضجيج. و من المنطقة العربية كلها لم اجد امامي الا شركة يمن سوفت و بحضور رائع لشركة يمنية تقتحم محيطها بشكل منطقي مدروس و محكم.
و بسبب حضورهم المتكرر للمعرض تعمقت علاقتي بهم كفريق و كتجربة ناجحة ليست في اليمن و انما المنطقة. شركة يمن سوفت عمرها ربع قرن في عالم البرمجيات اعتمدت على رؤية مؤسسها كتقديم أنظمة برمجيات يتم تصميمها و إنتاجها يمنيا لتدعم تنمية و تطوير مختلف القطاعات التجارية و الصناعية و الخدمات على المستوى المحلي و الاقليمي. اليوم الطموح يتحرك لديهم في الاتجاه العالمي, و الذي يتطلب استثمار كبير في تطوير منتجاتهم بحكم قوة المنافسة واختلاف الاسواق .
عرفت الشركة عن قرب في السنة الاخيرة و كنت مقتنع بفريقها من اروع المهندسين اليمنيين, الذين يجمعهم الاستاذ علي عبدالحفيظ من جميع مناطق اليمن المختلفة.
عندهم ارتباط و حب للشركة بشكل غريب و يحلمون بكل ثقة انهم كفريق يريدون يكسرون الحاجز الوطني و الاقليمي بمنتجات, هم يؤمنون بها انها في طريق تكون اجود المنتجات العالمية في مجال صناعة الحلول المالية و الإدارية و تحقيق رضى العملاء بتقديم الحلول المناسبة لتخطيط و إدارة مواردهم بفاعلية و كفاءة و الإسهام الجاد و الفعّال في توطين المعرفة و الاستخدام الامثل لأدوات تقنية المعلومات. القناعات لن تتحقق, اذا لم يكون هناك ترابط بين الفرق, التي تعمل بالشركة و تطوير مستمر للمنتجات و الخدمات و قيادات تطويرية و ادارية ناجحة مدركة لما يريدون و هنا يكمن سر استمرار اي شركة و توسعها.
المؤسس ليمن سوفت تعرفت عليه قبل سنة و كنت معجب بطرحه و بأسلوبه في الادارة و بنشاطه و دعمه لمن هم معه. يستثمر بفريقه و يرسلهم للتأهيل و المنافسة و يزرع فيهم حب النجاح و التطوير و التحدي. التقي بهم و اتواصل معهم بشكل مستمر لأني مقتنع ان الرهان على ابنائنا في اي مجال هو خدمة للوطن و المنطقة. اليوم تمتلك يمن سوفت رصيدا متميز من الخبرة و الممارسة العملية, و التي اكتسبتها من خلال تنفيذ مشاريع الحوسبة للعديد من المؤسسات و الشركات في القطاعين الحكومي و الخاص في اليمن و السعودية وعمان والسودان ومصر والجزائر وكينيا والهند وتركيا والبحرين وايضا دخلوا الان السوق الكندية ومازالت الشركة في توسع دائم حيث تم مؤخرا افتتاح الفرع الجديد للشركة في تنزانيا.
اكثر من ٥٠٠ مهندس و موظف في التقنية والبرمجيات عندها الشركة.

في الصورة فريق يمن سوفت في المعرض الدولي بعد ان شرحوا لي اين كانوا وأين هم اليوم واين يريدون يكون بشركتهم غدا.
المهندس علي عبدالحفيظ بفريقه صورة رائعة افتخر بها فهو لي كصياد التقنية و البرمجيات الذي يثق بقدرته. وضوح الطريق و روح المغامرة و الاستثمار في تنمية مهارة فريق شركة يمن سوفت و ربط انفسهم بشكل واسع بالسوق التقنية استراتيجية صحيحة جعلهم يعرفون الثقافات المختلفة و المنافسين مما يجعلني اكثر قناعة انهم سوف يحفرون ثقب في عالم التقنية ينفذون منه الى حلبة المنافسة التقنية العالمية, اذا استمروا بنفس الحماس واستثمروا اكثر في البحث و التطوير لمنتجاتهم.
*من صفحة البروفيسور أيوب الحمادي



