مصارف وشركات نُشر

كبرى البنوك المركزية تحتفظ بالذهب، ما السبب؟


يعتبر الذهب من أهم وأغلى المعادن النفسية الموجودة على الأرض، حيث يهتم به جميع الأشخاص منذ عشرات القرون الماضية، فكان الذهب قبل بداية التقويم الميلادي هي عملة التبادل التجاري بدلاً من العملات الورقية.

أما بعد ذلك هذا النظام بالمعيار الذهبي وهو يعتبر نظام نقدي يرتبط فيه قيمة العملات الورقية بمعدن الذهب بصورة واضحة.

وهناك الكثير من الدول على مستوى العالم والتي تقوم باستخدام نظام المعيار الذهبي بتحويل أموالها الورقية إلى كمية من الذهب، وذلك عن طريق وضع سعر ثابت لعملية بيع وشراء الذهب، ومثال على ذلك فإنه في حالة تحديد سعر الأوقية بنحو 500 ريال فإن القيمة الفعلية للريال ستكون 1 على 500 من أوقية الذهب.

ولكن هذا النظام لم يدوم طويلاً، ففي الوقت الحالي يتم استخدام العملات التقليدية الورقية الخاصة بكل دولة بدلاً من نظام المعيار الذهبي.

وبحسب المعلومات الصادرة من قبل "إنفستوبيديا" موسوعة المعلومات المالية والاقتصادية، فإن الذهب لا يزال من أقوى المعادن والذي له سيطرة كبيرة على بعض العملات التقليدية وخاصة عملات الدول المتقدمة والتي تقوم بعملية التداول الحر.

وعلى سبيل المثال فإن البنك الفيدرالي الأمريكي يحتفظ في خزانته بأكثر من 8 آلاف طن من المعدن النفيس.

وخلال الوقت الجاري يعتبر المعدن النفيس هو وسيلة للتحوط ومن ضمن الملاذات الآمنة الموجودة في العالم، فيلجأ الكثير من المستثمرون والأشخاص حول العالم إلى شراء كميات كبيرة من المعدن النفيس في حالة مرور بلادهم بحالة من التضخم أو أزمات مالية أو اقتصادية.

حيث يمثل الذهب أحد مكونات الاحتياطات الأجنبية في بعض البنوك المركزية العالمية، ويعتبر مؤشراً للقوة الائتمانية لهذه الدولة.

يؤثر سعر الذهب على الدول المصدرة والمستوردة، مثلما ترتبط قيمة العملة بقوة صادرات الدولة ووارداتها، وفي حالة ارتفاع قيمة الواردات عن قيمة الصادرات فإن هذا الأمر سيشكل خطراً كبيراً على العملية المحلية الخاصة بهذه الدولة.

الأمر الذي يترتب عليه ارتفاع قيمة العملة المحلية للدولة التي تقوم بتصدير المعدن النفيس في حالة ارتفاع قيمته، وذلك بسبب ارتفاع القيمة الإجمالية للصادرات، ووجود فائضاً تجارياً لدى هذه الدولة.

وفي نفس السياق فإن البنك المركزي السويسري أشار إلى أن المعدن النفيس يعتبر من أهم الاحتياطيات الموجودة في العالم، حيث أنه يساعد على التقليل من مخاطر انخفاض الميزانية العمومية أو تراكم الديون أو حدوث أزمات مالية.

وعلى الجانب الأخر فإن الولايات المتحدة الأمريكية لديها أكبر احتياطي من الذهب على مستوى العالم، يصل إلى 375 مليار دولار، وذلك بحسب قيمة 1300 دولار للأوقية.

وخلال عام 2008 بلغ إجمالي الاحتياطي الأمريكي من الذهب نحو 850 مليار دولار، ولكن بدأت هذه النسبة في الانخفاض مع ارتفاع إجمالي حجم النقدية الموجودة في أمريكا والتي وصلت إلى 4 تريليون دولار خلال عام 2017، وتبلغ نسبة احتياطيات الذهب نحو 75% من إجمالي احتياطيات البنك الفيدرالي.

أما على الجانب الأخر فإن الصين تمتلك نحو 3% فقط من الذهب في خزائنها الاحتياطية، وذلك بسبب ترحيب الصين بامتلاك السندات الأمريكية بدلاً من أي ملاذ آخر، والتي تقدر قيمتها بمئات المليارات من الدولار الأمريكي.


 

مواضيع ذات صلة :