جبل صلب هو أول مشروع تعدين في اليمن وبحسب خطتكم كان من المفترض أن يتم الانتهاء من استكمال المصنع في 2011 ويبدأ التصدير لماذا تأخر الافتتاح الذي كان مقررا في 2011 ؟
في بادئ الأمر، تسبب التدخل من قبل القبائل في حالات تأخير في الأعمال الإنشائية، وهو ما أدى بدوره إلى تأخير المشروع. ولكن في الأخير تحسنت العلاقات مع القبائل، كما أن دعمهم ازداد.
وعلى العموم، فإن صناديق التأمين التي كانت لها استثمارات في المشروع قررت أن تسحب أموالها بعد أن بدأت “أزمة الائتمان” العالمية في العام 2009. وعلى الرغم من أن المشروع استمر في استخدام الأسهم الخاصة بالشركتين الأم لـ”جبل صلب”، إلا أنه ظل يشهد وتيرة متدنية في سير العمل مما زاد أكثر في تأخير المشروع.
هل تأثر المشروع بالأزمة التي كانت تمر بها البلاد خلال العشرة الاشهر الماضية وهل هناك أسباب أخرى ومن المسؤول عن التأخير ؟
إن كل من “أزمة الائتمان” العالمية في العام 2009 و “الربيع العربي” والتوترات داخل اليمن قد ظلت، وبهذا الترتيب، تسهم في تأخير عملية إعادة تمويل المشروع. كما أن التوترات في اليمن ما تزال تؤثر على عملية إعادة تمويل المشروع.
ماهي العوامل التي ترون بأنها كفيلة لخروج هذا المشروع الاقتصادي الهام إلى الوجود وكم يحتاج من الوقت لتصدير أول شحنة من معدن الزنك اليمني للعالم ؟
إن الشركتين الأم لـ”جبل صلب” (وهما شركة زينكوكس المحدودة للموارد وشركة أنسان ويفكس) لا تزالا ملتزمتين تجاه المشروع؛ ليس فقط من حيث إعادة تمويل المشروع، بل أيضاً من حيث توفير الخبرات المطلوبة لاستكمال المشروع بشكل ناجح. إننا على علمٍ أيضاً بأن المقاولين اليمنيين وكذا الموردين الأجانب للمستلزمات ما يزالون هم الآخرون ملتزمين تجاه المشروع.
هذا الدعم يمثل العامل الرئيسي الذي سيضمن نجاح المشروع بمجرد إعادة تمويله. وبالطبع فإن العامل الرئيسي هو الأمن والاستقرار في اليمن، إلى جانب الدعم المتواصل من قبل الشعب اليمني لهذا المشروع.
من المعلوم ان تأخر انجاز المشروع وبدء التصدير يكبدكم خسائر كبيرة ما حجم الخسائر التي تسبب بها هذا التأخير؟
صحيح أن جزءا كبيرا من الأموال قد تم بالفعل إنفاقها على المشروع (فقد تم إنجاز ما نسبته 50% من المشروع)، لكن هذا يعتبر أحد الأسباب في أن المشروع يستحق المواصلة. ومع ذلك، فإن هذا المشروع رأسمالي، وبالتالي فإنه لن يدر أموالاً إلا بعد أن يتم استكماله وبعد أن يتم بيع منتجاته. وجبل صلب على ثقة من أن ذلك سيتحقق.
قد يكون تم تناقل أخبار في اليمن من أن شركة زينكوكس قامت بتقليص قيمة المشروع في حساباتها، ولكن تم إجراء ذلك تمشياً مع القواعد المحاسبية في المملكة المتحدة، ويمكن إلغاء هذا التخفيض [في قيمة المشروع عندما تتم إعادة تمويله.
هناك تداول لبعض الأخبار بفض الشراكة بين الشركتين “انسان ويكفر” اليمنية “وزينكوكس” ما صحة ذلك ؟
هذا غير صحيح، حيث أن كلا الشركتين الأم ما زالتا ملتزمتين تجاه المشروع.
ماهي الفائدة الاقتصادية التي يعود بها هذا المشروع على البلاد؟
إن جبل صلب سوف يوفر العديد من فرص التوظيف خلال كلٍ من مرحلة الأعمال الإنشائية وتنفيذ الأعمال الخاصة بالمنجم؛ مع العلم بأن غالبية الوظائف في الشركة سوف تكون من نصيب مواطنين يمنيين وذلك بمجرد أن يتم استكمال المشروع. ومن خلال سداد الضرائب، فإن الشركة والعملين لديها سوف يساهمون في دخل اليمن. بل وستكون هنالك منافع جانبية: حيث أن جبل صلب سوف يستهلك مواد غذائية ومياه ووقود، كما أنه يحتاج إلى نقل المواد الخام والمنتجات النهائية، وهذا كله سوف يعمل على زيادة التدفقات النقدية في اليمن. ثم إن الموظفين، فيما يتعلق بمرتباتهم، سوف يساعدون أيضاً في زيادة حجم التدفقات المالية عن طريق المجتمع المحلي. وبحكم أن ركاز (خامة) المعدن في المنطقة يزيد حجمه عن 12.6 طن متري، فهذا يعني أن جبل صلب سوف يكون المصدر الأكبر في البلد بعد مصدري النفط والغاز.
ونظراً لأن نسبة كبيرة من الموظفين اليمنيين سوف يكونون من أبناء القبائل في المنطقة، فسوف تكون هنالك منفعة اقتصادية كبيرة للمجتمع المحلي المحيط بالمشروع.
كيف تقيمون البيئة الاستثمارية في اليمن ؟
يتم تقييم الاستثمار في اليمن بنفس الطريقة التي يـُقيم بها أي مشروع رأسمالي. وتقضي هذه الطريقة بضرورة إجراء تقييم كامل للتكاليف الرأسمالية والتكاليف الجارية التشغيلية والإيرادات.
وبالطبع، لابد من التوصل لفهم كامل بشأن مخاطر التشغيل في بلدٍ ما. وجبل صلب على ثقة من أن مخاطر التشغيل في منطقة الجبل تعتبر مقبولة في حال تحقق الاستقرار للمناخ السياسي على المستوى الوطني.
كيف يمكن تجاوز المشاكل التي تعوّق الاستثمار في اليمن ؟
إن الانتخابات الحرة والنزيهة وبيع الوقود بصورة طبيعية والتوفير المستمر للطاقة الكهربية تعتبر جميعاً متطلبات جوهرية للحد من معوقات الاستثمار.
كما أن استكمال خط الغاز واستحداث خطوط السكة الحديدية سوف تمثل أيضاً مزايا عظيمة.
برأيك لماذا لا توجد شركات تستثمر في اليمن وهي تملك مجالات كثيرة في التعدين؟
لا يكفي بأن يكون اليمن يتمتع بفرص لأعمال التعدين، حيث يجب أيضاً أن لا تزيد فيه الصعوبات في تنفيذ مشروع ما عن أي مكانٍ آخر، فالشركات تفضل دوماً اتخاذ الطريق الأسهل.
كيف تقيم الشراكة بين الحكومة والقطاع الخاص؟
تتمتع جبل صلب بعلاقات متميزة جداً مع هيئة المساحة الجيولوجية والثروات المعــدنية.
كلمة اخيرة تودون قولها في هذا الحوار؟
إن اليمن بلد يتمتع بإمكانية عالية للرقي بشعبه، كما أنه قادر أن يجذب بسهولة الاستثمارات، ولكن في سبيل تحقيق ذلك فإنه يحتاج إلى وضع تصور لمستقبله في ظل قيام جميع أفراد الشعب بالعمل نحو تحقيق هدف مشترك وتحقيق الاستقرار للبلد.