وصولا للبحث عن الحقيقة وعن ما يجري على الساحة اليمنية في شتى جوانب الحياة والبحث عن المطالب التي يسعى المواطن اليمني إلي تلبيتها أيا كانت الظروف ورغم بساطة المطالب وجدنا أن كثير من المغتربين اليمنيين في كل بقاع العالم يعانون من مشاكل جمة لأتعلم بها وزارة المغتربين أو ربما لاتدرك الإلمام بها وعن هذا الموضوع وغيره من المواضيع ذات الشأن العام التقينا بمعالي وزير شئون المغتربين الشيخ / مجاهد القهالي في حوارخاص والذي بدوره أزاح عن العين الغمام وأجاب على كل استفهام عن مايحدث في الساحة اليمنية... فإلى تفاصيل الحوار:-
* بداية نود أن نعرف وجهة نظر الشيخ مجاهد القهالي عن مايجري اليوم في الساحة اليمنية خاصة بعد التحول الديمقراطي الهام الذي تم بانتخاب رئيس جديد لليمن ؟
- مايجري في الساحة اليمنية اليوم هوإنقاذ لليمن من السقوط والانهيار ، مايجري هو محاولة لإعادة صياغة ملامح الشخصية اليمنية الحديثة وفقا لنظام المجتمع المدني والدولة المدنية الحديثة القائمة على أساس مؤسسي وقانوني والتي تضمن العدالة والمساواة وحرية الرأي والرأي الأخر وتكفل وضع الرجل المناسب في المكان المناسب ، وتبحث عن كل مايضمن بناء اقتصاد وطني يحقق الحياة الكريمة لكافة أبناء اليمن ، لذا يستوجب على الحكومة الانتقالية أن تبدأ بخطوات الإصلاح الحقيقي وعلى الحكماء أن يستيقظوا وعلى أصحاب المصالح وأصحاب المشاريع الصغيرة والضيقة أن يجمدوا مشاريعهم من أجل المشروع الأكبر وهو الوطن ، وأن يتقوا الله في هذه الشعب لانه لم يعد يحتمل أكثر مما قد مر به .
*كونك أحد أعضاء أو وزراء حكومة الوفاق الوطني ، هل ترى إن بإمكان حكومة الوفاق وعلى رأسها محمد سالم باسندوه أن تخرج اليمن من دوامة الصراع والانهيار الاقتصادي إلى بر الأمان والى الأمن والاستقرار؟
- تشكيل حكومة باسندوه من شخصيات وطنية وحزبية وبعضها تكنوقراطية وحصولها على الثقة وتفاؤل الشعب بانسجام أعضائها وتشكيلهم هو بحد ذاته يعد نجاح، رغم التركة الثقيلة من الفشل الإداري في مؤسسات وأجهزة الدولة وتحتاج لسنوات وليس لعامين إذا لم تتخذ خطوات سليمة وجريئة في عملية التصحيح ، لذا تكمن مهمة حكومة الإنقاذ الوطني في الدرجة الرئيسية حاليا في تنفيذ بنود المبادرة الخليجية وهي بحد ذاتها مهمة انتقالية تضع أسس لمرحلة قادمة من خلال قيام ونجاح الحوار الوطني والاتفاق على دستور جديد يحدد شكل النظام القادم على أساس مؤسسي ويلغي أي تعزيز نحو الشخصانية ، وكذا ضرورة حل قضية الجنوب وصعده ، فإذا تحقق ذلك عندها نستطيع القول بأن حكومة باسندوه أخرجت اليمن من دوامة الصراع والانهيار الاقتصادي والنفق المظلم إلى أول الطريق الصحيح وفي الاتجاه الصحيح.
*ذكرت في تصريح سابق بأن هناك صعوبات وعوائق تواجه حكومة الوفاق الوطني .. ماهي تلك الصعوبات والعوائق ؟
- الصعوبات كثيرة ومتعددة وتكمن في الدرجة الأولى في ضرورة توفر الأمن والاستقرار والذي باعتقادي لم يتحقق إذا لم يتم إعادة هيكلة الجيش والأمن ، بالإضافة إلى عدد من الصعوبات كانعدام الخدمات العامة ووسائل العيش الكريم والغلاء الفاحش وانعدام المشتقات النفطية ورداءة التعليم وصراعات القوى السياسية كل ذلك أمام موارد ضئيلة وفساد مالي وإداري فاحش ...لكن هناك تفاؤل كبير بأن حكومة الوفاق الوطني والإرادة الدولية ودول مجلس التعاون الخليجي متفهمين لحجم تلك العوائق والصعوبات ، لذا نأمل من انعقاد مؤتمر أصدقاء اليمن في الرياض قريبا مساعدة حكومة الوفاق في حل الكثير من هذه الصعوبات والعوائق .
*توجد هناك تحديات تواجه مستقبل اليمن ومنها القضية الجنوبية وقضية صعده، هل تعتقد إن تنفيذ الآلية للمبادرة الخليجية كفيل بحل مثل هذه القضاياأوالتحديات؟
- المبادرة الخليجية تضمنت ضرورة إنشاء مؤتمر وطني يضم كافة القوى السياسية والاجتماعية ومن كافة الشخصيات الوطنية وأصحاب الرأي والحكمة ، وبالتالي فإن دخول مثل هذه القوى في هذا المؤتمر سنتمكن من الخروج من هذه الأزمة ، وخاصة إذا توافرت النوايا الصادقة والوعي الاجتماعي بضرورة تماهي جميع المشاريع الضيقة والعائلية أمام بناء هذا الوطن ، وأن تتوافر الآلية الصحيحة لهذا الحوار وبما يضمن عدم تحديده أو حصره في قضايا معينة ويكون شامل لحل كافة القضايا والمشاكل الموجودة بما يضمن بناء دولة حديثة على أسس وقواعد صحيحة.
*وبالنسبة لقضية الجنوب وقضية صعده ؟
-أستطيع القول إن 80% من القضية الجنوبية هي قضية أراضي وحقوق مسلوبة وشراكة حقيقية في الحكم والثروة ، لذا لابد من توافر الأسس العادلة التي تضمن قيام الدولة بتعويض أصحاب الحقوق المسلوبة وتطبيق المواطنة المتساوية والمشاركة الفاعلة للجميع وعدم إقصاء أي طرف...كما أن على الحوثيين والأخوان في الحراك أن يعوا ضرورة مشاركتهم في مؤتمر الحوار الوطني وطرح كل مايخدم قضاياهم ورؤاهم ..كما أن عليهم ضرورة المشاركة في العملية السياسية وأن يؤطروا أنفسهم في إطارات حزبية فالحزب في علم السياسة « هم مجموعة من الأفراد لهم أهداف ورؤى معينة يسعون إلى تحقيقها من خلال الوصول إلى السلطة» وبالتالي فإن كل قوة أو مجموعة تحمل أفكار ورؤى معينة عليها أن تسعى لنشر ذلك من خلال القنوات الصحيحة والمتاحة للجميع وهي الأحزاب ، وتترك للشعب أن يختار مايريد وليس من خلال القوة والعنف فالعنف لايولد إلا عنف والدمار لايولد إلا دمار.
*هل توجد أجندة خارجية تسعى لإدخال اليمن في حرب أهلية؟ برأيك ماهي الأسباب أو الأطماع التي جعلت مثل هذه الجهات أن تسعى إلى زعزعة أمن واستقرار اليمن ؟
- نعم توجد أجندة خارجية والأسباب كثيرة لذلك ومنها الأطماع الخارجية لموقع اليمن الجغرافي المتميز والذي يعتبر في قلب الملاحة الدولية، فإغراق اليمن في الفتن وأعمال العنف والتدمير تحت غطاء المطالب وبغرض التواجد ، لكن الشعب اليمني يدرك تماما هذه الأطماع وسيغلبون المصلحة العليا للوطن والحفاظ على أمنه واستقراره والحيلولة دون وصول الساعين لأطماعهم.
* كيف يقرأ الشيخ مجاهد القهالي العلاقة اليمنية الخليجية في هذه الفترة ..وخاصة العلاقة اليمنية السعودية ، والعلاقة اليمنية القطرية ؟
- العلاقة اليمنية الخليجية علاقة تتسم بخصوصيات لاتوجد لها مثيل في المنطقة وذلك لعدة عوامل فرضها الجوار والجغرافيا والمصالح المشتركة والعمق الاستراتيجي لليمن بالنسبة للسعودية ودول الخليج ، فأمن واستقرار اليمن ووحدته هو من امن واستقرار منطقة الخليج نفسها ، وتظهر مصداقية العلاقة وواقعيتها في الترابط الحميم وفي التقدير الكبير الذي يبديه أبناء الشعب اليمني لمواقف المملكة سواءا فيما يتعلق بالدعم الأخوي المقدم للتنمية في اليمن أو المواقف الداعمة لوحدة اليمن ، وما موقف خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز وتبنيه للمبادرة الخليجية ورعايته الكاملة لها لإخراج اليمن من هذه الأزمة إلا لدليل على إحساس عميق يجمع اليمن والمملكة ودول الخليج بعلاقات الاخوه والأسرة الواحدة التي تستمد تلاحمها من وحدة الهدف والمصير .. وما انعقاد مؤتمر أصدقاء اليمن في الرياض قريبا كما أشرت سابقا إلا دليل على حرصهم لتوفير الدعم الاقتصادي الذي يضمن حل كثير من المشاكل الاقتصادية الذي أضرت بالبلد في الفترة السابقة ، وأيضا تقديم الدعم لما يضمن إعادة بناء البنية التحتية ويحرك عجلة التنمية الاقتصادية ...
أما بالنسبة للعلاقة اليمنية القطرية فهناك مؤشرات إيجابية لتحسين العلاقة بين البلدين بعد عدة أشهر من التوترات في ظل مايسمى بالربيع العربي وبعد انسحاب قطر من المبادرة التي تقدم بها مجلس التعاون الخليجي ، لكن ما إن تم التوقيع على المبادرة الخليجية والية تنفيذها وشكلت حكومة الوفاق الوطني بدأت الأمور في طريقها الى التفاهم .
* ما هي أبرز المشاريع أو البرامج التي سيتم الدفع بها خدمة للمغترب اليمني خلال هذه الفترة لتصبح واقعا ملموسا ؟
- نحن قمنا بإعداد خطه وبرنامج عمل للوزارة في إطار برنامج حكومة الوفاق الوطني والذي نالت الحكومة على الثقة بموجبه فأصبحت هذه الخطة والتي تشمل رعاية وخدمات ومشاريع الوزارة للمغتربين ملزمة للحكومة تنفيذها.. ونحن نعمل حاليا على البدء بتنفيذ بعض المشاريع الإستراتيجية والتي ستعود بالنفع على المغتربين والوطن ، بل ونسعى إلى التخفيف من المعاناة التي يعاني منها المغتربين من بعض الجهات الحكومية سواءا في الداخل أو الخارج .. فنحن الآن بصدد الدعوة إلى عقد مؤتمر عام لدراسة إنشاء بنك للمغتربين وكذا قناة فضائية تعبر عنهم وعن همومهم ومشاكلهم ، بالإضافة إلى أن الوزارة الآن تقوم بالتحاور مع الحكومة من أجل إنشاء مكتب قانوني خاص بالمغتربين في معظم دول الاغتراب وأيضا سيكون لدينا مندوبين عن الوزارة في معظم هذه الدول .
*هل توجد صعوبات وعوائق تواجهكم في سير عمل الوزارة ؟
- نعم هناك مايقف حجر عثرة أمام طموحات الوزارة وهو الجانب المالي فإمكانيات الوزارة محدودة وميزانيتها الحالية لا تلبي الأشياء الضرورية التشغيلية ولكن هناك تفهم لوضع الوزارة من قبل الحكومة بمعالجة الوضع حتى تتمكن الوزارة من أداء عملها على أكمل وجه وبالشكل المطلوب .
*كلمة أخيرة يود معالي وزير شؤون المغتربين الشيخ مجاهد القهالي أن يقولها؟
- أسأل الله العلي القدير أن يمد يد العون لشعبنا اليمني العظيم بتجاوز أثار الازمة والحرب الطاحنة وجميع الصراعات السياسية بالحكمة والعقل والمنطق إنه سميع مجيب .