قالت أمة العليم السوسوة الأمين المساعد للأم المتحدة إن الأوضاع في اليمن ما تزال غير مطمئنة وإن هناك حالة من الشكوك الممزوجة بالتفاؤل لما يمكن أن تشهدها البلاد بعد انتخاب عبد ربه منصور هادي رئيسا جديدا للبلاد ..
في الظروف الحالية ماذا يمكن لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي أن يقدمه لليمن في الجوانب الاقتصادية؟
الأمم المتحدة كانت وما زالت وستظل مع اليمن في معركتها الطويلة من أجل مكافحة التخلف والفقر والظلم ومن أجل الدعوة للمساواة وبناء دولة القانون والمؤسسات ، هذا بتصوري ما تقدمه الأمم المتحدة ،وأما عن المشروعات الملموسة التي تعود بالنفع على ا لمواطن والإنسان في اليمن، فلدينا قضية هدف التنمية الألفية.. كما يعلم الجميع إن اليمن حصل فيها تراجع كبير في بعض المؤشرات التي كانت تبدو أنها ستصل إلى مستوى الإضاءة وتصل إلى مركز متقدم، وعلى سبيل المثال تعليم الفتيات، فقد حصل تراجع للأسف والسبب الرئيس هو الحوادث الأمنية والمشاكل التي حصلت ببعض المحافظات والقلق السياسي وقلق الأسر اليمنية على بناتهم عند الخروج من البيت للدراسة هذا عندما تتوفر المدارس خاصة بالريف، وهنالك مدارس كثيرة تعطلت بعد أن اضطر الناس لأن يعيشوا فيها كنازحين كما حصل بابين.. واليمن للأسف لم تقدم ارقام عالية في مجال التقدم ألاقتصادي فالفقر وصلت نسبته الى مستويات تنذر بالخطر،والأوضاع الصحية ايضا لا تسر ، فقد سمعت من ممثل الصحة العالمية مؤخر في اجتماع جمعني به عودة لبعض الامراض كانت في طريقها الى الاختفاء،بعد ان كان مؤكد القضاء عليها ، وأيضا بدأت بعض الامراض الجديدة بالظهور والتي لم تكن موجودة ببعض المناطق التي تعاني من تردي المستوى الصحي البسيط..هنا لا بد ان نعي ان قضيه العنف والحرب ليست قضايا حدث وإنما هي قضايا تمس صميم وجوهر وبناء الحياة الإنسانية ولذلك المعركة ستكون طويلة ضد التخلف وضد الأوضاع الاقتصادية والفقر وأيضا مكافحة الفساد، هذه كلها مسائل مرتبطة يبعضها ،وبرنامج الامم المتحدة الانمائي كمنظمه معنية بقضية التنمية الانسانية او كجزء من منظومة برامج الامم المتحدة تعمل في اطارها الكلي بدعم الوزارات والهيئات الوطنية التي تعنى بهذه القضايا.لكن العمل الرئيسي الكبير بعيد عن الانخراط في مسالة النشاط الاقتصادي التي تقوم بها المؤسسات الاخرى هو الجانب المتعلق بالحكم الرشيد ودور القانون وإعلاء شان المؤسسات في اليمن ، هذا كله في لب التوجه الاستراتيجي لبرنامج الامم المتحدة والذي يتصل مع البرامج الوطنية، تحديدا بعد توقيع اتفاقيه مجلس التعاون الخليجي بخصوص حلحلة وحل المشكلة اليمنية التي دعت الامم المتحدة ان تكون الشريك الملازم لتنفيذ هذه الاتفاقية في اطرها الكاملة والشاملة خاصة في اعادة الثقة بين المواطنين وأنفسهم، والمواطنين والحكومة ،والحكومة والمواطنين .
فيما يخص مؤتمر الحوار ألوطني اين سيكون دور الامم المتحدة خصوصا وان هناك اخبار عن توزيع المهام بين الاتحاد الاروبي والولايات المتحدة؟
دور الأمم المتحدة وبالذات مكتب الامين العام ورعايته لتنفيذ المبادرة الخليجية وقرار مجلس الامن الصادر بهذا الشأن بخصوص استمرار دعم ومتابعه سير المبادرة الخليجية وأيضا مساعده الشعب اليمني لتجاوزه هذه المرحله،بلا شك ان الامم المتحدة ستكون متواجدة مثلها مثل غيرها من الشركاء الاخرين كالاتحاد الاروبي الولايات المتحدة والصين فرنسا وآخرين وأيضا دول مجلس التعاون الخليجي بصفتهم من مجموعه ما تسمى بالعشرة، الذين هم الدول دائمة العضوية .
ما طبيعة مشاركتكم في الحوار؟
قضية كيفيه المشاركة والتواجد ،نحن نعرف ان الحوار الوطني هو قرار يمني ومهما كانت الجهود والنوايا لمساعده اليمن فإنها لن تكون إلا بتقديم المساعده من الجانب اليمني ودعمه سواء كان في جانب تحفز القوي السياسية جميعا على المشاركة او في جانب الوساطة اذا طلب منها في بعض القضايا التي تحتاج الى نوع من الاخذ والرد و الحوار ، ايضا في متابعه التقارير ومبدأ تنفيذ هذه الالتزامات ، هذا الذي استطيع قوله في الظرف الحالي.. وحقيقة القول في هذا المجال باني التقيت بعض من الشباب والشابات في الساحات الذين ينظمون او لا ينظمون تحت الويه سياسة وغالبيتهم مستقلين وكونوا ائتلافات شبابية خاصة بهم، وكان مجمل الحديث هو اين سيكون هؤلاء الشباب في هذا البرنامج الوطني الكبير،كقضية الحوار الوطني والعدالة الانتقالية وما سينتج عنها ،اخذنا ارائهم ونقلناه للرئيس والحكومة ،رسالتهم وهي ان الشباب لا يرون انفسهم في مكان اقل من 50 بالمائة من أي تشكيلات، ومن حقهم ان يتحدثوا عن ضرورة المساهمة والإشراك في هذا البناء المهم لا نهم في اخر المطاف هم اصحاب المصلحه الفعليه من كل ما حدث في اليمن وما سيحدث.
هل تعتقدين ان اليمن تجاوزت مرحلة الخطر خصوصا في ظل تنامي قوه القاعدة؟
هناك جو ممزوج من التفاؤل المشوب بالحذر والقلق مما سيحدث بالوقت الذي تتطلع فيه الأنفس للمضي نحو خطوه قادمة أفضل , مؤسفة هي التطورات الأمنية التي تحدث في أكثر من مكان وبشكل متسارع وبأعداد كبيرة من الجرحى والقتلى و النازحين .. بالفعل هذه كلها علامات مقلقه ويعلم الله الى اين ستنتهي هذه الاحداث ولكن ما اتصوره ان دعم اليمنيين لأنفسهم واتفاقهم والتفافهم حول انفسهم حول البرامج المستقبليه لليمن سيخفف الكثير .
هل سارت العملية الانتخابية بشكل يرضي برنامج الأمم المتحدة الإنمائي؟
اتصور ان النتيجة الرئيسية الاولي للانتخابات الاستثنائية كانت مرضيه جدا والإقبال الكبير الذي شهدته صناديق الاقتراع برغم التخوف والتحذير والقلق الرعب الذي كان يشوب جو التحضير لهذه الانتخابات ، برغم كل هذا , الانتخابات سارت بشكل طبيعي في ظل الاوضاع والظروف التي كانت اليمن تمر بها في ذلك الوقت.. وكما نعلم هي لم تكن انتخابات تنافسية ولكن كانت مهمة لوضع الخطط الرئيسة والمهمة في عمليه انتقال ألسلطة فالمدلول السياسي اكثر من المدلول الاخر،ولقد زرت اللجنة العليا للانتخابات وهناك حديث الان على تقييم الانتخابات كيف سارت والتعلم من الدروس التي يجب ان يستفاد منها من اجل التحضير للاستفتاء الذي سيأخذ وقت فيما بعد عند الانشغال بالحديث حول الحوار الوطني وغيرها من المسائل المرتبطة بتنفيذ برنامج المرحلة الانتقالية... واهم شئ ان الشعب اليمن رضي بهذه النتائج لان هذا هو الاساس وبالتالي وان كانت هناك ملاحظات في الأشكال الإجرائية والمخالفات البسيط فالرأي الإجمالي يضمنان لهذه الانتخابات نجاحها.
مجلة الاستثمار العدد (40) مايو 2012م