أمين عام الحزب الاشتراكي اليمني ،نائب رئيس مؤتمر الحوار الوطني ، د.ياسين سعيد نعمان، كعادته في توصيف الإشكاليات من جذورها.. يعتقد أن الاقتصاد قد لايكون سبب التدهور الراهن، لكن السياسة قد تكون هي السبب في تدهور الاقتصاد.. ويطالب في لقاء خاطف مع مجلة (الاستثمار) بإيجاد نظام سياسي قادر على صياغة بيئة سياسية وأمنية واجتماعية وقانونية يتعايش الاستثمار معها..
من المعروف أن الكثير من القضايا السياسية الحاصلة في بلدنا سببها أزمات اقتصادية، كيف ترى مستوى مناقشة قضايا التنمية والاقتصاد في مؤتمر الحوار؟
- هناك ترابط ما بين السياسة والاقتصاد، قد لا يكون الاقتصاد هو السبب الرئيسي، ولكن قد تكون السياسة أيضاً سبباً في تدهور الاقتصاد، إذا لم يوجد نظام سياسي يستطيع أن يضع خطة استثمارية وخلق بيئة مناسبة للاستثمار، فبالتأكيد مهما كانت إمكانيات أي بلد كبيرة، ولديها موارد ضخمة بدون بيئة سياسية واجتماعية مناسبة، بالتأكيد ستكون الإشكاليات كبيرة وحقيقية.
في اليمن أنا أعتقد أن هناك تداخلاً كبيراً ما بين البيئة السياسية غير المناسبة وأيضاً الوضع الاقتصادي الصعب من أين نبدأ؟ هنا السؤال.. أنا أعتقد أن البداية تكون من خلال خلق البيئة السياسية والأمنية والاجتماعية المناسبة للعمل الاقتصادي، وبعد ذلك نستطيع أن نتحدث عن تعبئة الموارد الاقتصادية، سواء كانت الوطنية أو تعبئة الموارد الاقتصادية التي تأتينا من الخارج. نحن في حاجة إلى بيئة سياسية وبيئة أمنية واجتماعية وقانونية مناسبة للاستثمار.
رجال الأعمال غير راضين عن نسبة تمثيلهم في المؤتمر، هل ترى أن هناك إجحافاً بحق هذه الشريحة المهمة؟
- ليس العدد هو المهم، ولكن المهم في التمثيل وكيفية طرح القضايا، وأي تمثيل يترتب على من يستطيع أن ينقل هموم هذه الفئة، ولذلك إذا وجد واحد أو إثنان أو ثلاثة قادرين أن ينقلوا هموم وقضايا ومشاكل هذه الفئة فأنا أعتقد أن التمثيل في هذه الحالة سيكون مناسباً.
هل تتوقع أن تتحسن البيئة الاستثمارية مع فعاليات مؤتمر الحوار الوطني ومجرياته؟
- أنا أعتقد أن الحوار سيخلق ظروفاً مناسبة أولاً، لأن الحوار بطبيعته هو دعوة إلى الاستقرار وإزالة التوتر، وتوافق كافة القوى على الاستقرار يعني فيما يعنيه أن هناك توافقاً على بناء الدولة، وبناء الدولة من شأنه أن يؤدي إلى الاستقرار وبالتالي إلى الاستثمار.
مجلة الاستثمار العدد 45
