عيدروس بازرعة- الرئيس التنفيذي لمجموعة با زرعة- عضو مؤتمر الحوار الوطني- يؤكد أن مشاكل اليمن كلها وفي جذورها اقتصادية.. مؤكداً أن الحوار سيؤسس لدولة الحكم الرشيد والتنمية.
كيف ترى مجريات الحوار الوطني، وأنت عضو فيه، وتمثل رجال الأعمال بشكل أو بآخر؟
- مؤتمر الحوار الوطني يعتبر فرصة تاريخية لليمن، ولم يحدث وأن حصل مؤتمر حوار بهذا الحجم في التاريخ الحديث، وهي فرصة ومخرج لليمن كما ذكر فخامة رئيس الجمهورية بقوله “أمامكم في المؤتمر خيار واحد وهو أن ينجح، ولا توجد حلول أخرى”.. وشيء جميل أن ترى تحت قبة المؤتمر كل التناقضات في قاعة واحدة، دعني أقول كل أطراف الصراع السابق والحالي، لكن هو شيء جميل، وكما رأينا في الأسبوعين الأولين كثير من الأسقف المرتفعة وكثير من المشادات، لكنها كانت فترة تنفيس، وفترة تعارف، إن شاء الله تؤدي إلى صداقة بين الأطراف وتزيل كل العوائق، وأنا أعتقد أننا قد كسرنا كثيراً من الحواجز.
الحكم الرشيد
كيف ترى أهمية اللجنة التي أنت ممثل فيها في مؤتمر الحوار، وعلاقتها بالاقتصاد والاستثمار؟
- اللجان كلها مهمّة، فكثير من الناس يقولون إن لجنة القضية الجنوبية هي أهم لجنة، لكني أقول إن الفِرَق كلها ذات أهمية ومترابطة، وباعتباري رجل أعمال ممكن أن أتحيز للفريق الاقتصادي وفريق التنمية وأقول إن فريق التنمية أهم فريق باعتبار أن مشاكل اليمن كلها وفي جذورها اقتصادية ، وبالتالي لا أستطيع أن أقول إن هناك لجنة أهم من لجنة فالعملية مترابطة.. وبالنسبة للجنة التي أنا فيها هي لجنة الحكم الرشيد وأنا اخترت أن أكون في فريق الحكم الرشيد باعتبار أنه هو القالب الذي يمكن أن نبني عليه كل شيء، بغض النظر عن شكل الدولة، سواء كانت فيدرالية أو إقليمين أو أربعة أو مركزية ، في النهاية نريد دولة فيها حكم رشيد، حتى على مستوى الإقليم نفسه نريد دولة فيها حكم رشيد، من تنمية؛ إلى مكافحة فساد؛ إلى العلاقة بين الأحزاب والتنظيمات، كل هذه القضايا لا بد أن تحدد وبشكل واضح.
أنتم من البيوت التجارية الكبيرة في اليمن، ماهي العوائق والصعوبات التي تواجهونها في أعمالكم؟
- الصعوبات والعوائق كثيرة والهم الاقتصادي هو هم واسع، وأنا لا أتكلم عن رجل الأعمال وإنما على الوضع الاقتصادي بشكل عام، كثير من الصعوبات منها تشريعية وإجرائية، وكثير منها متعلّقة بالفساد ، نحن دائماً متهمون بأننا جزء من منظومة الفساد، لكننا كرجال أعمال من صالحنا أن نعيش ونمارس تجارتنا في بيئة صحية ، لأن هذه الجوانب تمثل لنا إرهاقا كبيرا . ومن الصعوبات التي نواجهها كما ذكرت الجوانب التشريعية والقانونية وعلى سبيل المثال نظام الضرائب ونظام الجمارك والواجبات ، كلها مرهقة وتحديداً الضرائب ، معنا مشكلة مع الحكومة منذ سنوات فيما يخص ضريبة المبيعات، وما زال إلى الآن الموضوع قائما ومازال الطرفان متمسكان بمواقفهما، وهذا موضوع من وجهة نظري غابت فيه العدالة لأن الضريبة ستطبق فقط على كبار المكلّفين ويعفى منها باقي الشرائح الأخرى والتي تعتبر السواد الأعظم، وبهذا لا توجد عدالة في هذا الموضوع.
ماذا عن أنشطتكم الاستثمارية والتجارية في اليمن؟
- المركز التجاري يعتبر الشركة الأم لمجموعة بازرعة، نتكلم عن وكالة سيارات ( TOYTA) ولنا استثمارات خارج نطاق السيارات في مجال الصناعة مثل(الشركة العربية للحديد والصلب) وهي شركة تابعة أيضاً وتنتج الحديد والصلب في المنطقة الحرة في عدن وتنتج الغازات الطبية والصناعية، ولنا استثمارات في مجال البنوك مثل (مصرف اليمن البحرين الشامل) نحن مساهمون فيه، ولنا استثمارات أخرى كثيرة في مجال الصحة والتعليم والأسماك، ومشاركون في شركات ونملك شركات أخرى.
رأس المال جبان
تعتبر مجموعة بازرعة من رؤوس الأموال المتميزة التي تفضل أن تستثمر في اليمن، في حين أن بقية المستثمرين يفضلون الاستثمار في الخارج، ما الذي يدفعكم للاستثمار في اليمن؟
- أولاً كما يقال رأس المال جبان.. شهدنا في السنوات الماضية هجرة كثير من رؤوس الأموال اليمنية، إذا كان عندي رأس مال يمني مهاجر فلا أتوقع أن يأتيني مستثمر من الخارج ويستثمر في اليمن، فمشاكل استقطاب رؤوس المال هي معروفة وليست سراً ، وقد أقيمت بهذا الخصوص ورش عمل وندوات وهي معروفة، وعلى رأسها الفساد وعدم وجود بنية تحتية، من طرقات إلى طاقة وكهرباء وغيرها، من المحسوبيات والمضايقات للمستثمرين بحجة الحماية، قليل من المستثمرين الأجانب الذين أتوا إلى اليمن وتوفقوا.
ماهي الظروف التي أجبرتكم على الاستثمار في اليمن رغم كل ما ذكرت؟
- أنا مواطن يمني، وبغض النظر أن رأس المال جبان، لكن مهما ذهبت للاستثمار في بلد الجوار أو حتى على مستوى العالم سأظل أجنبيا، ممكن أن أحقق عائدات مالية، لكن لن أحقق ذاتي ولن أنفع وطني إلا بالاستثمار فيه.
بالنسبة لموضوع تمثيل القطاع الخاص في مؤتمر الحوار الوطني، ألا ترون أنه مجحف بحق هذه الشريحة المهمة؟
- حقيقة القطاع الخاص ظلم من سنوات، وظلمته اللجنة الفنية للحوار الوطني.. في عملية المحاصصة غُيّب القطاع الخاص تماماً ، ولا أدري لماذا ؟ بالرغم من أن الاقتصاد هو محور التنمية والعمود الفقري لأي دولة، فإذا فشل الاقتصاد لن يكون لديك دولة. فكنت أتمنى أن يوجد في المحاصصة عدد من رجال الأعمال الذين يجب أن يساهموا في رسم السياسة الاقتصادية والتنموية لليمن الحديث، ولكن للأسف الشديد لا يوجد.. الموجودون في مؤتمر الحوار من القطاع الخاص هم أربعة دخلوا على استحياء عبر أحزاب وعبر منظمات مجتمع مدني، ولكن لا يوجد شيء كحصة وككتلة تمثل هذه الشريحة.
ماهي الرسالة التي تود أن توجهها لرجال الأعمال والمستثمرين في اليمن؟
- رسالتي لرجال الأعمال ولكل الشعب اليمني أننا قادمون على يمن جديد، يجب أن تتضافر الجهود ، ويجب أن نصوب وجهتنا إلى اليمن الحديث يمن المستقبل، الذي ننشده كلنا.. قد تكون المرحلة الماضية لها ظروفها ولكن المرحلة القادمة وبعد الانتهاء من الحوار الوطني ووضع دستور جديد ويمن جديد بغض النظر كيف سيكون شكل اليمن الجديد، سنكون قادمين على مرحلة جديدة ويجب أن نكون حريصين على إنجاح المرحلة القادمة وحريصين على تحويل اليمن إلى دولة يتساوى فيها الجميع، الكبير والصغير، دولة النظام والقانون، دولة ترعى مصلحة التاجر والمستثمر والمواطن.
موقع معلوماتي ترويجي وخدمي؛ تأسس عام 2004 يواكب جديد الشركات والأعمال ويهتم بالأخبار الاقتصادية في كافة المجالات.. من : مؤسسة الاستثمار للصحافة والتنمية
الاستثمار نت :
من نحن؟
تواصل معنا
هيئة التحرير
محرك بحث دولي للأخبار الاقتصادية لدول الشرق الأوسط وأطلق في أكتوبر 2017