حذر رجل الأعمال سعيد عبد الحق سعيد نائب رئيس مجلس إدارة شركة سبأ للمقاولات من هجرة رؤوس الأموال اليمنية المستثمرة في اليمن إذا استمرت الحكومة على سياسة التطفيش والتنفير الحالية , ناصحا المانحين بإدارة منحهم بأنفسهم عبر فتح مكاتب لهم في اليمن , مطالبا أعضاء لجنة المناقصات تقديم استقالتهم والتفرغ للعبادة والاعتكاف في المساجد، إذا هم غير قادرين على اتخاذ قرارات استراتيجية , وقضايا أخرى..
كيف تقيم واقع شركات المقاولات في اليمن ؟
- شركات المقاولات في فترة من الفترات كانت في أزهى وأفضل صورها، كانت تعمل في المشاريع المتواجدة في جميع مناطق اليمن ولكن للأسف الشديد في الفترة القليلة الماضية، وخصوصا الثلاث السنوات الماضية، بدأت الحكومة تعمل على تدمير شركات المقاولات بشكل خاص وكل ما هو من إنجازات النظام السابق بشكل عام لهذا فإن الواقع الحالي لشركات المقاولات صعب جدا في ظل الاستهداف المتعمّد من قبل الحكومة .
ما الذي يترتب على هذا الوضع ؟
- إذا كانت الحكومة تتوقع أن تكون هناك شركات مقاولات مؤهلة خلال الفترة القادمة فإني أقول لهم لن يكون هناك شركات مؤهلة؛ فالشركة إذا توقفت عاما؛ فإن هذا يعتبر دمارا لها لأن المعدات تصبح في حاجة إلى صيانة تكلّف الملايين من أجل أن تعيدها إلى العمل من جديد.
لمصلحة من هذا الاستهداف ؟
- والله لا أعلم، وهذه هي المشكلة لأننا غير قادرين أن نستوعب من المستفيد من ورائها؟ وهذا شيء مؤسف، وأنا لا أتكلم عن شركات المقاولات فقط بل عن القطاع التجاري والصناعي، وعن القوانين المجحفة بحق القطاع الخاص، التي بدأوا الآن ينفذونها لأن هناك من يفتكرون أن اليمن منطقة استثمارية مغرية للعالم كله، وأن الجميع سيأتي إليها , بينما أصبحت اليمن بلدا منفرا للمستثمرين, لا يريدون أن يستوعبوا أهمية التسهيلات لأن العالم كله يمنح تسهيلات , و أنا أتوقع خلال العامين القادمين إذا استمر الوضع على ما هو عليه فإن المستثمرين الموجودين سيهاجرون لأن اليوم هناك طفرة غير طبيعية في الدول المجاورة، وقد بدأت الشركات اليمنية الكبيرة، التي تعتبر الضمان الحقيقي لجذب الاستثمارات الأجنبية، بدأت تهاجر ولن يبقى منها إلا الصدى، حبا في اليمن ليس إلا، حتى لو يخسرون , وبدل ما يكافأون يتم محاربتهم بطرق شتى أهمها التهريب.
لماذا ؟
- طالما ونحن محكومين من قبل هؤلاء الأشخاص الفاشلين فإني أفضل بأن يتعاملوا معنا مثل ما تعاملت المملكة العربية السعودية ودولة قطر بأن ينفذوا المشاريع التي يمولونها بأنفسهم من أجل أن ترى النور ويستفيد منها الشعب اليمني، ولكن إذا سلّمت أو تدخلت الحكومة اليمنية فيها فإني أعلن من الآن فشلها.
على أي أساس بنيت توقعك ؟
- من واقع تجاربي وخبرتي الممتدة خلال 46 عاما، أعلن فشلها، لكن إذا قامت هذه الدول بفتح مكاتب لها وإدارة تمويلاتها بشكل سليم؛ فإنها ستنجح، وليس عيبا بأن تعطني مليارا وتنفق منه 200مليون في إدارتها، وليست مشكلة من أجل أن نحقق مشاريع ب800 مليون , بدلا من أن تعطها للحكومة مليار وأنا أعرف أنه سيذهب منها 900مليون و 100مليون سينفذ فيها مشاريع ليست ناجحة فأيهما أفضل ؟
ذكرتم أن لجنة المناقصات عقيمة ولكن أعضاءها مشهود لهم بالنزاهة ؟
- هذا صحيح، وهل نحن بحاجة للشرفاء الذين لا يقدرون أن يتخذوا قرارا واحدا ؟ قطعا لا، نحن لسنا في حاجة لمن يوقف البلد بكلها، أعضاء لجنة المناقصات من أفضل وأشرف الناس، لكن أنا أتمنى أن يذهبوا؛ ليعتكفوا في المساجد ويقرأون القرآن، بدل من جلوسهم في مكاتبهم وهم لا يستطيعون أن يتخذوا أي قرار في مشاريع معينة لأنهم ليست لديهم الخبرة .
من وجهة نظرك ما الحل للنهوض باليمن ؟
- الحل أن نستعين بخبرات أجنبية، شركات عالمية لإدارة البلد اقتصاديا، وهذا ليس عيبا، فدبي من بناها؟ ليس محمد بن راشد آل مكتوم كما يعتقد البعض، من بناها 86 ألف بريطاني , يفترض عندنا أن يكون لدى اللجنة العليا للمناقصات مستشارين من جميع أنحاء العالم ذوي خبرة لديهم القدرة على اتخاذ القرارات، وما على أصحابنا سوى التوقيع , كذلك عمان لم يبنها السلطان قابوس من فراغ بل بناها على أيدي خبراء بريطانيين، كان الوزير عمانيا ونائبه بريطاني، وعندما بدأت تقف عمان على رجلها، استغنى عنهم وأحل بدلهم عمانيين , ونحن لماذا نتكبر ونكابر، علينا أن نعترف بأننا أناس فاشلون، ليس بمقدورنا عمل شيء، فكلما تكبرنا كان الضرر فينا أكبر, فعلينا أن نستقدم استشاريين من الخارج؛ ليبنى بلدنا إذا أردنا أن نبنيها فعلا . نحن في حاجة إلى قائد داخل اليمن لديه رؤية يقود العربة إلى الأمام , لا نريد أن نظل ندف العربة من الخلف؛ فإذا تعبنا جلسنا وتوقفنا والعالم كله مستمر في التقدم، ورجعنا مرة أخرى ندف العربة؛ ونريد أن نلحق بالعالم , لن نتقدم خطوة إلا إذا تم إيجاد شخص يقود العربة من الأمام وينطلق بنا مع بقية العالم .
هل تتوقع من المانحين أن يفوا بالتزاماتهم وتشهد اليمن نقلة نوعية في مشاريع البنية التحتية ؟
- العالم كله يريد أن يساعد اليمن ويطرح ثقله فيها، ولكن نحن لا نريد أن نساعد أنفسنا, الحكومة من تاريخ 1/ 12/ 2012 وحتى الآن وزارة المالية والبنك المركزي اليمني لم يصرفوا ريالا واحدا لقطاع المقاولات حتى المشاريع الممولة أجنبيا لم يدفعوا نسبة 30% التي تخص الحكومة.
كيف تقيم أداء الحكومة حتى الآن ؟
- حكومة الوفاق لم تعمل شيئا فهي نايمة خلال الفترة الماضية، وإني أتساءل هل عدم صرف مستحقات المقاولين ومحاربة الصناعات الموجودة داخل البلد والتهريب الذي زاد بنسبة 500 % عنما كان موجودا في السابق أو المشاكل الأمنية الموجودة في حضرموت وشبوة عدن وأبين والحديدة ولحج، مشاكل موجودة داخل العاصمة، هذا سوف تحل مشاكلنا وستجذب الاستثمارات !!!!!!! أنا اعتبر الخمس سنوات القادمة هي أعجف وأسوأ سنوات في تاريخ اليمن لأن كل واحد برأسه برنامج أو رؤية لكيفية صيغة الدولة.
كيف تنظر لواقع الاستثمار في اليمن ؟
- الاستثمار في اليمن واقف كليا منذ عامين وخلال الخمس سنوات القادمة لن يكون هناك أي استثمارات, اليوم تنزل مناقصات لمشاريع ولا شركة تقدم أو تقدم شركات بضغوط من مسئولين داخل البلد ووقت إصدار الضمانات لا تأتي.
مجلة الاستثمار العدد 45