حوارات نُشر

في حديث خاص لـ(الاستثمار) وزير النقل: تجاوزنا الكثير من الصعوبات وهناك خطط ومشاريع نعتزم تنفيذها لتحسين خدمات الموانئ اليمنية

اكد وزير النقل الأستاذ/صالح أحمد الجبواني، ان الوزارة استطاعت تجاوز الكثير من التحديات والمعوقات التي واجهتها خلال الفترة الماضية، وهي الآن تقوم بإصلاحات عامة لتنظيم العمل ومكافحة الفساد.
  وأشار إلى أن هناك  خططا ومشاريع تعتزم الوزارة تنفيذها في الفترة القادمة لتحسين خدمات الموانئ اليمنية والنقل البري.
واشار الجبواني  في حوار مع(الاستثمار) أن اليمن الاتحادي قادم لا محالة بقيادة الرئيس هادي، و أن المشاريع الصغيرة ستسقط، وسينتصر الوطن والشعب
..إلى تفاصيل الحوار:

  ..
ماضون في بناء مؤسسات النقل

بداية: كيف وجدتم وزارة النقل، عندما تم تعيينكم لإدارة دفتها؟


- عندما وصلنا إلى الوزارة قبل نحو سبعة أشهر ، لم يكن هناك مقر أو ديوان عام للوزارة، إنما كانت الأمور تدار بطريقة عشوائية، ومن البيوت. حتى تم تجهيز وافتتاح هذا المبنى، و أسسنا كل شيء فيه من الصفر.

جهود


لوحظ أنكم تمكنتم خلال الفترة الماضية من إعادة ترتيب ديوان الوزارة، وتفعيل المؤسسات التابعة لها.. حدثنا عن ذلك؟


ما قمنا به ليس تميزا عن الآخرين، وعن بقية الوزارات أبدا، نفس الظروف عانت منها كافة الوزارات والمرافق، لكن كان لدينا، الحكومة ككل، دافع كبير، وهمة عالية، وإحساس بالغ بالمسؤولية؛ كوننا مسؤولين عن هذه المرافق، وجئنا في ظرف استثنائي، لكي نقوم بعمل استثنائي...
وبدورنا في وزارة النقل، عملنا على تهيئة أجواء العمل وإعادة النشاط الطبيعي والممكن لكافة الجهات التابعة لنا... كما عالجنا الكثير من الخلافات والمشاكل التي كانت تمثل عائقا لنشاط وزاره النقل ومؤسساتها.

 

ماذا عن الموانئ ..؟


-  بالنسبة للموانئ فقد كانت تعاني من صعوبات كبيرة ناتجة عن ظروف الحرب، خصوصا  المنشآت التي احترقت، ومنها الصوامع  في ميناء عدن، إلى جانب تكبد الميناء والتجار خسائر كبيرة، مع هذا استمر الميناء بالعمل في الحدود الدنيا بعد تحرير عدن، ثم بدأ العمل يعود إلى طبيعته شيئا فشيئا.
 

هل نستطيع القول أنه عاد حاليا لنشاطه السابق؟ 


ليس كذلك..لان عودته لنشاطه السابق يحتاج لإزالة الكثير من المعوقات والتي نعمل عليها حاليا.. لكن  نستطيع القول ان معظم الادارات تعمل بشكل طبيعي، وقد قمنا بزيارات ميدانية، ونتابع العمل عن كثب ؛ وحسب الإحصائيات، فقد استقبل الميناء خلال عام2017م حوالي «330» الف شاحنة.
 

صعوبات


ما الصعوبات التي تواجه العمل في الموانئ، خصوصا ميناء عدن؟ وكيف تتعاملون معها؟


- هناك معوقات ذاتية داخل الميناء، منها ما يتعلق بالنقص في المعدات، ومنها في مكاتب الوكالات الملاحية وعمال الشحن والتفريغ، ومنها في النقابات العمالية وإدارة الأمن في هذه المنشأة الحيوية..  كل هذه الأمور لم تكن منضبطة بالشكل الذي يجب أن تكون عليه؛  فمثلا السيطرة الأمنية والعسكرية على الميناء لم تكن تتبع الأجهزة المختصة ، لكن حاولنا تصحيح الكثير من هذه الاختلالات سواء داخل مؤسسة وموانئ عدن، أو في ميناء الحاويات، وما زلنا مستمرين في هذه العملية والأمور تتحسن شيئا فشيئا.
طبعا هناك موانئ أخرى.. منها ميناء المكلا الذي يعمل بحدود جيدة وميناء المخا جاهز لإعادة افتتاحه بعدما أغلق بسبب الحرب.


ماذا بشأن الموانئ المتخصصة بالغاز والنفط ..هل تعمل ؟


لدينا ميناء الغاز (بلحاف)  وبإعادة تشغيل شركة النفط سيعود العمل في الميناء إن شاء الله وسيكون ذلك قريبا.. وميناء النفظ في(النشيمة) في شبوة، بدأ بالعمل. أما ميناء الضبة في المكلا، فيعمل بشكل مستمر.

إشكالات


لماذا تتأخر عمليات تفريغ السفن في ميناء عدن؟ وهل للتحالف علاقة بهذا التأخير؟


- كما ذكرت سابقا ..هنالك نقص في المعدات، منها معدات التفريغ لسفن البضائع من الحبوب ومن غيره، وهناك أسباب أمنية أخرى: الحرب، والتحالف.
عندما تحدثنا مع إدارة الميناء  أكدوا لنا  أنهم لو تخلصوا من الآلية التي يفرضها التحالف على تفتيش السفن، فإنه بإمكانهم أن يستقبلوا  قرابة  المليون كونتينر  في السنة  بدلا 330 .. لكن باعتقادي أن هذا بحاجه إلى إنهاء  الحرب لأن مليون كونتينر عدد لا يتحمله الميناء، لأنه لابد أن  يتم عملية نقل هذه البضائع من الميناء إلى جهات مختلفة داخل اليمن.


إذا ما الحل.. هل ستستمر المشكلة؟


بالتأكيد هناك إشكاليات ونعمل  حاليا على حلها؛ حيث التقينا ببعض الشركات الأجنبية، وشركات عربية، لكي يساعدونا في تخطي هذه المعضلات .. وقد تحدثت مع شركة مصرية وأعطينا تعليمات لإدارة الميناء لوضع التصور للاتفاق مع الشركة التي ستأتي مع معداتها وتستثمر في عملية التفريغ، لكننا نحتاج لبعض الوقت، وستأتي هذه الشركة وسننظم  هذه العملية.     ونأمل أن السفينة التى كانت تتأخر في الميناء أسبوعا، لن تتأخر إن شاء الله إلا يومآ واحدا( أثناء التفريغ).
 

*  بعيدا عن الموانئ .. هل أنتم راضون عن أداء مؤسسات النقل البري؟


- الأمور في المؤسسات والهيئات الأخرى تسير بشكل جيد، وعملنا على تصحيح وضع الهيئة العامة للنقل البري، ونعمل حاليا على  تصحيح وضع الموانئ البرية، مثل ميناء الوديعة، ولدينا خطط ومشاريع مستقبلية نعمل على تنفيذها لتطوير وتفعيل كافة المؤسسات. وقياسا بعامل الوقت وتجاوز التحديات، فإن هناك أعمالا أنجزت، وجهودا تبذل. ونحن ماضون لتطوير كافة الأعمال في هذا المجال.

العمليات الانسانية


افتتحتم موانئ برية للعمليات الإنسانية..حدثنا عنها ؟


- نعم .. هناك موانئ برية افتتحت للعمليات الإنسانية في البقع وفي مناطق الحدود، كذلك في حرض، وغيرها من المناطق الحدودية بين اليمن والسعودية، وكذلك في الحديدة وحجة .. لكن هناك تحديات قائمة بسبب الحرب ،وبعض الإشكالات في الموانئ ، لأن الموانئ البرية تشتغل فيها عدة جهات في وقت واحد. تشتغل الجمارك، وتشتغل الضرائب، وتشتغل الجوازات.
 

ما الإجراءات التي اتخذتموها لتجاوز هذه الإشكاليات؟


- باعتبار وزارة  النقل المشرف على هذه الموانئ ، فقد طرحنا الموضوع في مجلس الوزراء وتم إقرار تأسيس لجنة من وزير المالية ووزير الداخلية لإعادة النظر في تصحيح هذه المنافذ، وإن شاء الله ستحل هذه الإشكاليات  في القريب العاجل.

التزام اخلاقي


نحن الآن نجري معك المقابلة والوقت بعد الثانية ظهرا، هل تعتقد أنك وعدد محدود من الوزراء تتواجدون في مكاتبكم حتى هذه الساعة؟


- لا أدري .. أنا موجود في مكتبي كل يوم حتى الساعة الثالثة والنصف عصرا. مكتبي مفتوح للمواطنين ..ومؤسسات النقل لا تستطيع أن تعمل في علاقتها بالواردات للبنوك إلا عبرنا.

 

الاصلاحات الادارية والمالية ..ماذا عنها؟


نحن نقوم بإصلاحات عامة وسنقدم كل الدعم لكل من يعمل في إطار النظام والقانون.

 

اليمن الاتحادي


برأيك.. من المعني أولا بإعادة بناء اليمن؟


- نحن اليمنيين الذي علينا أن نهتم أولا بأمر هذا الوطن ومستقبلنا أيضا.. لدينا مشروع في اليمن هو ( اليمن الاتحادي) الجديد.
 

أنت كوزير ..كيف تنظر إلى مشروع اليمن الاتحادي، وفرص نجاحه أو إجهاضه؟


مشروع اليمن الجديد هو وجه جديد ومولود صغير لكن مع الأيام سينمو ويتمكن من نفسه حتى يشب عن الطوق ويكون واقعا على الأرض.. ومهمتنا تعزيز هذا المشروع. وأنا مؤمن بنجاحه، ولا يمكن أن نعود للماضي ابدآ لأن هناك إرادة شعبية تقف وراءه. هناك ما يقارب 90% من الشعب مع هذا المشروع، وبالتالي لن  ينجح بائعو الوهم وأصحاب المشاريع الصغيرة 
 

كنت معارض للسلطة ولمؤتمر وكنت مع المجلس الانتقالي.. ما الذي جعلك تنظم إلى السلطة؟


- نعم.. كنت معارضا لنظام علي عبدالله صالح، وأحد مطالبي إستعادة الدولة الجنوبية، لأنه اساء للوحدة وافسد الحياه السياسية والاقتصادية للبلاد.
و كنت حينها أتوقع  أن هذا النظام بفروعه القبلية والعسكرية والعائلية يستحيل إسقاطه ؛ لكن الحمد لله سقط. ولدينا الآن امل ومشروع جديد لبناء الوطن.
أيضا .أنا ضد جنوب موجود بهذا الشكل في عدن، ولا نريد (شمال) يحكمه الحوثي ومشروعه الكهنوتي...نريد يمنا واحدا،بشكل جديد. وأنا أكرر مائة مرة أن  مؤتمر الحوار الوطني ومخرجاته هو المخرج الوحيد لنا كشعب لأننا منذ مئات السنين ونحن نعاني..  والآن بقيادة فخامة الرئيس عبدربه منصور هادي ماضون لبناء اليمن الاتحادي .. يمن يلبي طموحات شعبنا. وحتما سنصل إلى بر الأمان،  وسنكون ذات يوم في مصافي الدول المتقدمة. وهذا مسؤوليتنا وواجبنا جميعا كيمنيين، أن نسعى لذلك وأن تتضافر الجهود في هذا الإتجاه.
وأنتم ـ كإعلام ـ  ومن منطلق مسؤوليتكم ، ينبغي أن تعزز رسالتكم التفاعل الإيجابي ووقوف أمام كل ما هو سلبي .

 

ـ كلمة أخيرة ؟


كلمتنا للإعلام والصحافة كونه يعتبر شريكا استراتيجيا في التنمية ، والكلمة تحمل طاقة أقوى من المدفع والدبابة ..أيضا يلعب  الاعلام دورا كبيرا في تشكل الوعي المجتمعي والرأي العام ، لذلك نتمنى من المؤسسات الاعلامية والصحفية أن تقف وتعزز الدور الايجابي في البلد والذي يخدم التنمية والبناء والاستقرار.


 

مواضيع ذات صلة :