بترول ومعادن نُشر

ما السبب وراء عدم اهتمام المستثمرون في الشركات النفطية بهبوط أسعار الخام؟!

 
مع تسجيل أسعار النفط مؤخراً تراجعاً من مستوياتها الأعلى في أكثر من 3 أعوام ونصف العام، مازالت تعمل الشركات الأوروبية الضخمة على تقييم هذا الهبوط، والذي من المفترض أن ينتج عنه تغيراً ملحوظاً في المكاسب التي يحققها، وذلك نقلاً عما نشرته وكالة الأنباء الدولية "بلومبرج" في إحدى تقاريرها الأخيرة.
 
وفي الوقت الذي تراجع فيه خام برنت" القياسي بما يزيد عن 9% خلال الأسبوع المنصرم، سجل مؤشر "ستوكس يوروب 600" للنفط والغاز انخفاضاً بنسبة 3.9%، ويمكننا أن نقول أن السبب وراء ذلك هو إثبات الشركات أنها استطاعت خلق توازن في الوقت الذي انهارت فيه الأسعار في الفترة بين عامي 2014 و2016، الأمر الذي ألقى في قلوب المستثمرين الطمأنينة وضمن لهم أنه من الممكن أن يتم تحمل حركات التصحيح بشكل أسهل.
 
وقد قامت الشركات النفطية بعمل رائع في تعديل الميزانيات الخاصة بها وفقاً لأسعار النفط التي تعاني من الانخفاض، وفي الوقت الحالي يعمل المستثمرين على الإستفادة من ذلك بأكبر شكل ممكن، وذلك حسب ما صرح به محلل "Oddo Bhf" "أحمد بن سالم"، وقال أيضاً، أن قدرة الشركات النفطية على الصمود ترتبط بحقيقة أن لديها سعر تعادل منخفض يصل إلى نحو 50 دولار للبرميل، ذلك بالإضافة إلى أن خطط إعادة شراء الأسهم وميزانيتها تعتمد على سعر 60 دولار للبرميل.
 
ونتيجة لانهيار الأسعار، اضطرت الشركات النفطية الضخمة في أوروبا إلى تأجيل بعض المشاريع الجديدة، وتقليص التكاليف، والحد من إنفاقها، وهذه الاستراتيجية التي استخدمتها جعلتها في الوقت الحالي أقل تأثراً لتقلبات وتذبذبات الأسعار قصيرة الأجل، وذلك مثل ما حدث منذ وقت قريب عندما سجل خام "برنت" تراجعاً بسبب الحرب التجارية بين أمريكا والصين، الأمر الذي تسبب في الخوف من انخفاض نسبة الطلب، ذلك بالإضافة إلى أن المملكة العربية السعودية تعهدت بأن تعمل على زيادة نسبة الإمدادات إلى مستويات قياسية.
 
هذا، ونتيجة للتوقعات القوية للربع الثاني من العام الحالي والتي سوف يتم الكشف عنها خلال الأيام القادمة تلقى المستثمرون دعماً معنوياً نتيجة لهذه التوقات، ومن المتوقع حسب ما يقول به المحللون والخبراء أن قطاع النفط الأوروبي سوف يسجل أعلى نسبة نمو في الأرباح بين 10 صناعات رئيسية.
 
ومن المحتمل وبحسب ما قاله مصرف "جولدمان ساكس" أن تقوم شركات النفط بتسجيل أعلى تدفق نقدي خلال 10 أعوام تقريباً، ويقول "جيه بي مورجان" أنه هناك اختلاف بين أداء أسهم النفط وأداء الأسعار، وذلك الأمر يرجع إلى التدفقات النقدية الحرة القوية التي استطاعت الشركات أن تحققها، ذلك بالإضافة إلى أن الأرباح القوية واستمرار بقاء الأسعار فوق 70 دولار للبرميل، واستمرار خلق المشاريع الإنتاجية والاستكشافية كلها تعمل على الدفع بمواصلة السهم لأداء جيد في الأسواق.
 
وخلال العام المنصرم 2017، تردد المستثمرون في الاعتقاد بأن الأرباح التي تحققها الشركات النفطية سوف تستطيع أن تتعافى من جديد، وذلك بالرغم من أن سعر خام "برنت" سجل ارتفاعاً وصل إلى نسبة 18%، فإن سهم النفط ضمن القطاعات التي سجلت انخفاضاً في أوروبا، فقد عانت من تراجع وصل إلى 2.2%..
 
هذا، ومازالت تقاوم أسهم النفط الأوروبية من انخفاض الأسعار، وذلك حتى نهاية الأسبوع المنصرم، وذلك مع تغير خفيف في مؤشر "ستوكس يوروب 600" للنفط والغاز، وذلك بالمقارنة مع أسعار خام "برنت" التي سجلت تراجعاَ بشكلاً حاد.
 
 
Investing.com

 

مواضيع ذات صلة :