للمرّة الأولى منذ عام 1990، سيتقلّص طلب الصين وفقاً للنموّ على أساس سنوي، خلال العام الجاري، رغم أنّ ثالث اقتصاد
في العالم سينمو بنسبة 6.5 في المئة. معطى يزيد من تشاؤم توقّعات الوكالة
الدوليّة للطاقة في شأن نموّ الطلب على الوقود الأحفوري في مرحلة الركود
التي يمرّ بها الاقتصاد العالمي.
فالوكالة التي تعنى بالشؤون الطاقويّة للبلدان الصناعيّة، خفضت مجدّداً في
تقريرها الشهري الذي أصدرته أمس توقّعاتها للطلب على النفط خلال العام
الجاري، بواقع مليون برميل يومياً إلى 83.4 مليون برميل. واستندت في تلك
الترجيحات إلى تراجع إجمالي الناتج الداخلي العالمي بنسبة 1.4 في المئة في
عام 2009.
والطلب الجديد المحدّد هو الأدنى منذ عام 2004 ويمثّل انخفاضاً بنسبة 2.8
في المئة مقارنة بالعام السابق،
وهو قريب من مستويات التراجع المسجّلة في
بداية ثمانينيّات القرن الماضي. وتشير الوكالة إلى «إجماع متنام» مفاده أن
انتعاش الطلب لن يحصل قبل عام 2010.
وفي حديث إلى وكالة «France Press»،
قال المحلّل في الوكالة دايفيد فايف
إنّ سعر برميل النفط قفز فوق الـ50 دولاراً للمرّة الأولى خلال 4 أشهر،
ولكنّ «مؤشّراتنا للطلب على النفط خلال الربع الأوّل هي ضعيفة جداً جداً».
والجديد في تقرير الوكالة هو حديثه عن أنّ إمدادات النفط من المنتجين خارج
منظّمة الدول المصدّرة للنفط، «أوبك»،
قد تنخفض في العام الجاري. ويتوقّع
أنّ يضخّ هؤلاء المنتجون نحو 50.3 مليون برميل يومياً بانخفاض حوالى 300
ألف برميل يومياً عن عام 2008.
كذلك حذّرت الوكالة من أنّه بعد العام الجاري قد يحدّ نقص الاستثمارات من
المعروض بدرجة أكبر، وقد يدفع ضعف توقّعات الإمدادات من خارج «أوبك»،
فضلاً عن خفض إنتاج المنظمة، أسعار النفط للارتفاع بشدة عندما يرتفع الطلب
مع بوادر الانتعاش الاقتصادي.
(أ ف ب، أ ب، رويترز)