بترول ومعادن نُشر

النفط عند 60 دولاراً بعد عام من بلوغه أعلى سعر قياسي

Image بلغ سعر برميل النفط أمس 60 دولاراً، بعد مرور عام على سعره القياسي وهو 147.50 دولار، في أجواء تغيرت بشكل جذري، وهيمن عليها تخوف من أن يبقى الطلب على الذهب الأسود في تراجع مستمر.
وتضافرت عوامل عدة من توترات جيوسياسية، وتراجع الدولار إلى مستوى تاريخي، وارتفاع كبير للطلب في البلدان الناشئة، ونهم المستثمرين على المواد الأولية، ليسجل النفط سعراً قياسياً العام الماضي.
وبعد مرور عام تبدلت الأجواء، فهبطت أسعار النفط أكثر من 60 بالمئة دون مستواها القياسي، بعد انهيارها لتبلغ 32.40 دولار في ديسمبر من العام 2008. وبلغ سعر برميل نفط البرنت المستخرج من بحر الشمال، تسليم أغسطس 60.68 دولار، أي بارتفاع 16 سنتاً، فيما بلغ سعر نفط تكساس الخفيف 59.84 دولار، أي بانخفاض 5 سنتات.
لكن مع المخزونات الكثيفة في الولايات المتحدة والقدرات الإنتاجية الهائلة (بإمكان «أوبك» أن تنتج ستة ملايين برميل أكثر في اليوم)، ولم يعد هناك ما يدعو للتخوف من حصول نقص، الذي كان هاجس المتعاملين في السوق الصيف الماضي.
فعلى العكس تنصب كل المخاوف على الطلب، الذي تأثر سلباً بالأزمة العالمية، ويتوقع التقرير الأخير لـ«وكالة الطاقة الدولية» أن يتراجع استهلاك الذهب الأسود 2.5 مليون برميل في اليوم العام الجاري، قياساًً بالعام 2008، ليبلغ 38.8 مليون برميل في اليوم.
وكان المستثمرون يأملون في يونيو أن يعاود الاستهلاك انطلاقته عند رؤية بوادر انتعاش، وعادت الأسعار للارتفاع لتصل إلى 37.50 دولار.
لكنهم ما لبثوا أن اقتنعوا بأن تعافي الاقتصاد سيكون طويلاً ومؤلماً، وخسرت الأسعار مجدداً نحو 15 دولاراً، ويوم الجمعة الماضي تراجع النفط الخام إلى 58.72 دولار في نيويورك، وهو أدنى مستوى له منذ 18 من مايو الماضي.
ولفت المحللون في مكتب «جي بي سي إينيرجي» في فيينا إلى أن «رمزية الذكرى لم تمنع الأسعار من التراجع».
وإذا تبدل المشهد في غضون عام، هناك أمر لم يتغير، وهو أن الدول المستهلكة، والمنتجة ترغب في الحد من تقلبات الأسعار التي تعتبرها آفة.
ودعا قادة مجموعة الدول الصناعية الثماني الكبرى، الذين اجتمعوا في لاكويلا في إيطاليا الأسبوع الماضي، إلى «تحسين الشفافية وتعزيز الحوار، بغية الحد من تقلبات السوق المفرطة».
وهو الموضوع نفسه الذي ساد في يونيو من العام 2008، عندما دعت السعودية إلى بحث أسباب ارتفاع النفط الخام في جدة.
أما بالنسبة للمنتجين فإن التغيرات الكبيرة في الأسعار تعقد قرارات الاستثمار، التي ترتكز نظرياً على وضع سيناريو أسعار طويل الأمد، واحتمال ارتفاع سعر النفط من جديد يشكل خطراً على اقتصادات الدول المستهلكة التي لا تزال مترنحة.
ورأى المحللون في مكتب السمسرة «بي في أم» أن «ثمة فائدة على الأقل من التقلبات، وهي أنها أحدثت توافقاً لدى المستهلكين والمنتجين، لجهة أن يكون هناك سعراً عادلاً للنفط، يتمحور حول 75 دولاراً للبرميل.
وفي الأسواق الآسيوية بلغ سعر برميل النفط نحو 60 دولاراً، بسبب إقبال المستثمرين على الشراء مع تراجع سعر الخام الأسبوع الماضي، على ما أفاد وسطاء.
وفي مبادلات صباح أمس، بلغ سعر برميل الخام المرجعي الخفيف (سويت لايت كرود) تسليم أغسطس 59.97 دولار، مرتفعاً ثمانية سنتات.
وارتفع سعر برميل خام بحر الشمال (برنت) تسليم أغسطس 12 سنتاً عند 60.64 دولار.
 وأعلنت الأمانة العامة لمنظمة الدول المصدرة للبترول «أوبك» في فيينا أن سعر خام المنظمة تراجع إلى ما دون مستوى 60 دولاراً للبرميل، في ختام تعاملات الأسبوع الماضي.
واستقر سعر سلة خاماتها على 59.86 دولار للبرميل (159 لتراً) يوم الجمعة الماضي، بتراجع قدره 72 سنتاً عن مستوى إغلاق اليوم السابق عليه.
وهذه هي المرة الأولى منذ أواخر مايو الماضي يستقر فيها سعر خام نفط منظمة «أوبك» إلى ما دون مستوى 60 دولاراً للبرميل.


المصدر : وكالات


 

مواضيع ذات صلة :