مع ارتفاع أسواق الأسهم وأسعار السلع إلى قمم جديدة، تعرض الدولار الأميركي لضغط كبير وانخفض إلى مستويات دنيا جديدة مقابل اليورو والفرنك السويسري والدولار الأسترالي والدولار الكندي.
استمرت معاناة الدولار الأميركي مع صدور نتائج عائدات الربع الثالث لكل من إنتل وجيه بي مورغان وغولدمان ساكس وغوغل، والتي كانت كلها أفضل من المتوقع وأدت إلى دفع مؤشر داو جونز إلى ما فوق مستوى المقاومة الرئيسي عند 10,000، بينما ارتفعت أسعار النفط الخام أيضاً إلى ما فوق 75 دولاراً للبرميل لتنهي أسبوعها عند 78.53 دولار.
وتقدم الذهب إلى قمة قياسية فوق 1070 دولاراً قبل أن ينهي أسبوعه عند 1051 دولاراً يوم الجمعة.
هذا وقد انخفضت مبيعات التجزئة في الولايات المتحدة بنسبة 1.5 في المائة خلال سبتمبر/ أيلول، مدفوعة بتقلص مبيعات السيارات مع إنهاء برنامج "المساعدات المالية"، إلا أن الأرقام ظلت أفضل من المتوقع.
وفي الوقت نفسه، ارتفع مؤشر إمباير ستيت التصنيعي من 18.9 إلى 34.6 في أكتوبر/ تشرين الأول، ولكن استطلاع الفدرالي في فيلادلفيا أظهر أرقاماً أقل من المتوقع بانخفاضه إلى 11.5.
ويدل محضر اجتماع اللجنة الفدرالية للسوق المفتوحة لشهر سبتمبر/ أيلول على أن بنك الاحتياطي الفدرالي أكثر تفاؤلاً بشأن الاقتصاد ولكنه ما زال حذراً بشأن خطر الانخفاض.
وكان العزاء الوحيد في ذلك أن الدولار تمكن من استرداد بعض خسائره في نهاية الأسبوع؛ ولكن السؤال الذي يتبادر إلى أذهان كثير من المستثمرين هو: "هل سيتمكن من تغيير اتجاهه الهابط في المستقبل؟" سيمنحنا الأسبوعان المقبلان صورة أفضل عن عائدات الشركات، والتي أعتقد أنها ستكون من أكبر محركات الأسواق.
فإذا كانت العائدات مخيبة للآمال أتوقع أن يرتفع الدولار ارتفاعاً كبيراً. أما صدور أرقام عائدات أفضل من المتوقع فقد يستمر في إثقال كاهل العملة الأميركية ليجرها إلى قيعان جديدة مقابل نظيراتها من العملات الرئيسية.
النفط الخام: بعد اختراق مستوى المقاومة عند 75 دولاراً، وسع النفط الخام مكاسبه ليبلغ قمته عند 79.05 دولار للبرميل قبل أن ينهي أسبوعه عند 78.53 دولار، وهو أعلى مستوى منذ عام. وقد تلقى النفط الخام الدعم من عائدات الربع الثالث التي كانت أفضل من المتوقع، ومن ضعف الدولار وزيادة الإنتاج الصناعي الأميركي والتقرير الصادر عن وزارة الطاقة الأميركية الذي أظهر أن مخزون النفط المقطّر في الولايات المتحدة، بما في ذلك الديزل ووقود التدفئة، انخفض من أعلى مستوياته منذ 26 عاماً في الأسبوع الذي انتهى يوم 9 أكتوبر/ تشرين الأول.
الذهب:تقدم الذهب إلى قمة جديدة الأسبوع الماضي فوق 1070 قبل أن يتراجع لاحقاً نتيجة جني الأرباح لينهي أسبوعه عند 1051.5 دولار.
ويقول استطلاع من بلومبرغ إن سعر الذهب سيتراجع في الأسبوع المقبل حيث أن السعر القياسي يقلل الطلب على المجوهرات.
ولكن الذهب على المدى البعيد سيستمر في الارتفاع أكثر مدعوماً بتراجع أكبر في الدولار الأميركي وانخفاض نسبة الفائدة في الأنظمة الاقتصادية الرئيسية في الدول المتقدمة.
اليورو:ارتفع اليورو إلى قمة 14 شهراً مقابل الدولار، وكاد يختبر مستوى المقاومة الرئيسي عند 1.5. وقد تجاهل التجار بيانات استطلاع ZEW الألماني للميول الاقتصادية والذي انخفض إلى 56 في أكتوبر/ تشرين الأول، بينما استمرت الرغبة في المخاطرة في دفع الزوج نحو الأعلى.
وانخفضت صادرات منطقة اليورو بنسبة 5.8% في أغسطس/ آب مقارنة بالشهر السابق، وهو ما يبين أن الاتحاد الأوروبي يصارع في مواجهة ارتفاع اليورو. هل سيرتفع زوج اليورو مقابل الدولار الأميركي فوق 1.5 الأسبوع المقبل؟ .
هذا ويلتقي وزراء مالية دول منطقة اليورو يومي الإثنين والثلاثاء في اجتماعهم الشهري المعتاد. وقد كانت قوة اليورو موضوعاً مهماً الأسبوع الماضي مع العديد من التعليقات التي أدلى بها وزراء مالية الاتحاد الأوروبي، ولا بد أن تكون قوة العملة موضوعاً رئيسياً في الاجتماع.
في الأسبوع المقبل، يراقب التجار مؤشر آي إف أو الألماني للثقة بالأعمال وتقرير الطلبات الصناعية الجديدة، ولكن التركيز سينصب بشكل رئيسي على نتائج اجتماع وزراء المالية، كما ذكرت.
وسيؤدي ارتفاع اليورو إلى ما فوق 1.5 إلى استهداف مستوى جديد لليورو عند 1.55. الجنيه الاسترليني/ دولار:كان أداء الاسترليني هو الأفضل الأسبوع الماضي، حيث ارتفع بنسبة 3.2% مقابل الدولار.
وقد نبعت قوته من توقعات أن يقوم بنك إنجلترا بإيقاف برنامج شراء الأصول في الوقت الحالي، مع العلم أن المبلغ المخصص له كاد ينفد، إذ تم استخدام 162 مليار جنيه من أصل 175 مليار جنيه استرليني.
قد يكون الأسبوع المقبل أسبوع تقلب للاسترليني، وستعتمد حركة الاسترليني على إصدارين مهمين. ففي يوم الأربعاء ينتظر التجار محضر النقاش الأخير لنسبة الفائدة في البنك المركزي، بينما تصدر بيانات إجمالي الناتج المحلي للربع الثالث يوم الجمعة. وسيحدد الرقمان ما إذا كان بنك إنجلترا سيكمل برنامج شراء الأصول أو لا، وسيتحرك الاسترليني إلى الأعلى أو الأسفل تبعاً للنتائج.
الروبية الهندية: (بناءً على أرقام بورصة دبي للذهب والسلع) خسرت الروبية بعضاً من زخمها يوم الجمعة مع ارتفاع الدولار مقابل معظم العملات نتيجة لبيانات العائدات. وقد بلغت الروبية قمتها عند 216.21 (الفوري: 46.25) وانخفضت لاحقاً لتنهي أسبوعها عند 215.55 (الفوري: 46.40) حيث كانت الأسواق الهندية مغلقة احتفالاً بمهرجان ديوالي.
وقد بلغ سنسيكس عند الإغلاق 17326 مرتفعاً بمقدار 3.19 نقطة في جلسة التداول يوم السبت التي كانت مدتها ساعة واحدة حيث كان المستثمرون حذرين من الدلالات التي أظهرها الاقتصاد العالمي وارتفاع الدولار على احتمالات جني الأرباح في الأسابيع المقبلة. وقد كانت الأسواق ترتفع بثبات مدفوعة بالارتفاع في أسواق الأسهم الأميركية والآسيوية.
وقد تواجه الروبية المزيد من الضعف بينما تواجه دعماً عند 214.60.