أكد الإعلامي غسان بن جدو نبأ استقالته من قناة «الجزيرة» التي كان يدير مكتبها في بيروت، موضحاً أن هذا القرار لا عودة عنه من قبله، إلا أنه اعتذر عن الخوض في أسباب الاستقالة، مؤكداً في اتصال معه أنه يرغب في تسوية بعض الأمور العالقة مع المحطة، وأنه ليس لديه رغبة في الحديث عن هذا الموضوع.
وقال بن جدو «لم أكن أرغب في تسريب خبر الاستقالة، إلا أن الزميلة «السفير» نشرته مشكورة، لكني أفضل الآن عدم الحديث عن هذا الموضوع».
إرباك في المحطة
وكانت مصادر مقربة من بن جدو قد أكدت لنا، أن استقالته لم تقبل بعد، وأن ثمة إرباكا داخل المحطة في التعامل معها، لاسيما أنها أتت بعد استقالة الزميل عباس ناصر من مكتب بيروت، وقبله خمس مذيعات من المركز الرئيسي في قطر، لأسباب تتعلق بإدارة المحطة.
وأكدت المصادر أن ثمة عتبا لدى بن جدو على إدارة المحطة، التي يرى أنها بلغت درجة من السقوط المهني التي لا رجوع عنها في تغطية أخبار الثورات العربية، من حيث الازدواجية في تعاملها مع الأحداث بحسب سياساتها العامة، فضلاً عن قضايا داخلية اخرى تتعلق بطريقة إدارة المحطة.
وكان بن جدو قد أبدى استياءه بحسب المصادر من ما أسموه استغلال الإدارة لدماء زملاء سالت وتوظيفها في أمور لا علاقة لها بالمهنة، فضلاً عن امتعاضه من الأساليب التي تدار بها القناة.
منبر تحريضي
وأكدت المصادر أن غسان بن جدو لم يعد ير في «الجزيرة» منبراً لنقل الحقائق، بل منبراً تحريضياً لزرع الفتنة، وهي أمور غير مقبولة مهنياً خصوصاً في ظل التطورات المفصلية التي تمر بها المنطقة العربية، إذ إن الازداوجية التي تتعامل بها القناة مع الأحداث الدائرة في العالم العربي، تنسف كل تاريخ «الجزيرة» المهني وإنجازاتها.
ويبدو أن أحداث البحرين كانت النقطة الرئيسية التي دفعت بن جدو إلى اتخاذ قراره، حيث أكدت المصادر امتعاض بن جدو من التعتيم الإعلامي الذي تمارسه القناة على ما يحصل في البحرين، مقابل تركيز على أحداث ليبيا واليمن وسوريا.
ونفت هذه المصادر ما يشاع عن أن بن جدو استقال اعتراضاً على السياسة التي تنتهجها القناة تجاه سوريا، مؤكدة أن الزميل يناصر التحركات الشعبية في سوريا المطالبة بالإصلاح والحرية، كما يناصر المشروع القومي والوطني الكبير لسوريا.
وبن جدو أحد أهم الإعلاميين في «الجزيرة» إذ إنه غطى أحداثاً مهمة في أكثر من منطقة ساخنة، قبل أن يعيّن مدير مكتب بيروت.
وكان الزميل عباس ناصر، قد أطلق سلسلة اتهامات لبن جدو منذ أيام في مقابلة أجرتها معه الزميلة «الجريدة»، مؤكداً أنه يملك السلطة والامتيازات ولا يتوانى في استغلالها لأبعاد شخصية ثم يلبس لبوس القداسة والطهرانية.
بعد سياسي
وقال ناصر إن بن جدو أعطى لمشكلته معه بعداً سياسياً، وحاول أن يقول إنه يتماهى مع خطّ «الجزيرة» التحريري ويمثّله وأن عباس يمثّل خطاً آخر.
وقال عباس إن إدارة المحطة اقترحت أن يكون مدير مكتب بغداد أو مراسلاً متجوّلاً في محاولة منها لحلّ هذه المشكلة.
ويبدو أن الخلاف بين بن جدو وناصر كان بسبب اتهام الاول للأخير بأنه لا يتماهى مع سياسة المحطة، هي السياسة نفسها التي أقصت بن جدو وأسباب أخرى يبدو أن الزميل يتكتم عليها في الوقت الحالي، ريثما ينهي أموره العالقة مع المحطة التي تخسر مرة أخرى واحداً من أهم الوجوه الإعلامية.