ثقافة وفنون نُشر

40فنانا تشكيلياً عربياً وأجنبياً يشاركون في مهرجان فاس السابع للفنون التشكيلية

Imageيشارك الفنان الفونغرافي الأردني عبدالرحيم العرجان في فعاليات مهرجان فاس السابع للفنون التشكيلية الذي يقام تحت

شعار "المدينة والتشكيل" بمجموعته التصويرية "دروب المدينة" من 11 إلى 30 أبريل/نيسان الجاري، بتنظيم من المرصد الجهوي للمعرفة والتواصل، بأروقة محمد القاسمي والمركب الثقافي البلدي بمدينة فاس المغربية.
وقال العرجان "لقد اخترت مجموعة دروب المدينة للمشاركة بهذا المهرجان لتطابقها الكامل مع موضوعه لهذا العام، فقد اخترت مجموعة من الصور تحمل في طياتها كيف تتشكل المدينة بشكل فسيفسائي عفوي ما بين ما تنتجه الطبيعة وما يبدعه الإنسان، ومدى العلاقة ما بينهم من تجانس روحي ينشأ منذ بداية الحركة والسير في الطرقات، إلى ما يتركه فيها من آثار للأجيال التي تأتي من بعده، فالإنسان مهما كبر أو تغرب كحالي أنا الآن لا ينسى أبدا تلك الدروب التي خطتها قدميه في بداية حياته من طريقة إلى المدرسة أو اكتشافاته الأولى لمدينته، وكيف تعود عليها لفترة طويلة من الزمن وأضحت جزءا من دخله وأسلوب تفكيره، ناهيك عن سحر الغروب وهو يختفي بين أطراف المنازل وكأنه ينام فيها، وهذا ما ينطبق على قول الشاعر:

 نقِّلْ فؤادك حيث شئت من الهوى    
ما الحبُّ إلا للحبيب الأولِ
كم منزل في الأرض يألفه الفتى
 وحنينه أبدا لأوَّل منزلِ"

يقام المهرجان تحت إشراف ولاية جهة فاس بولمان وبمساندة رسمية من مؤسسة البنك الشعبي للتربية والثقافة، ومديرية البنك الشعبي فاس تازة، وبشراكة مع الجماعة الحضرية لفاس، وبتعاون مع مقاطعة أكدال، وجريدتي الوطن وفاس بريس، وشركة ديسترال فاس. ويتضمن برنامج المهرجان أنشطة تربوية وورشات خاصة بالأطفال ودورة تكوينية في الطباعة اليدوية، وندوات فكرية وجلسات مفتوحة مع الفنانين الرواد والشباب. وتكمن قوة مهرجان فاس السابع للفنون التشكيلية في انفتاحه على تجارب الفنانين الشباب وتقديمهم إلى جانب الفنانين الذين حققوا بأعمالهم شهرة وأسلوبا وحضورا مميزا في الساحة الوطنية والدولية. وقال مدير المهرجان الفنان سعيد العفاسي "اختمرت الفكرة الرامية إلى الرقي بهذا الفعل الجمالي والفني، انفتاحا على باقي الفنون البصرية والتشكيلية، وتأكيدا على تقرير لجنة التحكيم لملتقى فاس السادس للوحة، الذي دعا إلى تطوير الملتقى والرقي به إلى مهرجان يشمل مختلف الأنشطة التربوية والبيداغوجية والورشات الفنية والندوات والجلسات المفتوحة، وفتح النقاش حول التجارب الفنية المتنوعة تقنيا وفكريا."
وأوضح العفاسي أنه سيشارك في المهرجان أكثر من 40 فنانا تشكيليا من المغرب وفرنسا وكندا وسويسرا والأردن والسعودية وتونس والجزائر وأميركا.
وأضاف العفاسي "على الرغم من الاهتمام الذي تقدمه كل الإطلالات النظرية المتشبعة بمختلف التنويعات التقنية والمفاهيمية، التي تكشفها أعمال الفنانين التشكيلين المشاركين، والذين يتحدرون من مدن متفاوتة ومتباينة من زوايا العمارة والمستويات الثقافية، فعندما نتلقى الأعمال الفنية، ونحن نفكر أساسا في اللوحات وليس في المدينة نشعر أن هناك فتنة قوية وغريبة تأخذ بألبابنا، فتثير سلسلة من التساؤلات والإشكاليات والقلق المقرون بالرغبة في استكناه المعالم الداخلية للوحات، مثلما تدفعنا الرغبة إلى اكتشاف المدينة من الداخل، ما هو الشيء الذي يدفعنا للتفكير في أن تكون هذه المدن/اللوحات؟ وما هو السبب في أنها هي نفسها، بصرف النظر عن تشكيلاتها الظاهرية، تنبني صروحها، وتنكشف ألوانها وخطوطها، أو بمعنى أفضل، يعاد بناؤها في مخيلة المتلقي من خلال محاولة الربط بين متخيل المدينة واللوحة."
 وتساءل العفاسي "ما هو الفضاء الحقيقي الذي تخطه هذه المدن/اللوحات، والنطاق الذي تعجل بنا إليه؟" وأجاب "إشكاليات تدفعنا مباشرة إلى داخل نطاق مفعم بالرغبات والشكوك، وبالأحلام والعواطف الجياشة، ومن هنا يمكننا أن نشير إلى أن النشاط الفني إذا استمر في إيقاظ نوع ما من الاهتمام في الوقت الحالي، فبوسعنا أن نضعه في مضمار التناقض الظاهري العميق والمثري، الذي يدفعنا إليه، تناقض بصري معرفي نكتشف عن طريقه كيف أن الرموز الخاصة التي تشكل كل مجتمع في مدينة ما كأفراد، والتي على ضوئها تكتسب قراءتها هيئتها المتنوعة المتواصلة تحدد على وجه الدقة العناصر التي في نهاية الأمر تأخذ في المطالبة بإلغاء معارفنا، ومن ثمة تذويب هذه المعرفة التي تبتدعنا كأفراد، ويقربنا العمل التشكيلي إلى المدينة المتوخاة."
 ويضيف العفاسي قائلا "إن المدن غير الموجودة التي يطرحها الفنانون التشكيليون المشاركون في المعرض، تتجاوب مع هذه الغيبية التشكيلية اللامرئية، لتنشئ الذاكرة كعنصر تكاملي يتم عن طريقه بناء الرغبة في هذا الزمن المليء بالأزمان، والذي تتغذى به طفولتنا، فلا نجد أنفسنا أمام اللوحات، بل في مجابهة حلم تتكئ عليه أحجام ومساحات وأشكال وتلوينات وخطوط."


المصدر : ميدل أيست


 

مواضيع ذات صلة :