وقال يوسف الريفي (15 عاما) وهو يبحث وسط كومة من القمامة عن قطعة بلاستيك او قطعة معدنية يمكنه بيعها "عندي خمس شقيقات وثلاثة أخوة ووالدي عاطل." ويجد أطفال آخرون أحذية أو ملابس متسخة.
ويدفع تجار الخردة المحليون شيكلا واحدا (0.25 دولار) لكل كيلوجرام من قطع البلاستيك والمعادن التي يجمعها الأطفال.
ورغم ان قطاع غزة كان دائما يعاني من الفقر وكان الصغار عادة يبيعون السجائر والعلكة على مخارج الشوارع إلا ان مشهد الاطفال الذين ينقبون في القمامة لم يكن من قبل جزءا من الحياة اليومية للقطاع. لكن الصعوبات الاقتصادية زادت منذ أن شددت إسرائيل إغلاق المعابر التي تسيطر عليها بموجب اتفاقات سلام مؤقتة مع الفلسطينيين ردا على سيطرة حركة المقاومة الاسلامية (حماس)على القطاع في عام 2007.
ويقول مسؤولون فلسطينيون ان مئات المصانع أغلقت في قطاع غزة حيث يقيم فيه 1.5 مليون نسمة.
وقدر صندوق النقد الدولي معدل البطالة في القطاع في عام 2008 بنحو 40 بالمئة.
ويقدر مسؤولون واقتصاديون فلسطينيون المعدل بنحو 70 بالمئة. وقال أيمن (18 عاما) شقيق يوسف "ما كنت سأجبر على العمل وسط هذه القذارة لو وجدت أي عمل آخر."
وقال ان ما يعثرون عليه عادة ما يكون محدودا لأن الناس لا يملكون مالا لشراء منتجات جديدة لذلك يحجمون عن التخلص من القديم حتى لو لم تكن له قيمة تذكر.
وتفرق المنقبون في القمامة عندما جاءت جرافتان تابعتان للبلدية لتحميل القمامة في شاحنات لنقلها الى خارج المدينة.
وقال والد يوسف وأيمن "ذات يوم سحقت جرافة طفلا كان ينقب في القمامة. أشعر بقلق شديد عندما يتأخران في العودة الى المنزل."
المصدر : وكالات